سيدي الرئيس... ماذا يحدث لديكم في القصر؟

حياة بن يادم
كانت و لا زالت ميليشيات الإشاعات في بلدنا تروج الأخبار الزائفة. حيث أصبحنا نعاني من الرطوبة الحضارية بسبب التلوث الاخلاقي نتيجة نجاسة مرتزقة تجار الأراجيف الباطلة التي مهمتها إحداث الفتن و نشر الشك و سوء الظن المبني على الأوهام لا على الحقائق، في صفوف الشعب التونسي، و في حق من افرزتهم صناديق الاقتراع التي افصحت عن إرادته.
كانت و لا زالت ميليشيات الإشاعات في بلدنا تروج الأخبار الزائفة. حيث أصبحنا نعاني من الرطوبة الحضارية بسبب التلوث الاخلاقي نتيجة نجاسة مرتزقة تجار الأراجيف الباطلة التي مهمتها إحداث الفتن و نشر الشك و سوء الظن المبني على الأوهام لا على الحقائق، في صفوف الشعب التونسي، و في حق من افرزتهم صناديق الاقتراع التي افصحت عن إرادته.
و منذ ثورة الحرية الكرامة، لم تتعرض شخصية سياسية إلى حملة تشويه و تلفيق تهم، و اراجيف باطلة، مثلما تعرض لها الرئيس السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي حيث اشتغلت غرفة العمليات صاحبة المهمات القذرة لاستهدافه و اختلاق شتى انواع الشائعات، من الفساد المالي و الاخلاقي، و تهم الارهاب و العمالة، و صرف المليارات على اقتناء افخر انواع الاسماك، و قبض المليارات من دول أجنبية.
لكن كل هذه الشائعات استطاع المرزوقي تفنيدها بسياسة اتصالية واضحة و قاطعة إلى أن أتى الزمان الذي "شهد شاهد من أهلها"، حيث وصف رضا بلحاج المدير السابق لديوان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أن هذه الاراجيف "ظالمة".
لم تشفع عدد أصوات ثلثي الناخبين، قيس سعيد، من التعرض للشائعات منها إزالة صور الراحل الحبيب بورقيبة من القصر و اتهامه باستقبال أطفال الإرهابيين.
كما أن الأداء الإعلامي المرتبك للمكلفة بالإعلام، لدى زيارة أردوغان الأخيرة لتونس، جعل الاعلام الاماراتي ينشر الإشاعات، مما استوجب توضيحا من الرئاسة أن "ما يتم تداوله في عدد من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الرئيس التونسي قيس سعيد استعمال المجال الجوي والبحري لتونس لا أساس له من الصحة".
و آخرها معلومة راجت على صفحات التواصل الاجتماعي تفيد بأنه تم تعيين السيد الطاهر الحمروني، صاحب التصريحات المثيرة و الاستئصالية، و الموثقة في صفحته على الفايسبوك، منها انكاره لثورة الحرية و الكرامة و اعتبارها ربيعا عبريا و ليس عربيا، و اصطفافه لخيار جزار الشعب السوري و المتباهي بسياسة الطاغية القذافي. و في تدوينة عند سقوط حكومة الجملي كتب "سقط الإخوان في تونس". لتقوم رئاسة الجمهورية بتوضيح للرأي العام أن هذا الخبر عار عن الصحة و لم يقع تعيين أي عضو جديد في فريق العمل الرئاسي.
سيدي الرئيس،
التوضيح المذكور سابقا غامض و غير كاف ليضع حدا لهذا السجال لانه كان من الأجدى ان يكون بيان رئاسة الجمهورية مذكّرا و رافضا رفضا قطعيا انتداب كل استئصالي و كل من يعارض مبادئ ثورة الحرية و الكرامة و التي سقيت بالدماء الزكية و الطاهرة لخيرة شبابنا.
سيدي الرئيس،
هجوم مستشاركم المستقيل عبد الرؤوف بالطبيب و الذي لم يمض على تعيينه 3 أشهر على زميلته السابقة، المستشارة المكلّفة لديكم بالإعلام والاتصال رشيدة النيفر زاد من حيرة المتابعين للشأن الرئاسي.
سيدي الرئيس،
تغيبكم على محافل عالمية مهمة، و آخرها القمة الإفريقية نتيجة تعرضكم لوعكة صحية شفاكم الله منها. هناك من رأى أنها هروب و غموض في الرؤيا. و تفويت فرص على تونس لم يتم استثمارها في تدعيم العلاقات الديبلوماسية و الاقتصادية، التي يحتاجها الوطن في ظل الوضع الصعب. و بياناتكم الصادرة في هذا الشأن لم تتسم بالوضوح الكافي لوضع حد لهذه الشكوك.
سيدي الرئيس،
صحيح ان ميليشيات الاشاعات و الاراجيف الباطلة غايتها نجسة و غير بريئة و تستهدف ارباك مؤسسة الرئاسة و إدخالها في شك مع بقية المؤسسات و آخرها التصريح القذر لنائب من نوائب الدهر، و الأول في نشر الإشاعات عليكم خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية الأخيرة، و الذي تمنى ان يكون سيده المرشح عبد الكريم الزبيدي مكانكم، غاية التصريح إيقاع الفتنة بينكم و بين رئيس البرلمان حيث اتهم فيصل التبيني راشد الغنوشي قائلا " انت وراء تشويه رئيس الجمهورية والتامر عليه" كما ان الشائعات مهمتها كسر الثقة بينكم و بين الشعب.
سيدي الرئيس،
لكن رغم ذلك، انتشار الإشاعة هي مسؤولية مشتركة من الجميع و يتبين و أن الاستراتيجية الإعلامية و التواصلية المفقودة لدى طاقمكم، ساعدت على انتشارها. كما أن رصد و التقاط المعلومة و متابعتها حينيا غائبة كلّيا. و الغموض الذي يكتنف بيانات رئاسة الجمهورية يجعل الإشاعات ترتقي إلى مرتبة الحقيقة.
سيدي الرئيس،
الإشاعات تصدرها تجار الرذيلة السياسية و أصحاب النفوس المريضة مستغلة المحطات الاعلامية المغرضة زيادة عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر فيها الاخبار الزائفة بسرعة جنونية. و يصدقها الأغبياء في بيئة تنتشر فيها البطالة. لكن دور العقلاء و الراشدين و الشرفاء تمحيص الأخبار و مراجعة الأقوال و تحكيم المنطق السليم. و نظرا لخطورة الإشاعات على السلم المدني و وحدة المجتمع، بات من الضرورة التكاتف بين مؤسسات الدولة من أجل النهوض بالوطن، و ذلك بالتركيز على الجانب الاقتصادي الاجتماعي، الكفيل بالقضاء على البطالة و ترسيخ ثقافة العمل، قصد القضاء على الفراغ الذي يعتبر البيئة الخصبة في انتشار الإشاعة. كما أن تأسيس وحدة خاصة لدى أجهزة الاستخبارات مثل بقية الدول، مهمتها رصد و تحليل ما يبث و ينشر من إشاعات قصد وأدها قبل ان تلتقط أنفاسها، و تصبح كالنار في الهشيم، و يصعب التعامل مع الدمار الذي تخلفه، بات خطوة ضرورية.
سيدي الرئيس،
لكل ما سبق و إلى حين الارتقاء بوطن يتمتع بمناخ صحي خال من الكيانات السامة و الخبيثة أتساءل.. ماذا يحدث لديكم في القصر؟
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 197864