في ازمة الاخلاق و السلوك الحضاري : ماذا دهانا و الى اين نحن سائرون !!!

<img src=http://www.babnet.net/images/5/dirtytalk.jpg width=100 align=left border=0>


مرتجى محجوب

عبارات بذيئة و نابية تشنف الاذان, طرقات تحولت لساحات صراع و مبارزة ثيران, ارصفة اضحت دكاكين و منصات لمختلف انواع المعروضات يستحيل معها مرور المترجلين و الركبان ,عدم احترام ,ضجيج و تشنج في المعاملات بين الجيران, غش تحيل و طغيان في الميزان و كل متصد له يداس و يهان, وجوه عبوسة مكفهرة و خصومات و تشابك بالايادي في كل مكان ...





هذا غيض من فيض ما وصلنا اليه و دون ادنى مبالغة من انهيار في القيم و الاخلاق و السلوكيات الحضارية و الذي اعتقد جازما انه من الاسباب الرئيسية لارتفاع نسب التوتر و الاجهاد النفسي و مستويات ضغط الدم و السكري و مخاطر الازمات و النوبات القلبية ,عافا الله الجميع لدى شرائح واسعة من المجتمع التونسي .
اذ اضحى التونسي و كانه في خصومة دائمة سواء داخل بيته او خارجه, قابل للانفجار في اي لحظة و بمجرد شرارة عابرة ,فمابالك في رمضان مع تخليه عن السيجارة و النرجيله و القهوة و الشاي و سائر انواع المنبهات التي اعتاد استهلاكها في النهار!!!

ماذا دهانا ! و الى اين نحن سائرون !!!

و كيف يسمح مصلي لنفسه ان يوقف سيارته في الصف الثاني او الثالث للطريق معطلا حركة المرور و غير مبالي و لا مكترث رغم تذكير الامام و تنبيهه للامر قبل كل خطبة و كلام و كيف يسمح مخمور "حاشا الشهر" لنفسه بان يقود سيارته و هو في حالة يرثى لها قد يتسبب في مصيبة او كارثة يذهب ضحيتها ابرياء .....

انها بالفعل ازمة قيمية عميقة و معقدة مست تقريبا كل شرائح المجتمع التونسي تستوجب ضرورة معالجات مركبة و متزامنة تشمل التوعية الدينية مع التركيز خصوصا على جانب الاخلاق و المعاملات اكثر من الحديث في العبادات, كما تعمل على ادراج دروس السلوك الحضاري في المناهج و البرامج التعليمية مع التزام المعلم و الاستاذ بدوره التربوي قبل التعليمي و كذلك الحال في الجمعيات الرياضية و الثقافية و العلمية ... و تطوير و تهذيب المضامين الاعلامية و تشجيع الفكر و الابداع و الثقافة عوض الرداءة و الاسفاف و التطبيق الصارم و الردعي للقوانين المتعلقة على سبيل المثال بقواعد المرور و سلامته و تحمل كبار الحومة و الحي لمسؤولياتهم المعنوية في تاطير و ردع الممارسات الشاذة و الغير اخلاقية مهما كانت ردود الفعل او التبعات المنجرة عن ذلك, من دون ان ننسى طبعا نخبة المجتمع في كل المواقع و المناصب و الذين شاهدنا احدهم "يهبهب" داخل مجلس نواب الشعب و اخر يعبر عن فرحته اثر فوزه في الانتخابات عبر سب و لعن ام المرشح المنافس له و كذلك رب البيت عندما توجه بعبارته الشهيرة تجاه صحفي لم يصدق ما سمعته اذانه ......عليهم ان يكونوا قدوة و مثالا في الاخلاق قبل كل شيء .

وليعلم من اخلاقه منحطة من اصحاب المال او الجاه او السلطة او الشهائد العلمية العليا انه لا يساوي شيئا و لا قيمة تذكر له امام فقير غير متعلم لا حول و لا قوة له و لكنه متخلق و مهذب و انساني . و تلك هي العدالة الطبيعية و الربانية التي تجعل "القيمة" في متناول الجميع متى تعلقت بها همة المرء و تخلص من شرور نفسه و مساوئها .

و كما يقول احمد شوقي :
" و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما و عويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم"


و كما يقول الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم :
"انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" .

كاتب و ناشط سياسي مستقل


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 162047

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 19 Mai 2018 à 22:51           
هي فعلا ازمة اخلاق وتطبيق القوانين لا يردع الا في مملكة الحيوانات
لانه اذا فقدت الاخلاق فقد العدل وتطبيق قوانين بلا عدل سينشر الظلم وينخرم معه المجتمع فالعدل اساس العمران
ونحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

RESA67  (South Africa)  |Samedi 19 Mai 2018 à 13:59           
Tout est dans cet article. Bravo à son auteur!

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 19 Mai 2018 à 11:48           
تابعنا في حملة الانتخابات البلدية كيف أن الجبهة سكتت عن السب واللعن وما كانت لتسكت لعقود قادمة .يعني أن القانون وصرامة تطبيقه على الجميع هو القادر على لجم وترويض كل الأشخاص العاشقين للمملكة الحيوانية ويرفضون التقيد بأبسط مظاهر المدنية وهو قانون الطرقات .وكل المفترسات المتمردة عليها بالبقاء وراء سياج بلوري حتى لا تؤذي البقية .


babnet
*.*.*
All Radio in One