لا احد يعرف حجم الفساد .... في العراق ؟؟

بشير عبد السلام
انفجرت الاوضاع الاجتماعية بالعراق أخيرا على اثر الغضب الشعبي على الاوضاع المزرية لمجتمع يرزح تحت ضغوطات حياتية طالت كل الطبقات تقريبا منذ ان سقط نظام صدام حسين بعد التدخل الامريكي الذي كسر ، علاوة على النظام ، كسر مؤسسات الدولة و مؤسسات المجتمع .
انفجرت الاوضاع الاجتماعية بالعراق أخيرا على اثر الغضب الشعبي على الاوضاع المزرية لمجتمع يرزح تحت ضغوطات حياتية طالت كل الطبقات تقريبا منذ ان سقط نظام صدام حسين بعد التدخل الامريكي الذي كسر ، علاوة على النظام ، كسر مؤسسات الدولة و مؤسسات المجتمع .
و لم تقدر منذ ذلك التاريخ كل الحكومات المتعاقبة على الشأن الوطني، لم تقدر على ايجاد الحلول الدنيا لمجتمع يعيش في بلد من اغنى بلدان الشرق الاوسط بثرواته البترولية و الغازية .
لكن المفارقة ، ان شعبا بأكمله و لعقدين او تزيد ، لم تقدر دولته و نخبها الحاكمة من توفير ادنى مقومات العيش الكريم و سقطت في معاناة شح المياه و انقطاع الكهرباء و تدني الخدمات الصحية و التعليمية و الاجتماعية ، ما ادى الى انخرام الامن و تنامي الجريمة و تفشي مظاهر الفقر و الزبونية السياسية .
و قد انفجرت الاوضاع في السنين الاخيرة بمظاهرات حاشدة و غاضبة تدعو بالخصوص الى معاقبة الفساد و الفاسدين ، ما جعل حتى العديد من الفاعلين السياسيين ، مثل التيار الصدري المشارك في الحكم ، الى مساندة المتظاهرين و دعم مطالبهم .
لكن يبدو ان المظاهرات الاخيرة ، الاكثر عددا و الاكثر نقدا للطبقة الحاكمة و نخبتها و اتهامها بالفساد ، كشفت ما لا ينفيه اي عراقي ، الذي يرزح تحت نخبة حاكمة عبثت طوال العشريات الفارطة بثروة العراق البترولية و الغازية و اسست للمليشيات ان النتيجة الكارثية هي في الاخير ضعف مؤسسات و اجهزة الدولة و خدماتها .هذا الفساد الذي اشارت اليه ، في اكثر من مرة و في اكثر من تقرير الادارة الامريكية الى وجود قائمات طويلة بأسماء مسؤولين عراقيين كبارا من النخبة الحاكمة الحالية ، راكموا عشرات المليارات من الدولارات في البنوك الامريكية نهبا للمال العام و خزينة الدولة تفقيرا للناس و اهانة للدولة و ثرواتها و تاريخها .
مثال العراق هو مثال ليبيا و مثال الجزائر و مثال سوريا و مثال مصر .
هناك معركة حقيقية و مصيرية بين مجتمعاتنا العربية و بين نخب فاسدة و مفسدين متعاونتين مع مفسدين و مافيا غربية تفعل كل شيء من اجل الاستيلاء على الثروات و تفقير الناس جميعهم . حتى ان العراقيين يذكرون حادثة غريبة مفادها ان أحد رجالات الدولة الكبار ، الذي ورث ابنه فيما بعد ، كان قد استولى منذ وصوله من المهجر على احد مواني تصدير البترول في جنوب العراق و بقي مستوليا على ايراداته ؟
لذلك فان المعركة في تونس هذه الايام وصلت الى نهايتها بانفضاح هذه المافيا التي تفعل كل شيء من اجل الاستيلاء على السلطة من خلال تسربها الى الانتخابات التشريعية و الرئاسية ، و اذا ما وصلت الى اهدافها فان مثال العراق و ليبيا ستكون عندنا منذ الايام الاولى لاستيلائهم على مقاليد الحكم.
لقد عانينا من محاولاتهم ( طوال السنوات الفارطة ) الى حد الان و راينا ان هذه المحاولات ، مجرد المحاولات ، اضرت بالبلاد و ثرواتها و ناسها و مقدراتها .و هي السبب الرئيسي في تفقير الناس و احباطهم ؟؟
كيف ستكون حالة الناس في بلد فقير مثل بلادنا لو تمكن الفاسدين غدا من مقاليد الحكم و الدولة ؟ لمعرفة مظاهر كارثة مثل هذه يجب ان نرى كارثة المجتمع العراقي اليوم بالرغم من انه يعيش على بحيرات من الثروات لا تنتهي ؟؟ و مثال ليبيا و المجتمع الليبي ؟؟
الانتخابات هي حرب على الفساد و حرب على الفقر و حرب على الفاسدين.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 190392