وتنهل العروض الموسيقية المبرمجة ضمنه من المخزون التونسي والتراثي الاصيل حيث يمتزج الحنين بعبق التاريخ والحضارة عبر استحضار مخزونات موسيقية والوان فنية زادتها جمالية المناخات الفنية التي كانت سائدة بتونس خاصة فترة العشرينات والاربعينات من القرن الماضي.

وقد ترجمت نبيهة كراولي، عبر ادائها لمجموعة من الاغاني التراثية، جملة الاحاسيس والمشاعر التي يمكن ان تختزلها الذات البشرية في كلمات معبرة وموسيقى راوحت بين الشعبي التونسي والمدرسة المشرقية وهي التي تميزت بداية مسيرتها بأداء الاغاني الملتزمة مع انور براهم ومحمد القرفي والفنان الليبي علي الكيلاني.

وحاولت نبيهة كراولي من خلال ادائها لجملة من الاغني من "اذا حبوك ارتاح" و"شفتك مرة" و"مبروكة" و"في البريمة"، ان تكون سفيرة الزمن الجميل في توليفة جمعت بين الصوت والحضور الركحي قبل ان تنتقل الى الاجواء التونسية باغان مثل "بخنوق" و"البرقدانة" و"يمة وجعتوها" و "والله ما نخاف من الله" في تناغم مع الفرقة الموسيقية التي لم تبخل على الحضور بتقاسيم فردية وجماعية لالات العود والكمنجة والايقاع.

كما غنت كراولي من انتاجها الخاص "قالولي جاي " وليام والمكتوب" و"اش عاجبه فيها" وهي انتاجات صنعت نجاحها الفني مع موسيقيين مثل سليم دمق والناصر صمود وشعراء على غرار الحبيب وحسين المحنوش والمنصف بلدي، لتختم وصلتها الغنائية باغنية من التراث القفصي" يا لعماري" وتلهب بذلك الجمهور الحاضر الذي صفق لها طويلا ورقص على وقع الموسيقى التراثية والايقاعات القفصية.
وستخصص سهرات المهرجان لكل من فرقة بوسعيد للمالوف بمشاركة الزين الحداد وهيفاء عامر وعرض "المالوفجية" لماهر الهمامي وفرقته الموسيقية وعرض التخت العربي بصفاقس الى جانب سهرة الفنان منير المهدي فيما تكون سهرة الاختتام مع فرقة سلاطين الطرب من سوريا.