في ذكرى اغتيال حشّاد ... الإتحاد حاد و ضيّع البلاد

بقلم / منجي باكير
وضع حشّاد بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة في وقت يعزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية و غالية جدّا وهو ما لحقه في نهاية المطاف و مات عليه …
وضع حشّاد بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة في وقت يعزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية و غالية جدّا وهو ما لحقه في نهاية المطاف و مات عليه …
هذا الإتّحاد الذي صاغه حشّاد رحمه الله كان على بمرجعية ( أحبّك يا شعب ) و كان على أساس الولاء التّام لتونس و اعتبار مصلحتها شأنا لا يقبل النّقاش و لا المساومة و على هذا كان العَهد و كان مسار العُهدة …
لكن أن يتحوّل الإتّحاد إلى ساحة للتجاذبات السّياسيّة و تخترقه أطراف دخيلة عن المنظّمة تاريخا و نضالا و أن ينساق لهم بعض كوادر الإتّحاد غير عابئين بمصلحة البلاد و العباد فهذا هو عين الزّيغ عن أهداف و مقاصد الإتّحاد و بانيه !
أن يصبح الإتّحاد لعبة سياسيّة تتقاذفه أيدي اليسار المتطرّف و بعض أدعياء السّياسة و أن يستعملوا هذه المنظّمة العتيدة و ماضيها و تاريخ مؤسّسيها و شرعيّة قيامها لتسخير هذا كلّه حتّى يستقووا به لليّ ذراع الحكومات و تسجيل انتصارات و تحقيق مكاسب سلطوية او مادية فهذا أيضا خروج عن مباديء الإتّحاد و أسُسه و أهدافه…
أن يصبح الإتحاد ماكينة عمياء لتفريخ الإضرابات العشوائيّة غير عابيء بالمراحل الحسّاسة و الخطيرة التي تمرّ بها البلاد فهذا ما لم يفكّر فيه حشّاد ، و لم يثبت في أدبيّاته و لا مسيرته ما يفيد أنّه رمى بتونس في مسار الهاوية و الهلاك ليظهر هو في صورة الزّعيم و البطل …
مهما كانت الحكومات مخطئة أو متجاوزة فهذا لا يعطي المبرّر أبدا للدّفع بتونس إلى دوائر المجهول ، فتونس ليست ضيعة ذات ملكيّة خاصّة لا للحكومات و لا لغيرها و لا لهذه الأحزاب و الأشخاص المتصارعين على الزّعامات و الكراسي و لا كذلك لبعض قيادات الإتّحاد الذين يريدون فرض أجنداتهم الحزبيّة و الشخصيّة الأنانيّة فيجعلوا المنظّمة درعا لهم و حصانة مانعة ...
الإتّحاد سكّته التي رسمها حشّاد و سار عليه من بعده رجال صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه هي المصلحة العليا للوطن و مساره النّضالي تكيّفه المرحلة التي تمرّ بها تونس و تمليه الظروف التي يعيشها عموم الشعب و دفّته لا يمسك بها إلاّ من جعل صوب عينيه هذه البلاد و شعبها و تجاوز كلّ أنانيّة و مصلحة شخصيّة و نبذ كلّ ولاء إلاّ ما كان خالصا لتونس … و لقد قالها المرحوم حشّاد يوما :
((الثورة يفجّرها مجانين بعشق أوطانهم ، يموت فيها الشرفاء و يستفيد منها الجبناء )) فمن لم يكن في التصنيفين الأوّل و الثاني فلينأى بنفسه عن التصنيف الثّالث !!
لا تذهبوا بعيدا ، إسالوا ( من كان إلى وقت قريب ) داخل - ماكينة - الإتحاد و خرج او أُخرج من سيستامها سيحدثونكم ببعض الصدق عن كثير من البلاوي و سيرفعون التحفظ الذي كان مفروضا عليهم و سيعرّون كثيرا من الاشخاص و الحقائق و سيخلصون إلى مصارحتكم بانّ الإتحاد حاد و ضيّع البلاد !
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 193840