عدم الاحتفال بسبعطاش ديسمبر خيانة ! خاصة هذه السنة..سنة الحسم !

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/thawrayear6.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

جعلت العديد من الشعوب والامم من ثوراتها منصة للانطلاق والتعبئة ، وواظبت على الاحتفال بها بل وبالغت بعض الشعوب في اطراء ثورتها الى درجة اختلطت الاسطورة بحقيقة الاحداث ، لعلمهم ان الاحتفال لا يعني التذكّر المجرد والترفيه المعزول ، بل هو حالة تأكيد واصرار ، واشارات للقوى الشريرة ان اصحاب الثورة ما زالوا على العهد وان احتفالهم واعلان فرحتهم واشاعة الابتهاج يعطي انطباعات واضحة بانهم ليسوا على استعداد للتخلي عن مكتسباتهم ، وبقدر تبجيل الثورة وتثمين تواريخها بقدر اقتناع قوى الشر بجدية الانجاز وبارتباط اصحاب الحق بحقهم ، وكلما بدت معالم الاحتفال اكثر وضوحا وغردت الافراح عاليا ، كلما انتابت الرهبة خصوم الثورة وادركوا حقيقة الثمن الذي سيدفعونه اذا ما فكروا في ايقاف مسار الحرية وتجميع قطع الدكتاتورية واعادة تركيبها من جديد .





*الجيش التونسي اهم عوامل استقرار الثورة في سنواتها الاولى
حين استفتحت الثورة المضادة هجماتها العشوائية والاخرى المركزة كان الشعور الغالب لدى الشعب التونسي ان الامر لا يتعدى حالة من التنغيص وان استفحل فلن يتجاوز النيل من خصم سياسي ايديولوجي بالغ في التقدم بحكم الصناديق فأثار خصومه ، وكان الكل تقريبا لديه قناعة بان الجيش التونسي هو صمام الامان وانه لما لم تنجح غريزة البطش والتسلط في استمالته ابان هروب بن علي وايام الانفلات ، فلن تنجح بعد ان خطت تونس اولى خطواتها نحو الديمقراطية ذات 23 اكتوبر 2011 ، وفعلا لم يخطئ الحدس التونسي وكان أن توفرت للمؤسسة العسكرية بعض المحطات المغرية خاصة ليلة 24 اكتوبر 2011 عندما تيقن الجميع ان النهضة في طريق مفتوح وبصدد تحقيق اكتساح ، حينها هاتفوا رشيد عمار والحّوا على ايقاف المسار الانتخابي اسوة بما وقع في الجزائر سنة 1992 ، لكن الرجل تجاهل مناشداتهم ومضت قافلة الصناديق ، ثم كانت المناسبة الاخرى على هامش جنازة شكري بلعيد اين طالبت بعض القوى السياسة المسنودة بوابل من النخب ، طالبت الجيش التونسي بتسلم مقاليد الحكم ، ثم عادت نفس القوى وطالبت الجيش مرة اخرى بتنفيذ انقلاب خلال جويلية 2013 بُعيدة الانقلاب الدموي في مصر .

*فشل رهانهم على المؤسسة الامنية
لما تبخر حلم الرهان على الجيش التونسي حاولت نفس التشكيلات الفكرية المالية السياسية استمالة المؤسسة الامنية ، وبرزت تصريحات تغازل هذه المؤسسة وتحاول الدفع بها خارج مربع الامن الداخلي ومتطلباته ، واكد احدهم ان الداخلية هي مؤسسة وطنية يعنيها مستقبل تونس مثلما يعني الاتحاد وبقية القوى الوطنية في محالة للزج بها داخل مستنقع المؤامرة ، وتحركت العديد من الوجوه على جبهة التواصل بالمال والجاه ، واستعملوا النقابات الامنية كراس حربة للنفاذ الى عمق المؤسسة الدقية والمعقدة ، لكن غالبية النسيج الامني رفض الانزلاق ، فقد أقر العزم على ان تجربة العقود الماضية مع بورقيبة وبن علي لن تتكرر، خاصة بعد ان انخرطت الداخلية في بناء علاقة جديدة مع المجتمع التونسي الذي كان يعتبر المؤسسة الامنية الحارس الامين للدكتاتورية .

