<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5da236558d8836.75861167_eigoqjkmfpnhl.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
كان يمكن لنبيل القروي ان يستفيد من قناته عبر سنوات طوال، ولم يفعل لأنه اعتقد ان الحديث المريح الفردي المعد بعانية هو من سيصل به إلى مراده، ولو استعمل بعض الذكاء لاستغل قناته في احداث سجال بينه وبين الفكرة او الافكار الاخرى، تكون دربة لمحطة وازنة كمحطة مساء الجمعة، فوت القروي على نفسه كل ذلك، مثله مثل غيره ممن يعتقدون ان المنبر الاعلامي غنيمة وفرصة للصراخ الأحادي وتطاير البصاق والتجشؤ في وجه الخصوم، بينما تلك المنابر جعلت لاحتكاك الافكار وتنمية الرصيد المعرفي وصقل الخطابة وتنقية الحضور الركحي من خلال تداول الفكرة على الفكرة على الفكرة...
كان يمكن لنبيل القروي ان يستفيد من قناته عبر سنوات طوال، ولم يفعل لأنه اعتقد ان الحديث المريح الفردي المعد بعانية هو من سيصل به إلى مراده، ولو استعمل بعض الذكاء لاستغل قناته في احداث سجال بينه وبين الفكرة او الافكار الاخرى، تكون دربة لمحطة وازنة كمحطة مساء الجمعة، فوت القروي على نفسه كل ذلك، مثله مثل غيره ممن يعتقدون ان المنبر الاعلامي غنيمة وفرصة للصراخ الأحادي وتطاير البصاق والتجشؤ في وجه الخصوم، بينما تلك المنابر جعلت لاحتكاك الافكار وتنمية الرصيد المعرفي وصقل الخطابة وتنقية الحضور الركحي من خلال تداول الفكرة على الفكرة على الفكرة...
تورط نبيل مع قناة نسمة التي خدعته أو خدع بها نفسه ولم تصنع له الإضافة ولا هي متنت عوده الجدالي وهذّبت لسانه وزودته بمجامع الحوار، كما فوتت عليه مريم بالقاضي فرصة اخيرة كانت صالحة لتكون بروبة جدية ليوم اللقاء الأكبر! لكنها أيضا رفضت إعداده لمناظرات قطع الاعناق ودخلت معه في حوار بث الاشواق، وبدل ان تزوده بأسلحة هجومية او حتى دفاعية يصد بها التوماهوك القيسي السعيدي، اختارت ان تغازل فيه هرمونات الانوثة المتراقصة في أركان شخصه وشخصيته.. لقد تمكنت بالقاضي ومن على منبر الحوار التونسي من إعداده للهزيمة، نفضت منه روح المقاومة واستعملت عيونها كأنبوب لتزويده بالحنان الصحفي والعطف الإعلامي الممسحق ، ثم حتى إذا ارتخى بيد جفونها، أطلقته في القفص وجها لوجه مع الدينصور الشعبي الكاسح...حينها وحينها فقط، ادرك نبيل ان نسمة استنزفته وان مريم اجهزت عليه بعيون كاذبة.. وأنهم خدعوه بمعسول الخطاب ثم تركوه فريسة لمارد قيسي تؤزه النمور من خلفه، تدفعه بلا شفقة ليغوص أكثر في الانتصار العميق.
ايها نبيل، لقد سحقتك المساحيق قبل ان يسحقك قيس.. وحدها العيون الطبيعية يرى فيها الإنسان نفسه بصفاء، أما تلك المشحونة بأسودها واحمرها وازرقها وأخضرها، تلك قطارات تنقل الركاب الى خلاف وجهتهم..
موش كيف كيف، واحد يصارع في السيستام وواحد يصارع في كحل مريم..
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 190876