زرقاء وحمراء وآخرهن برتقالة

لم تكن زرقاء جميلة ولكنها كانت الأنثى الوحيدة في قريتها لذلك "احتكرت" عواطف الجميع خاصة وأنها كانت غنية وصاحبة نفوذ،كانت ترفض فتح باب منزلها لمن يتقدم لنيل شرف الارتباط بشبكتها...عفوا الارتباط بها وتطلب مهرا غاليا اضافة الى انتظار الرد لوقت طويل وكلما زاد تجاهلها لعشاقها زادت اللهفة عليها
صبر العشاق على زرقاء طويلا رغم ممانعتها في تلبية مطالبهم كانت أملهم الوحيد في القرية المغلقة على كل من تسول له نفسه منافستها على ود عشاقها كانت "ثابتة" في مكانها صامدة الى أن "تحركت" أخيرا وفتحت أبواب منزلها ولكنها لم تتخل عن مماطلتها لطالبي ودها مستغلة فراغ القرية من "منافسة" لها
صبر العشاق على زرقاء طويلا رغم ممانعتها في تلبية مطالبهم كانت أملهم الوحيد في القرية المغلقة على كل من تسول له نفسه منافستها على ود عشاقها كانت "ثابتة" في مكانها صامدة الى أن "تحركت" أخيرا وفتحت أبواب منزلها ولكنها لم تتخل عن مماطلتها لطالبي ودها مستغلة فراغ القرية من "منافسة" لها
مرت الأيام والسنوات وزرقاء تعيث في قلوب سكان القرية فسادا وتماطلهم ولا تستجيب لمطالبهم الا نادرا حتى انتشرت شائعة تقول أن أنثى أخرى ستدخل القرية وأنها أجمل من زرقاء وأكثر رفقا بطلبات عشاقها

فزعت زرقاء لهذا الخبر المخيف الذي سيهددها في مملكتها وفي غلاء مهرها، لم يكن بيدها أي حيلة الا انتظار الفتاة القادمة خاصة وأن القرية اختارت التفتح على الأجانب....جاء اليوم الموعود وحل ركب الأجنبية وتدافع الناس لرؤيتها ولطلب يدها..كانت تدعى حمراء فتاة شابة جميلة من أب مصري وأم خليجية توزع القبلات والوعود بنهاية "الاحتكار" وحلول عهد جديد معها

امتلأ منزل "حمراء" عن بكرة أبيه بعشاقها ولكنها لم تبخل عليهم فكانت ترد على مطالبهم وتستغل حرمانهم لسنوات مع زرقاء وتعدهم بالمزيد...ومرت الأيام على هذا الحال وزادت حمراء في الترحيب بكل من يطرق بابها بقولها "أنت الأولى" وكانت تمكنهم من التكلم معها ساعات الليل الطويلة اضافة الى التخفيض في مهرها حتى اصبح الجميع مفتونين بها
تفطنت زرقاء الى تخلي سكان القرية عنها وعن خدماتها فتيقنت انها لن تسترجع عشقهم لها الا اذا تنازلت عن غرورها فحسنت في معاملتها لطالبي ودها وصارت تهتم بهم وتعطيهم من وقتها لا احتراما لشخصهم بل خوفا من منافسة حمراء وقوت من منافستها للأخرى موهمة من يطلب ودها بقولها "على خاطرك نقدموا" رغم انها في السابق لم تعر لخاطره أي اهتمام
مرت الشهور وقررت زرقاء الزواج بممول خليجي لعلها تنعش وضعيتها وتعود الى ماضيها الجميل خاصة وانها احست ببعض الترهل وأنجبت فتاة أسمتها على اسم مؤسسة قرطاج علها تعينها على منافسة حمراء التي بدأت هي الأخرى تتعب من الوحدة وبدأت تفكر في الالتجاء الى حضن افريقي

مرت السنوات وتسرب الملل الى نفوس سكان القرية الذين سئموا وعود الاثنتين وتراجع خدماتهما وحينها أطلت برتقالة على اهالي القرية تعد باعطاء نفس جديد وقررت الدخول بقوة فوزعت بطاقات دعوة فاخرة على الجميع للحضور لديها والتمتع بجمالها .
حضر الجميع وانتظروا اطلالة برتقالة وبقوا منتظرين تحقق وعودها التي أطلقتها قبل مجيئها والتي سبقتها الى القرية التي انتفضت لرؤية الوافدة الجديدة انتظروا كثيرا ولكن مانعا حال دون أن تطل برتقالة على ضيوفها الذين صاروا يتدافعون لهفة لرؤيتها رغم وجود زرقاء وحمراء ولكن أهل القرية تعودوا على اللهفة والجري الأعمى وراء كل بدعة تكتشفها أعينهم
جاءت برتقالة وقبلها حمراء وقبلهما زرقاء لتصير حياة سكان القرية ألوانا وترسم على شفاههم تلك الابتسامة الساذجة والتي تدل على سطحية كبيرة وعدم وعي بأنهم مجرد لعبة واداة للربح لا غير للفتيات الثلاث اللاتي مهما تغيرت أسمائهن يبقين وجوها لعملة واحدة
حمدي مسيهلي
Comments
20 de 20 commentaires pour l'article 27857