"التعديل والتعديل الذاتي للإعلام التونسي في العصر الرقمي : الرهانات التحديات والآفاق" محور أعمال منتدى مجلس الصحافة
مثل " التعديل والتعديل الذاتي للاعلام التونسي في العصر الرقمي: الرهانات والتحديات والآفاق" محور أعمال منتدى مجلس الصحافة، الذي انطلقت أعماله ليوم السبت بالحمامات بمشاركة أكاديميين وصحفيين وممثلين عن المجتمع المدني وبدعم من الجمعية التونسية للحوكمة والمساءلة الاجتماعية.
وشكلت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي يتواصل على مدى يومين، منطلقا لطرح جملة من التساؤلات حول التحديات التي يواجهها الاعلام التونسي خاصة المتعلقة بالتحول الرقمي المتسارع وانتشار التضليل الرقمي وتواتر استعمالات المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي وحول حدود حرية الاعلام والتعبير ومسؤولية المؤسسات الإعلامية في مواجهة الاستعمالات الخاطئة للتكنولوجيات الجديدة.
وشكلت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي يتواصل على مدى يومين، منطلقا لطرح جملة من التساؤلات حول التحديات التي يواجهها الاعلام التونسي خاصة المتعلقة بالتحول الرقمي المتسارع وانتشار التضليل الرقمي وتواتر استعمالات المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي وحول حدود حرية الاعلام والتعبير ومسؤولية المؤسسات الإعلامية في مواجهة الاستعمالات الخاطئة للتكنولوجيات الجديدة.

وأشار رئيس مجلس الصحافة منوبي المروكي، في تصريح لوكالة "وات" بالمناسبة، الى أن المجلس يفتح النقاش حول الاعلام التونسي والتحديات الرقمية وتحديات الذكاء الاصطناعي بهدف الخروج باستراتيجيات عملية تساعد على إحكام التفاعل والتعاطي مع التحديات الجديدة التي يجب على الاعلام التونسي رفعها لاستعادة ثقة الجمهور وحمايته من الاخبار الزائفة والتضليل الرقمي.
وأوضح أن المجلس يعمل على صياغة خطة متكاملة للتوقي من الاخبار الزائفة والتضليل الإعلامي توضع على ذمة الصحفيين لتعميق وعيهم بأهمية التركيز على المصداقية في بث الاخبار واعتماد المعايير المهنية واحترام أخلاقية المهنة من اجل تعزيز ثقة الجمهور والاستجابة الى انتظاراته خاصة وان آخر الدراسات بينت أن "67 بالمائة من الجمهور ليس له ثقة في الإعلام التونسي".
ولاحظ ان التعديل والتعديل الذاتي يكتسي أهمية بالغة في سياق مواكبة التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مبرزا الحاجة الملحة الى التركيز على دعم قدرات الصحفيين من أجل "لا فقط التحكم في المهارات الجديدة بل وكذلك في استبطان فكرة التعديل والتعديل الذاتي واحترام اخلاقيات المهنة ليكون الصحفي اول المدافعين عن صحافة الجودة وعلى المصداقية الصحفية في خدمة المواطن والجمهور العريض".
وذكر رئيس مجلس الصحافة، من جهة أخرى، أن المنتدى سيعمل على انتاج مجموعة من المخرجات لتطوير آليات العمل المتاحة للمجلس من خلال اقتراح خطوط توجيهية تدعم عمل المجلس الرامي الى الحد من التضليل ومكافحة خطاب الكراهية وعلى انتاج عناصر أولية لخارطة طريق لدعم التعاون والشراكة بين الفاعلين في مجال الاخلاقيات الصحفية.
وقال أستاذ قانون الاعلام بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار ايمن الزغدودي إن هيئات التعديل والتعديل الذاتي تضطلع بدور بارز في العصر الرقمي، مبرزا إمكانية الاستئناس بالتجارب المقارنة في أوروبا والمنطقة العربية في اطار الاستراتيجية العربية الموحدة لتنظيم وسائل الاعلام التي تبنت تشريعات توسع صلاحيات الهيئات التعديلية حتى تكون قادرة على تعديل المضامين التي تنشر في الفضاء الافتراضي وخاصة على المنصات الالكترونية.
وبين ضرورة العمل على إيجاد تشريعات تدفع المنصات الالكترونية لاحترام القانون التونسي وإيجاد صيغ لإجبارها على اعتماد الشفافية من خلال نشر تقارير لضمان شفافية الخوارزميات لترتيب المحتوى ونشره أو حذفه، وعلى تفعيل دور الهيئات التعديلية لتكون المخاطب الأول للمنصات والقادر على مراسلتها بخصوص المضامين التي يمكن أن تشكل مخالفة للقوانين الوطنية.
وأبرز ضرورة عدم التغافل عن تاثير التطور التكنولوجي والتطور الرقمي على وسائل الاعلام التونسية خاصة بتعميق الوعي بأهمية ظهور الذكاء الاصطناعي كعنصر هام يؤثر على اخلاقيات المهنة الصحفية وفي ثقة الجمهور في وسائل الاعلام الوطنية، مؤكدا الحاجة الى تفعيل الهيئة التعديلية للاتصال السمعي البصري المخولة لتقديم توجيهات لوسائل الاعلام وإلزامها باحترام القوانين الوطنية وتعزيز دور مجلس الصحافة في تعزيز أسس التعديل الذاتي واحترام الصحفيين لاخلاقيات المهنة في اطار الانخراط الطوعي في مسار مجلس الصحافة.
وأشار رئيس لجنة الاخلاقيات بمجلس الصحافة خليل الجلاصي الى انه " لا يمكن اليوم تجزئة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي من المشهد العام للصحافة التونسية خاصة وان العلاقة مع الجمهور باتت تقتصر على مدى نجاعة الصحفيين على ترويج مضامينهم على الميديا الاجتماعية".
وأضاف أن التحولات الرقمية تتمثل في أن الذكاء الاصطناعي يمكن ان يكون فرصة للتطور وتهديدا في ذات الوقت، خاصة وأن منصات التواصل الاجتماعي باتت الوسيط المباشر بين الاعلام والجمهور ومصدرا للحصول على المعلومة دون ان يكون للجمهور الوعي الكافي بما تخفيه خوارزميات عمل هذه المنصات.
وقال إن هذا الواقع الجديد يفرض على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الوعي بهذا التهديد وما يطرحه من تحديات ويفرض عليهم الاستثمار في تطوير القدرات البشرية لفهم الخوارزميات وتطويعها لخدمة المصالح التحريرية والتركيز على صحافة الجودة التي تحترم اخلاقيات المهنة الصحفية وتحترم الجمهور واعتمادها للاقتراب اكثر من الجمهورالمتلقي ولإعادة بناء الثقة بين الصحفي والمؤسسة الإعلامية والجمهور.
م ت












Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 318998