تونس أمام تحدّي التغيّرات المناخية: دروس من فيضانات المغرب وتحذيرات علمية من المخاطر المقبلة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6940fdb3645222.10993542_fgienhjkmloqp.jpg width=100 align=left border=0>


سلّطت فقرة “Arrière Plan” على أمواج إذاعة الجوهرة أف أم، ضمن برنامج صباح الورد، الضوء على الفيضانات الخطيرة التي شهدها المغرب خلال الأيام الأخيرة، وما خلّفته من خسائر بشرية ومادية، في حوار مع المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي حمدي حشاد.

فيضانات مفاجئة بعد سنوات من الجفاف


أكّد حمدي حشاد أنّ ما شهدته عدد من المدن المغربية يُصنّف علميًا ضمن الفيضانات الحضرية، الناتجة عن هطول كميات كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة جدًا، أحيانًا في أقل من ساعة. وأوضح أنّ هذه الأمطار، رغم أنها قد تبدأ عادية، تتحوّل بسرعة إلى سيول جارفة عندما تتجاوز طاقة استيعاب شبكات تصريف المياه.




وبيّن الخبير أنّ سنوات الجفاف الطويلة لا تمنع حدوث فيضانات، بل قد تزيد من حدّتها، نظرًا لتصلّب التربة وفقدانها القدرة على امتصاص المياه بسرعة.

العمران العشوائي وذاكرة الأودية

لفت حشاد إلى أنّ أحد أبرز أسباب تفاقم الأضرار يتمثل في الزحف العمراني داخل مجاري الأودية القديمة والمناطق المنخفضة، مذكّرًا بأن “الماء له ذاكرة”، وأن الأودية الجافة قد تعود للجريان فجأة عند توفر الظروف المناخية المناسبة.

كما أشار إلى دور الأسفلت والخرسانة في منع تسرب المياه إلى الأرض، إضافة إلى سوء صيانة قنوات تصريف مياه الأمطار، التي غالبًا ما تُسدّ بالنفايات والأتربة.

هل يمكن تفادي مثل هذه الكوارث؟

أكّد الخبير المناخي أنّ الكوارث ليست حتمية بالكامل، موضحًا أنّه يمكن الحد من آثارها عبر:

* الصيانة الدورية لشبكات تصريف مياه الأمطار
* حماية مجاري الأودية ومنع البناء داخلها
* الإبقاء على الفضاءات الخضراء والمناطق القابلة لامتصاص المياه
* التخطيط العمراني القائم على تقييم المخاطر المناخية

وشدّد على أنّ المشكلة لا تكمن في الأمطار وحدها، بل في التقاء شدة الهطول مع الهشاشة الحضرية.

هل تونس معنية بالمخاطر نفسها؟

وفي ما يتعلّق بتونس، أوضح حشاد أنّ البلاد تنتمي لنفس المجال المناخي المتوسطي، حيث أصبح البحر أكثر دفئًا، ما يزيد من الرطوبة وعدم الاستقرار الجوي. وأضاف أنّ المنخفضات الجوية القادمة، ومنها تلك العابرة من المغرب، لا تمثل بالضرورة خطرًا مباشرًا، لكنها تستوجب اليقظة والحذر.

وأكد أنّ التوقعات الحالية تشير إلى أمطار بكميات محترمة لكنها غير مقلقة، مع التشديد على ضرورة تجنب:

* التواجد في المناطق المنخفضة
* الاقتراب من الأودية أثناء هطول الأمطار
* المجازفة بعبور مجاري المياه الجارية

مناخ يتغير… وسلوكيات يجب أن تتغير

اختتم حمدي حشاد مداخلته بالتأكيد على أنّ التغير المناخي أصبح واقعًا ملموسًا، يتمثل في:

* موجات حرارة قياسية
* فترات جفاف طويلة تتبعها أمطار غزيرة في وقت قصير
* اضطراب الفصول والظواهر الجوية

وأوضح أنّ العامل المشترك وراء هذه التحولات هو ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناتج أساسًا عن الأنشطة البشرية، داعيًا إلى تعزيز الوعي العلمي والابتعاد عن التهويل والإشاعات، مع الاعتماد على التحليل العلمي الرصين.

وختم بالقول إن الأمطار تظلّ رحمة وخيرًا، لكن التعامل معها يتطلب استعدادًا، ووعيًا، واحترامًا لقوانين الطبيعة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 320317


babnet