*لماذا تحتاج محطة سبعطاش ديسمبر 2016 حالة احتفال خاصة جدا ؟
خلال سنوات 2014 و 2015 اسفرت بعض القوى ذات التوجه القومي المشوه والعديد من حواشيها عن وجهها الحقيقي ، وشرعت عقب حالة من التردد والتقية في طعن الثورة التونسية بعد ان ضلت مشوشة مشتتة بين الطعن في ثورة ليبيا و الشام والسكوت عن ثورة تونس ، وكانت تلك منزلة محرجة ، يغلب عليها الارتجال المرتبك وتلوح طفولية عبثية ، ما دفع هذه القوى الى التصعيد في تطاولها على ثورة سبعطاش لتتمكن اخيرا من الحاقها بخانة الثورات العربية التي سبق واطلقت عليها لقب الثورات "العبرية" ، كان ذلك بعد سقوط الثورة المصرية وانسياق القوى المركزية في مصر خلف المشير واختفاء 25 يناير من الساحة وتجفيف منابعها من الاعلام ثم لاحقا من جميع الفضاءات . هذا التطور مكن الثورة المضادة من اريحية كبرى وزود اصحابها بجرعات هائلة من التطاول ، حينها راينا رموز القدح في سبعطاش يبجلون ويقدمون على غيرهم في المنابر بأنواعها ، ووجدت الثورة التونسية نفسها امام تحالف ازلام يخرب تحت شعار ثورة البرويطة ، التحق به تحالف شبيحة يخرب تحت شعار ثورة الربيع العبري .
بانتصاف سنة 2016 كانت القوى الايديولوجية ستالنجية وقومجية وبعد ان استحال عليها خيار البدلة العسكرية قد اقرت العزم على انشاء حالة من العسكرة المدنية المحنطة ، تكون بديلا من خارج رحم مؤسسة الجيش التونسي في محاولة للاقتراب من دبابة السيسي وبراميل بشار، وان كانت عسكرة منزوعة النياشين محرومة من بدلة تونس الخضراء، تلك البدلة التي مازالت على طهرها وستظل ان شاء الله . ولا شك انه وامام التحالف الخطير وهستيريا التشويه والتشكيك التي تضاعفت في حق ثورة سبعطاش أصبح لزاما على ابناء الثورة ان يضاعفوا انتباههم ويعلوا من راية ثورتهم ، عليهم ان يخرجوا من طور الرفض والفضفضة والاحتجاج ، عليهم التوقف عن ممارسة الالم النظري ثم الاندفاع الى ساحات الفعل والمبادرة ، ولن يكون أي تاريخ افضل من 17 ديسمبر للانخراط الحقيقي في مشروع منافحة يوازن مشروع الهجمة .

*هل فقدت ثورة سبعطاش المبادرة ؟
وان كان خصوم ثورة سبعطاش تعزز معسكرهم بل وافتك الشبيحة من الازلام مشعلهم وزايدوا عليهم في امتهان ثورة الشعب ، وان كانوا ابدوا من الدموية والحقد ما جعلهم يتغنون بمجازر حلب وينتشون بمذابح رابعة ، وان كانت استعداداتهم الفطرية تتجاوز الانتقام الى الابادة الجماعية.. فان الثورة ورغم كل ذلك لم تفقد المبادرة ومازال الوقت في صالحها ما دامت تتقدم ولو ببطيء وصعوبة ، وعندما نلقي نظرة على الحريات وعلى المؤسسات التي انجزت من هيئة الانتخابات الى المجلس الاعلى للقضاء ، سنوقن اننا نتحرك نحو الانجاز التاريخي واننا مازلنا في وضع متماسك ونور ثورتنا يلوح بجلاء في آخر النفق وأن جمعنا ليس ببعيد عن ضفة النهر، وانه ان توفرت العزيمة وارتقت الارادة الى مستوى المرحلة ، فنحن على موعد قريب مع الشاطئ ، ساعتها سنتنفس الصعداء ونحتفل بإفلاتنا النهائي من الردة ، ساعتها سنلتفت ونشرع في الدعاء لإخواننا العرب، نٍسال الله ان ترسي مراكبهم بسلام وان يقطع دابر الديكتاتوريات ..ساعتها سيتحدث اطفالنا واحفادنا باستغراب عن عصر عربي كان الحاكم فيه يأتي على ظهر الدبابة ، يملك جميع السلطات و يملك مفتاح الخزينة كما يملك الرقاب، يهب الحياة لمن يشاء ويهب الموت لمن يشاء ، عندما يكون الاحفاد بصدد الحديث عن رئيسهم الذي يلاحقه القضاء بشبهة الاستفادة من قطعة ارض بغير وجه حق ، حينها سيضحكون طويلا ، سيقهقهون او ربما سيستهزؤون من جيل عربي كان الحاكم فيه يقوم بدور تسونامي و طير الابابيل ودور طوفان نوح ودور القمل والجراد والدم .

