في ذكرى اغتيال حشّاد ... الإتحاد حاد و ضيّع البلاد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/taboubi.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

وضع حشّاد بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة في وقت يعزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية و غالية جدّا وهو ما لحقه في نهاية المطاف و مات عليه …





هذا الإتّحاد الذي صاغه حشّاد رحمه الله كان على بمرجعية ( أحبّك يا شعب ) و كان على أساس الولاء التّام لتونس و اعتبار مصلحتها شأنا لا يقبل النّقاش و لا المساومة و على هذا كان العَهد و كان مسار العُهدة …

لكن أن يتحوّل الإتّحاد إلى ساحة للتجاذبات السّياسيّة و تخترقه أطراف دخيلة عن المنظّمة تاريخا و نضالا و أن ينساق لهم بعض كوادر الإتّحاد غير عابئين بمصلحة البلاد و العباد فهذا هو عين الزّيغ عن أهداف و مقاصد الإتّحاد و بانيه !

أن يصبح الإتّحاد لعبة سياسيّة تتقاذفه أيدي اليسار المتطرّف و بعض أدعياء السّياسة و أن يستعملوا هذه المنظّمة العتيدة و ماضيها و تاريخ مؤسّسيها و شرعيّة قيامها لتسخير هذا كلّه حتّى يستقووا به لليّ ذراع الحكومات و تسجيل انتصارات و تحقيق مكاسب سلطوية او مادية فهذا أيضا خروج عن مباديء الإتّحاد و أسُسه و أهدافه…

أن يصبح الإتحاد ماكينة عمياء لتفريخ الإضرابات العشوائيّة غير عابيء بالمراحل الحسّاسة و الخطيرة التي تمرّ بها البلاد فهذا ما لم يفكّر فيه حشّاد ، و لم يثبت في أدبيّاته و لا مسيرته ما يفيد أنّه رمى بتونس في مسار الهاوية و الهلاك ليظهر هو في صورة الزّعيم و البطل …

مهما كانت الحكومات مخطئة أو متجاوزة فهذا لا يعطي المبرّر أبدا للدّفع بتونس إلى دوائر المجهول ، فتونس ليست ضيعة ذات ملكيّة خاصّة لا للحكومات و لا لغيرها و لا لهذه الأحزاب و الأشخاص المتصارعين على الزّعامات و الكراسي و لا كذلك لبعض قيادات الإتّحاد الذين يريدون فرض أجنداتهم الحزبيّة و الشخصيّة الأنانيّة فيجعلوا المنظّمة درعا لهم و حصانة مانعة ...

الإتّحاد سكّته التي رسمها حشّاد و سار عليه من بعده رجال صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه هي المصلحة العليا للوطن و مساره النّضالي تكيّفه المرحلة التي تمرّ بها تونس و تمليه الظروف التي يعيشها عموم الشعب و دفّته لا يمسك بها إلاّ من جعل صوب عينيه هذه البلاد و شعبها و تجاوز كلّ أنانيّة و مصلحة شخصيّة و نبذ كلّ ولاء إلاّ ما كان خالصا لتونس … و لقد قالها المرحوم حشّاد يوما :
((الثورة يفجّرها مجانين بعشق أوطانهم ، يموت فيها الشرفاء و يستفيد منها الجبناء )) فمن لم يكن في التصنيفين الأوّل و الثاني فلينأى بنفسه عن التصنيف الثّالث !!

لا تذهبوا بعيدا ، إسالوا ( من كان إلى وقت قريب ) داخل - ماكينة - الإتحاد و خرج او أُخرج من سيستامها سيحدثونكم ببعض الصدق عن كثير من البلاوي و سيرفعون التحفظ الذي كان مفروضا عليهم و سيعرّون كثيرا من الاشخاص و الحقائق و سيخلصون إلى مصارحتكم بانّ الإتحاد حاد و ضيّع البلاد !


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 193840

Ahmed01  (France)  |Vendredi 6 Decembre 2019 à 14:06           
لا تُشبه الحملات على الاتحاد من مناوئيه حملات دون كيشوت على طواحين الريح
لأن هذا الأخير يتميّز بالنبل
أما الإتحاد فهو كطواحين خيراً ونماءً وعطاء
الاتحاد شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء
الذين يكيدون للاتحاد شجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار

MedTunisie  ()  |Jeudi 5 Decembre 2019 à 16:26           
الاتحاد صار من أخطر المنظمات بعد الثورة و فعل ما لم يفعله عدو في تونس الحبيبة و كان مع بن على و الطرابلسية يتقاسمون الدوار في خوصصة المأسسات


babnet
*.*.*
All Radio in One