''السر العجيب في جلب الحبيب''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5dfbc6c60ebcc2.52874094_mqoifhnlepkjg.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق الزعفوري

أثار تعيين الحبيب حضر، في خطة رئيس ديوان، زوبعة في البرلمان و خارجه، و تساءل النواب عن جدوى تعيين شخصية من خارج البرلمان و الحال أن الرئيس لديه من المستشارين و من النواب ما يغنيه عن تفعيل هاته الخطوة، بينما يرى السيد راشد الغنوشي و بعض نواب النهضة ، أن التعيين قانوني و ليس بدعة، و له سلطة التعيين كالرؤساء السابقين، غير أن ذلك لم يكن مقنعا بالنسبة للبعض..





سامية عبو ثارت ثائرتها كعادتها، و رجعت إلى عادتها القديمة، في تسجيل إعتراضها على التعيين، و إعتبرته جرما و أن الرئيس ، رئيس مجلس النواب دخل عالم الجريمة من بابه الواسع، كان ذلك أثناء الجلسة العامة المعقدة اليوم و المخصصة للإعلان عن تركيبة اللجان البرلمانية في المجلس..

مهما يكن من أمر مشروعية التعيين من عدمه، فإننا نقف على مسألتين

أولا، بما أن التعيين أو التكليف قانوني و من حق السيد راشد، فمن الطبيعي أن ينتدب الحبيب ذو الصيت الواسع في مداولات و نقاشات الدستور الجديد منذ سنوات، فقد كان المقرر العام له..

ثانيا الحبيب خضر متشبع بثقافة النهضة وولاؤه واضح لا شك فيه و هو لا يختلف عن يمينة الزغلامي و فريدة العبيدي و محرزية العبيدي إضافة إلى كونه من جيل الساسة الشبان، و هو أيضا من نفس "الحوزة الجغرافية" للسيد راشد، و سبق أن عُيّن في مكتب المجلس كمساعد الرئيس مكلف بالعلاقة مع السلطة القضائية و الهيئات الدستورية حتى أكتوبر 2016...


يبدو السيد الحبيب إذن "الرجل المناسب في المكان المناسب" و هو بالنسبة لراشد الغنوشي بمثابة كاتب دولة أو وزير بلا حقيبة، و هو الذراع الأيمن له و سندا قويا لرئيس مجلس سبق و أن أثيرت حول صحته التساؤلات و وصل الأمر إبان إعتصام كتلة الحزب الدستوري الحر في مقر البرلمان الحديث إن كان وجوده عامل إستقرار أم توتر في المجلس!!!

يعيب البعض على هذا التعيين الذي لا علاقة له بشخص السيد الحبيب خضر بقدر ماهو يمثل أعباء إضافية ليس الرئيس بحاجة إلى زيادتها كما أنه أي رئيس مجلس النواب سبق و أن إنتقد رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد و دعاه إلى إيقاف التعيينات و التسميات لبعض الشخصيات المحسوبة عليه - أو هكذا يبدو- بما أنه رئيس حكومة تصريف أعمال، ثم أننا- و هذا أهم- مازلنا لم نرى تشكيلة الحكومة الجديدة، فقد يكون السيد الحبيب الجملي قد عين شخصية في القصبة، يمكن أن يُعهد إليها نفس المهام التي، أوكلت للسيد الحبيب خضر ، فيكون بذلك التعيين مجرد إهدار للمال العام، و سوء إستغلال وظيف، أو لزوم ما لا يلزم..

يذكرنا هذا التعيين، بسياسة إغراق الإدارة التونسية بإنتدابات "محاباتية" تستفز طوابير العاطلين عن العمل من المجازين و الدكاترة و الكفاءات المهدورة المغدورة التي لم تتسنى لها فرصة إثبات ذاتها في سوق الشغل و في الإدارة التونسية. ثم أن الإتجاه العام يميل إلى حكومة مصغرة، بأقل شخصيات و أكثر نجاعة، فما تحتاجه تونس هو المرور إلى الفعل، بعدما فقد التونسيون الأقوال و الخطب و الشعارات..
أما الزبد فيذهب جفاء ،و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..
صدق الله العظيم..


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 194679


babnet
*.*.*
All Radio in One