مبروك عليكم 6 سنوات حرية ..مرحبا بكم في افتتاح السنة السابعة كرامة..سبعطاشكم سعيد أيها الاحرار..صباح السبعطاش أيها الثوار.


Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 135551

Mourad Jemni  (Tunisia)  |Dimanche 18 Decembre 2016 à 00:16           
17 ديسمبر انتفاضة اجتماعية و 14 جانفي انتفاضة سياسية و على السياسيين الاحرار الصادقين المخلصين ان يصنعوا ثورة ناجحة

Nabil Barghouthi  (South Africa)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 18:27           
شكرا سي السويلمي على المقال الذي يجدد فينا الأمل


Nader Malaykos  (Netherlands)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 12:37           
@Hassine Hamza
أستاذ حسين , لا أختلف معك إطلاقا فيما قلت. من يضيق معيشة الناس ظلما كأنه قتلهم
ومافي هذا من شك.




Amorbt  (Tunisia)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 12:28           
هنيئا لنا ولاهل الثورة بثورتهم المجيدة

Mandhouj  (France)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 12:10           
البوعزيزي شهيد الوطن .. وهو فوق الرؤوس .. و الخزي و العار للمنظمة القديمة الفاسدة السارقة القاتلة.. جوعت ، همشت ، قتلت ، سلبت الكرامة ... لكن حائط الخوف سقط ، كما لم يكن في حسبان الهارب و ازلامه ، القوادة .. كانوا يحسبون أن بن علي خالد و أن الديكتاتورية في تونس إلى أبد الأبد .. لكن الحكم صفر نهاية الماطش..

أمامنا طريق العمل ، طريق المساهمة الإيجابية ، طريق الوحدة الوطنية من أجل الانسان ، الطفل ، الشيخ ، الشعب ، المرأة ، العامل، المستثمر ، ... محاربة الفساد هو طريق الكرامة ..

و انها لثورة حتى النصر ... و تحية كل شهداء الثورة ، لكل شهداء الوطن .

تسقط الردة ، يسقط الارهاب .

Mandhouj  (France)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 12:01           

Fethi Mnasri (Tunisia) |Samedi 17 Decembre 2016 à 00h 29m | Historique de Fethi Mnasri
يوم 17 ديسمبر هو يوم اسود و غصة و نكبة للتجمعيين و الازلام و البقايا و المتمعشين ....لذلك على كل تونسي وطني و حر و لا يريد العودة الى اسطبل السابع من نوفمر الاحتفال بهذا التاريخ المجيد و المجد لشهداء تونس الابرار و على راسهم محمد البوعزيزي ...

..................................................
يوم 17 ديسمبر هو يوم ميلاد الحرية .. يوم 14 جانفي هو يوم إنتصار الأحرار و هروب السارق المجرم القاتل ...

الاحتفال واجب ، إنه شهر الثورة ، شهر سقوط القناع عن الكثيرين ..
تحية للشعب العظيم .

يجب أخذ العهد من جديد مع أهداف الثورة ... إستكمال المسارات ضرورة ... مسار العدالة الانتقالية / المصالحة الوطنية .. المسار الدستوري ... و في ذلك فليتنافس المتنافسون ..

لا تنمية دون إستكمال المسارات .

