بنزرت: حرفة صناعة الفخّار بسجنان تسري في عروق النساء وتصون ذكرى الأجداد

وات -
"صناعة الفخّار التقليدي وتشكيل الطّين وتطويعه هو حياتنا، يسري كالدم في عروقنا " بهذه الكلمات وصفت نزيهة سعيداني حرفية في صناعة الفخار التقليدي بمنطقة الجبيسة التابعة لمعتمدية سجنان من ولاية بنزرت حبّها وشغفها لهذه الحرفة.
تقول نزيهة سعيداني، وهي خريجة تعليم عال في اللغات المطبقة ورئيسة مجمع آيادي سجنان، أنها منذ أن فتحت عينيها وأصبحت تتحسّس الحياة في عمر مبكّر، تعلّمت حرفة صناعة الفخار التقليدي عن أمها التي ورثتها عن أجدادها، واليوم أصبحت مورد رزق لها ولعديد العائلات بمنطقة الجبيسة.
تقول نزيهة سعيداني، وهي خريجة تعليم عال في اللغات المطبقة ورئيسة مجمع آيادي سجنان، أنها منذ أن فتحت عينيها وأصبحت تتحسّس الحياة في عمر مبكّر، تعلّمت حرفة صناعة الفخار التقليدي عن أمها التي ورثتها عن أجدادها، واليوم أصبحت مورد رزق لها ولعديد العائلات بمنطقة الجبيسة.
وتضيف نزيهة سعيداني، أن عملية صناعة الفخار التقليدي تمرّ ب20 مرحلة تقليدية من البداية إلى حين الوصول به الى منتوج قابل للترويج، تشمل،في البداية، جلب الطين من الجبل خلال فصلي الربيع والصيف عن طريق الحفر بالفاس على عمق 3 أمتار.
ويتم تنظيف الطين ،بعد ذلك، ووضعه في الماء مدة يوم مع مزجه بمادة "التافون" وهو عبارة عن مادة من منتوج الفخار القديم المكسور، لتنطلق عملية الإنتاج وتعقبها عملية "التشفير" لتحسين جمالية المنتوج إلى أن يتماسك ،لتبدأ عملية دهن الفخّار بمادة "الطّلو" وهي مادة تستخرج من الجبل ثم توضع على النار وتستخرج بعدها للتزيين بمادة من ورق "الذرو".
تصف نزيهة ،هذه المراحل المتصلة بصناعة الفخاركلّها بدقّة متناهيةٍ وبكلمات مسترسلة، تبرز من خلالها تعلّقها بحرفة صناعة الفخار التقليدي بسجنان وذلك لا يخفِ صعوبات عدة تعرفها هذه الحرفة.
وتكمن الصعوبات في الترويج للمنتوجات التي يقتصر بيعها على الطرقات أو المعارض خاصة منها معرض الكرم، وهوما يتطلب من الأطراف المتداخلة، وفق سعيداني، مساعدة الحرفيات المنضويات تحت خيمة مجمع آيادي سجنان للمشاركة في المعارض الدولية لتسويق الفخار التقليدي المميز لسجنان، والسعي لتوفير آلات حديثة تجنبهم عناء هذه الحرفة مثل الات لتكسير مادة "التافون ".
من جانبه قال كاهية مدير بالمندوبية الجهوية للصناعات التقليدية ببنزرت عماد شقرون، إن الديوان الوطني للصناعات التقليدية، يعمل بالتنسيق مع برنامج تونسي وسويسري للملكية الفكرية "توسيب" لإسناد "علامة المنشأ " لفخار سجنان التقليدي ليكون أول منتوج تونسي يتحصل على هذه العلامة، وتهدف لحماية المنتوج من التقليد وتثمينه.
وأضاف شقرون في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أن المعايير المعتمدة من عملية استخراج الطين و تحضيره وانتاج الفخار معترف بها عبر التاريخ وكل المواد الأولية مستخرجة من سجنان اضافة إلى أن اليد العاملة التي تمتهن هذه حرفة صناعة الفخار تبلغ 700 حرفية اصيلات المنطقة.
يذكر ،أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم"اليونسكو"، أدرجت الفخار التقليدي بسجنان من ولاية بنزرت في فيفري سنة 2018، ضمن القائمة التمثيلية للتراث اللامادي .
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 314846