تحية صباحية إلى الجميع والبداية مع هذا البشر في لحظة شر .وطبعا التطرق لثنائية الخير والشر مرارا وتكرارا لتقريب مفهوم فلسفي للغة المبسطة .فمثلا التحرش يحدث في كل المجتمعات ويقابل المتحرش شخص أو أشخاص يندفعون للتصدي لهذا المتحرش المفترس ونصرة للفريسة المستضعفة .وقد يعرضون أنفسهم للخطر رغم أن الفريسة لا تمت لهم بأية صلة .وبين التضحية والإيثار والنبل من جهة والأنانية والعنف والنزوات الشريرة من جهة أخرى تتبين قاعات العمليات داخل جهازنا العصبي والتي
نذكر بها متى سنحت الفرصة .وأدنى تلك القاعات هي قاعة العقل الغريزي اللاواعي وهي مرحلة الطفولة البشرية من الزمن السحيق وتتكرر على الدوام بعد الولادة يعني زمن الملائكة التي لا علم لها إلا ما تحمله من علم غريزي مخزن .ثم قاعة العقل الإنفعالي وهي مرحلة المراهقة البشرية وبداية الوعي التي مثلها النياندرتال الصياد وتتكرر في بلوغنا سن المراهقة والتباس الحق والباطل يعني زمن إبليس .ثم قاعة العقل المعرفي وهي مرحلة الرشد الإنسانية وارتقاء الوعي لتشييد المدن
والحضارات وابتكار الزراعة والقوانين الرادعة لتطويع القابعين بالقاعتين الغريزية والإنفعالية على كبح جماح اندفاعهم وفرملة رغباتهم بما يتيح لهم العيش المشترك في المدن المشيدة . يعني زمن آدم وزمن تأهيل العقول على ضبط النفس الأمارة بالسوء وتطويعها ولجمها وجعلها تحت السيطرة الكاملة وهو ما يتطلب التوعية المستمرة بضرورة عدم الإكتفاء بالسيرة الذاتية المتعارف عليها بل النبش في السيرة الذاتية الإجتماعية لكل من يتقدم لأي مركز حساس في المجتمع .