MOHAMEDAHMED  ()  |Samedi 17 Decembre 2016 à 12:00 | Par           
جدل عقيم ومشكلة مختلقة : ليس من المنطقي أو المعقول أن نضيع فيها من الوقت ما كان يمكن تخصيصه أولا وأخيرا للعمل وبذل الجهد مضاعفا لخلق الثروة وتحقيق التنمية وهذا ما يفيد البلاد والعباد. أما فيما يتعلق بتاريخ 17 ديسمبر، فهو يوم انطلاق الشرارة الأولى للثورة من باب الصدفة دون تخطيط مسبق ، ومن تسبب فيها، غفر الله له ، لم يقم سوى بعملية انتحار جبانة منهي عنها شرعا وأخلاقا. ولكن كان لهذه العملية استتباعات من المسيرات والاحتجاجات ضد نظام الحكم المتغطرس الذي واجهها بالقمع وإطلاق النار على المتظاهرين العزل. وتواصلت الاحتجاجات على مدى أيام إلى أن توجت، في ظروف بقيت إلى اليوم غامضة ، توجت بهروب رئيس الدولة وسقوط النظام في تاريخ 14 جانفي 2011 وهذا هو التاريخ الذي تم اختياره كعيد وطني تخليدا لتتويج نضالات القوى الوطنية من السياسيين والنقابيين والطلبة والناشطين في المجتمع المدني على مدى سنوات طويلة ، تتويج هذه النضالات بسقوط نظام الحكم الفردي ودخول البلاد نظام الحكم الديمقراطي . هذا ما يجدر الاحتفال به من باب الأولى ودون أخذ الأمور من جانب الجهويات المقيتة ولكن يبقى بطبيعة الحال تاريخ 17 ديسمبر فارضا نفسه كيوم انطلاق الشرارة الأولى للثورة. وبما أنه لا بدّ من اختيار يوم واحد كعيد وطني فالمنطق يقول أن الأولى بالاحتفال هو تاريخ تتويج النضالات بسقوط النظام السابق. ولا طائل من المهاترات والمزايدات الفارغة التي لا تقدم ببلادنا وتخلق حساسيات نحن في غنى عنها

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 11:53           

Nader Malaykos  (Netherlands)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 10h 38m |           
الشهيد من يقتل (بضم الياء) دفاعا عن أهله أو وطنه أو دفاعا عن دين الاسلام بيده أو بعلمه .. .
من قتل دون ذلك فهو قتيل وكفى .

من انتحر لا يكون شهيدا مهما كان قصده
..
:::::::::::::::::::::::
تحية للأخ نادر
:::::
الذي يمنع عنك وسائل العيش ، أليس قاتلك ؟؟؟

النظام السابق وصل به التشفّي من خصومه إلى حد معاقبة "العطّار" الذي يبيع لهم الخبز
أو أفراد عائلاتهم الذين يقدّمون لهم المساعدة أو حتى يصبِّحون عليهم

أليس هذا بنظام قاتل؟

أذكرك بقصة المرأة التي دخلت النار
في قطة حبستها ولم تتطعمها أو تتركها تقتات من خشاش اﻷرض
...

Nader Malaykos  (Netherlands)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 10:38           
الشهيد من يقتل (بضم الياء) دفاعا عن أهله أو وطنه أو دفاعا عن دين الاسلام بيده أو بعلمه .. .
من قتل دون ذلك فهو قتيل وكفى .

من انتحر لا يكون شهيدا مهما كان قصده
..
في القرآن الكريم تحديد لا لبس فيه لمن يقبله الله عز وجل شهيدا ومن يزعم غير ذلك فليرني كتابه!


Aziz Naceeur  (Qatar)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 07:32           
مقال ممتاز يبعث الأمل في ثورة فتية ناشئة نتمني لها النجاح و كل عام والثورة ورجالها بألف خير

Nour Nour  (Tunisia)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 04:47 | Par           
كل عام وتونس وكل التونسيبن بخير بمناسبة الذكرى السادسة للثورة التونسية ثورة 17 ديسمبر المجيدة

Fethi Mnasri  (Tunisia)  |Samedi 17 Decembre 2016 à 00:29           
يوم 17 ديسمبر هو يوم اسود و غصة و نكبة للتجمعيين و الازلام و البقايا و المتمعشين ....لذلك على كل تونسي وطني و حر و لا يريد العودة الى اسطبل السابع من نوفمر الاحتفال بهذا التاريخ المجيد و المجد لشهداء تونس الابرار و على راسهم محمد البوعزيزي ....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female