محرزية فاقت... وانت وقتاش..؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c68ff9e431225.19910856_pfghqojmkenil.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

تذهب اليوم الى لندن وتسب تشرشل باعلى صوتك، ينظرون اليك باشمئزاز، ليس نتيجة السبة وانما نتيجة الصراخ، لم يعد تشرشل في حاجة الى مكياج العبيد، تشرشل فقط في حاجة الى مكياج التاريخ والأرشيف والحقيقة واقراص الذاكرة الصلبة، تشرشل لبنة في حضارة الإنجليز، فكرة في الكتاب الضخم، وأنصار الفكرة لا يستفزهم ان يلعن الخصم رفات الزعيم التي هتكها الدود منذ عقود، اللحم مضى الى ترابه والحقيقة باقية.. ذلك الشعب البريطاني الذي لم يصنع مجده من عظمة تشرشل، بل تشرشل من صنع مجده من عظمة بريطانيا.

لأن الوطن أكبر من الأشخاص، تتغنى الشعوب بأوطانها، وتلك هي القاعدة السليمة، أما الأيبولا التي بيننا فتتغنى بالشخص الوطن! لا يعنيها الشعب ولا تلتفت الى الارض والتاريخ والأحداث، ما يعنيها هو الشخص الذي ارتقى الى سلم الزعامة بالدم واثث عرشه من جماجم الفلاڨة، يعنيها ذلك الزعيم الذي يعريها ويجلدها ثم يزج بها في الزريبة ويلقي اليها ببعض الشعير، ثم يعلق لها التلفاز في زريبتها ، لتشاهد زعيمها حين تكون سعيدة ساسي بصدد تنشيف جسده بعد حمام السباحة، في السهرة يمارس العبيد اجترار شعير النهار بينما يتابعون من توجيهات الرئيس..حتى اذا اخرجه الجنرال من قصره يؤز شيبته بلا شفقة، باركت الأيبولا خلع زعيمها، لعنته لعنا شديدا، ثم خلعت ليدخل بها الجنرال.. ثم ولما خلع الشعب الجنرال، رفضت الأيبولا الانحياز للشعب وابت السير في ركابه، حينها وبعد سنوات اللعن عادت تمجد زعيمها وتبني مجدها على تربة قبره!




ولأن الأيبولا تماما كأميّة بن خلف، هو رفض ترك دين اجداده وهي ترفض ترك دين الهوان، تنشد طيف طاغية يولد من حلمها الذليل، ترفض ثورة سبعطاش ومخارج ثورة سبعطاش، وتصر على استدعاء طيف الزعيم لإبقاء فكرة الزعيم الأوحد والحزب الواحد والصوت الواحد، لذلك فزعت الايبولا من كلام محرزية العبيدي ، ليس لأنها انحازت للمرزوقي على حساب بورقيبة فقط، لا بل المشكلة الكبرى ان محرزية انحازت الى دولة سبعطاش على حساب دولة ما قبل سبعطاش وما قبل سبعة نوفمبر، انحازت الى دولة الشعب والصناديق والمؤسسات والانتخابات والحرية، على حساب دولة صباط الظلام، دولة وسيلة، دولة سعيدة، دولة إعدامات 63، دولة 26 جانفي، دولة خبز 84 ، دولة فرنكفورت 12 اوت 1961...دولة قفصة..

محرزية تعرف تفرق بين دم بن يوسف ودم التريليا..محرزية تنجم تفرق بين الدكتاتور والدكتور..محرزية تعرف شكون شد السلطة بالدم وخرج منها كوم لحم.. محرزية تعرف شكون وصل للقصر الفجر على دبابة وهرب في الليل بطيارة..محرزية تعرف شكون شد رئيس بمجلس الشعب وخرج بصندوق الشعب.. محرزية فاهمة الي الموتا يحبوا يخدموا بالموتا.. محرزية ما عادش تعديها عليها الأيبولا..محرزية ذكية..محرزية فاقت.. وانت وقتاش ؟


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 177222

Lahache  (Tunisia)  |Lundi 18 Février 2019 à 08:55           
Celui qui a accédé a une responsabilité doit l'assimiler et son rôle (chacun en son domaine) de créer du travail, ....

Karimyousef  (France)  |Dimanche 17 Février 2019 à 12:57           
CerteS Bourguiba n'était pas un grand démocrate,mais il a eu le mérite de généraliser l'éducation et d'interdire la polygamie.sans cela ,la Tunisie compterait 20millions voire plus Aujourd'hui.
Est ce que vous imaginez ce petit pays répondre aux besoins de20 millions.
Le père de l'indépendance a réussi à mettre le pays sur la bonne voie où il y avait un vrai respect du mérite et du savoir .
certes tout n'était pas rose mais sans ce choix libéral et tourné vers la modernité,la Tunisie aurait été confronté à des problèmes pires que ceux que connaît l'Égypte où les gens vivent carrément sur les toits et les cimetières.

