ليرحل جلول.. ليرحل اليعقوبي .. ولكن أبناؤنا؟

أبو مـــــازن
الحكومة المخنوقة تخشى انفراط عقدها اذا ما أقالت جلول درءا لتأزم الوضع المدرسي فهي تتقبّل الفضيحة تلو الفضيحة دون أن تحرك ساكنا بل تكتفي بالإماء برأسها كما فعلت لوزير البيئة و عقد الأربعين مليون. الحكومة تحرص على التعافي من أذى الإضرابات ولكنّها تخشى زوال هيبتها الخرافية التي كثيرا ما تتبخر في عديد القضايا: الاختراق الصهيوني، شروط البنك الدولي، استرجاع "الحارقين" تسريح الزطلة، و غيرها من مظاهر الخلط والجلط والتخبط و سياسة "كل يوم و قسمو" وهلم جرا.
الحكومة المخنوقة تخشى انفراط عقدها اذا ما أقالت جلول درءا لتأزم الوضع المدرسي فهي تتقبّل الفضيحة تلو الفضيحة دون أن تحرك ساكنا بل تكتفي بالإماء برأسها كما فعلت لوزير البيئة و عقد الأربعين مليون. الحكومة تحرص على التعافي من أذى الإضرابات ولكنّها تخشى زوال هيبتها الخرافية التي كثيرا ما تتبخر في عديد القضايا: الاختراق الصهيوني، شروط البنك الدولي، استرجاع "الحارقين" تسريح الزطلة، و غيرها من مظاهر الخلط والجلط والتخبط و سياسة "كل يوم و قسمو" وهلم جرا.

الوزير الذي حرص كل الحرص على نجاحه هو دون نجاح وزارته لمّا تعجّل القرارات و تسرّع في التصريح فلبّد جو القطاع بالغيوم الداكنة التي أبت أن تنجلي لا سيّما وأنّه لا يسأم الحديث عن نفسه وعن تكوينه و شهائده وسيْنوجه و كأنّ إطارات التعليم الآخرين دون كفاءة أو شهائد أو دراية بشؤون البيداغوجيا والتربية. السيد الوزير الذي لم تمرّ ثلاثية أو سداسية إلا و رقّمها بإشكال حاد مع الأساتذة والمدرسين فكان سرعان ما يتراجع عن أقواله حتى يعود سير الدروس إلى طبيعته ولكن لا تسلم الجرة كل مرة.
النقابة أصلا التي استأسدت في عصر جلول لما لمسته من رغبة للوصول و زهو بالنفس اذا عقدت الصفقات التفاوضية على حساب الأبناء فألغيت الثلاثية وألغيت السداسية واستعمل النجاح الآلي في حكم النداء. النقابة وجدت الطريق مفتوحا أمام أيام أجرها مقبوض دون عمل و تعب و كلّ بل نالت منحة التفرغ و صالت وجالت في المعاهد والمدارس لمّا كانت تصفد الأبواب صباحا و تنهى الأساتذة الراغبين في إتيان الدرس بل و تطرد التلاميذ الى الخارج لتتلقاهم المقاهي و عصابات التيه المترنحة حذو المعاهد.
النقابة أوغلت في الاشتباك مع جلول حتى شخصنت الأزمة فأضحت مقابلة في الملاكمة أو الجود واو غيره من أنواع العراك بين اليعقوبي وجلول. هنا انطلق الاعلام الرديء ليزيد الماء ويزيد الدقيق فاستحال اصلاح ذات البين. لا ينسى المتابع لمثل هذا الشأن ما حاكته قنوات الحوار و التاسعة و الوطنيات لتبرير مواقف هذا وذاك و اللعب بمستقبل جيل من أجيال تونس الذي ينتظره المستقبل.
الاتحاد الذي حرصت قيادته الجديدة أن تبرهن عن التغيّر النوعي في استصدار القرارات استشعارا لحالة الوهن التي تعيشها أغلب قطاعات الوظيفة العمومية و ضعف الاستثمار و تفاقم العجز، لم يفوت هذه الفرصة لا سيّما وأن قطاع التعليم يعتبر اوسع جمهور لهذه المنظمة العريقة فعليه يستند ويستمد قوّته وفاعليته. هنا تعجز القيادة الجديدة في التفريط في رأسمال الاتحاد فتنساق لموقف النقابة و تطالب خفية وعلنا برحيل الوزير جلول.
أين أبناؤنا من كل هذا؟ هم في غاية من الارتياح الغريزي اذ تعدّ هذه الاضرابات المحدودة والمفتوحة فرصا لعطل طويلة الأمد ينشط فيها الفايس بوك والشات وتزدهر فيها أيضا الدروس الخصوصية التي أضحت الوريث الشرعي للتعليم العمومي. هنا يتقلب أبناؤنا بين لعب الصبية البريء و مخالطة الأوباش و الزطالين فتمتد قائمة الشباب اليائس و يجتهد الانتحار و سكب البنزين والحرقان الى الطليان و كافة أشكال الضياع القصري الذي يفرضه طرفا النزاع منذ ما يناهز السنتين. ليرحل جلول وليرحل اليعقوبي فاستئصال الاشكال بات واجبا على اصحاب القرار لننقذ جيلا بأسره بعد أن تغيّرت وجهة نظره في التعليم وأهله وبات يعتدّ الإضرابات وينصرف عن قاعات التدريس فلا يقدس درسها ولا يلين طموحه للعلوم التي يتلقاها.
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 139867