Tuttifrutti  (Singapore)  |Dimanche 17 Février 2019 à 09:17           
منقول


مع احترامي الكامل لأختي وصديقتي محرزية العبيدي، لو كنت مكانها وطرح عليّ نفس السّؤال: "أيّهما أفضل بورقيبة أم المرزوقي؟"، لكان ردّي مختلفا بعض الشّيء.
محرزية الّتي يهاجمها اليوم عبيد الصّنم وكأنّما هي تجرّأت على ركن التّوحيد في دينهم البورقيبيّ العتيد، أنا في رأيي أنّها أخطأت في حقّ المرزوقي إذ قبلت بأن تضعه أصلا في مقارنة مع قاتل، وإن كان رئيسا.
نعم، هذه المقارنة ظالمة ولا تجوز أصلا، إنسانيّا وأخلاقيّا، وحتّى الجواب الّذي قدّمته محرزيّة بأن المرزوقي أفضل من بورقيبة، فيه تشريف لبورقيبة هو أصلا لا يستحقّه.
كأن تُسأل مثلا أيّهما أفضل: المتنبّي أم المزغنّي؟ فتجيب إنّ المتنبّي أفضل. أنت بهذه الإجابة تهين المتنبّي وتشرّف المزغنّي، لأنّ أحدهما شاعر والثّاني يخلط الشّعر بالشّعير، أو كأن تسأل أيّهما أفضل رئيسا لمصر: مرسي أم السّيسي؟
هناك مقارنات في حدّ ذاتها تمثّل إهانة، وحطّا من قدر الرّابح فيها وتشريفا لقدر الخاسر، لمجرّد أنّه يوضع في ذلك المقام.
المرزوقيّ مثقّف حقيقيّ وابن شرعيّ لهذا الشّعب ولد في تربته الأصيلة وعاش فقره وتعبه وجوعه وقهره، وحمل حلمه وناضل من أجله واحترم كبيره وصغيره وغنيّه وفقيره وأحبّ جوعاه وجرحاه وبكى شهداءه وحملهم على كتفيه ومسح دموع أمّهاتهم وأخواتهم وجعل من راتبه نصيبا للجرحى والمحتاجين في السّرّ والكتمان وحكم بما يسّره له القانون واستهدف في عرضه وشرفه فلم يثأر ولم ينتقم وفي يده السّلطة والقوّة، وخرج من باب التاريخ الواسع كأوّل رئيس عربيّ سابق لا يخرج إلى السّجن أو
المنفى أو القبر.
كيف أقارن به رئيسا زوّر تاريخ البلاد، وساهم مع الاستعمار في تصفبة المقاومين في الجبال وصفّى كلّ خصومه السياسيّين منذ انتمى إلى الحزب إلى أن أخرج من القصر واغتال وسجن وأعدم لزهر الشرايطي ومن معه وقتل المئات من اليوسفيين والنقابيين في 78 والجوعى المنتفضين في 84 واغتصب الحكم مدى الحياة بلا حقّ ولا شرعيّة وكرّس حكم المافية العائلية ودولة الحزب وحزب الدّولة ودولة البيروقراطية والأجهزة الأمنية وعمّق الجهوية وضرب الهويّة ونمّط المجتمع فخنق تنوّعه
واختلافه ونشر ثقافة العبودية والقوادة والغنيمة وخرج من القصر وقد ترك البلاد رهينة في فم أفعى سامّة هو من خلقها ورعاها وربّاها ورقّاها في سلّم السّلطة حتّى لدغته في خريف العمر وانتهى عبرة كمن سبقه من الطّغاة.
لم يكن كلّ ذلك يغيب بالتّأكيد عن محرزية ولا شكّ أنّها أدركت أنّ مجرّد المقارنة هي في حدّ ذاتها قسمة خاسرة، لكنّها امرأة حييّة وسياسية ذكيّة تحترم أهواء جزء من الشّعب فقبلت بهذه المقارنة على ظلمها، ومع ذلك لم يرحموها وبالغوا في إيذائها لمجرّد أنّها امرأة وسياسية حرّة عبّرت عن رأي حرّ وبكلّ ما يجب من أسباب التّحفّظ والخلق السياسي الكريم.
أرأيتم لماذا أقول دائما، إذا تكلّمتم فلا تقولوا نصف الحقيقة أبدا ولا تتّخذوا نصف موقف ولا تعبّروا عن نصف رأي، ولا تراعوا لهم خاطرا، لأنّهم في كلتا الحالتين سيهاجمونكم ويسبّونكم ويضطهدونكم. قولوا للسّافل أنت سافل مرّة واحدة ودفعة واحدة في وجهه مثل بصقة كبيييرة وعمييقة وشديدة التّركيز تأتي من أعماق الحنجرة، بلا أيّ تحفّظ أو تقسيط، وليكن بعدها ما يكون.
#عبد_اللطيف_علوي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 17 Février 2019 à 07:59           
قطعا لا يمكن مقارنة الدكتاتور مع الدكتور . والتي تذكرنا بفترتي حكم معاوية وعمر ابن عبد العزيز .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female