سور الصين العظيم .. شاهد حضاري يوثق عراقة التاريخ ويستقبل زوار العالم

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68e95730847d58.84548626_olqkfmnipgjhe.jpg width=100 align=left border=0>


(من مبعوث "وات " هادي الحريزي) - يمثل سور الصين العظيم معلما تاريخيا يؤرخ إرث الحضارة الصينية بين قمم جبال بكين الشاهقة، حيث تعانق الغيوم ذراها المرتفعة، راسمة لوحة مبهرة تجسّد سحر الطبيعة وقدرة الصينيين القدامى على تشييد أطول حصن يمتد عبر أراضي بلادهم.

وفي جوٍ ضبابي تلامس فيه السحب قمم مرتفعات بكين، توقفت الحافلات عند بوابة سور الصين العظيم، حيث تخضع هذه البوابات والمداخل لحراسة مشددة، تمنع دخول أي أدوات قد تشكل خطرًا على سلامة الزوار، بما في ذلك القداحات والسوائل القابلة للاشتعال.





ويستقطب السور يوميا آلاف الزائرين القادمين من مختلف أنحاء العالم، يحمل بعضهم أعلام بلدانهم، بينما يأتي الآخرون ضمن وفود سياحية، ويقف الجميع لبرهة يتنفسون الصعداء ليستريحوا بعد رحلة الصعود الشاقة التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا.

ويتمتع سور الصين العظيم بنظام بيئي غابي فريد من نوعه، إذ تغطي الأشجار والغطاء النباتي المنطقة المحيطة به تمامًا، فيبدو السور كمنحوتة فنية أعدت للتسلق، يقطع مساحات غابية شاسعة، ويظهر كجسر يربط الصين بتاريخها العريق. تتناغم حجارة الجرانيت الداكنة بضخامتها على امتداد الجبال، لترسم مع المرتفعات مشهدًا تلتحم فيه هندسة البناء مع عطاء الأرض.

وفي إطار برنامج التبادل الثقافي والإعلامي، قام وفد من الصحافيين الأجانب بزيارة السور، حيث واصل أعضاؤه السير على المدرجات المؤدية إليه، وانقسموا إلى مجموعات صغيرة شكلت حزاما بشريا متصاعدا على امتداد المرتفع الحجري. ومع كل خطوة، أخذ السور يلوح في الأفق بامتداده اللامتناهي، عابرا قمم الجبال ومترسخا كأحد أعظم الشواهد على عبقرية البناء البشري.

ويعتبر تسلق سور الصين العظيم مصدر فخر للعديد من الصينيين الذين التقاهم مبعوث وكالة تونس افريقيا للانباء الى الصين، اذ يرونه رمزا لانتمائهم إلى حضارة عريقة امتدت لأكثر من خمسة آلاف عام. أمّا بالنسبة للزوار والسياح الأجانب، فإنّ تجربة صعود السور تمثل رحلة استكشافية إلى قمم المرتفعات الصينية، حيث تتبدى من أعاليه مناظر طبيعية خلّابة تمتد على مد البصر.

ويشتمل سور الصين على نقاط مراقبة شيدت على شكل حصون عسكرية، يُرجح أنها أعدت لرصد تحركات الأعداء، خاصة وأن السور بني في الأصل لصد الهجمات على الإمبراطورية الصينية قديمًا.

تتسارع خطى الزائرين في بداية التسلق، لكن مع ارتفاع الدرجات أكثر فأكثر تتباطأ خطواتهم، فيختار بعضهم أخذ قسط من الراحة ليوفّروا جهدهم لإكمال رحلة الصعود. ويتجمّع البعض عند كل حصن يصلون إليه، يحدوهم الأمل في بلوغ أعلى النقاط، طامحين إلى تحقيق إنجاز الصعود.

وتختلط مشاعر الشغف بالخوف من خطر الانزلاق أو السقوط نتيجة الإرهاق، ورغم أن السور محاط بسياج حديدي جانبي للحماية، فإن الدرجات تضيق في بعض المواضع وتتسع في موضع أخرى، وتنحني وتعلو بالقرب من كل حصن، ثم تتسع مرة أخرى أمام من يعبره، لتمنحه بارقة أمل للتقدم أكثر فأكثر نحو القمة المنشودة.

ويمتد سور الصين العظيم على اكثر من 21 الف كلم مما يجعله أطول بناء في التاريخ البشرية دون منافس. وقد انشيء منذ اكثر من 2500 سنة وهو حصن عسكري شيده الصينيون القدامى لحماية مدنهم من الغزوات زمن حكم اسرة تشين التي ارست اول امبرطورية موحدة حملت لاحقا اسم الصين نسبة الى تشين شي هوانغ، وفق ما ذكره الاستاذ بجامعة اللغات والثقافة بجامعة بكين قوانقيوان وانغ.

وسور الصين المصنف ضمن عجائب الدنيا السبع والذي تحول الى ارث ثقافي ووجهة سياحية يزوره سنويا اكثر من 100 مليون سائح الامر الذي حدا بالسلطات المحلية في وقت سابق الى تحديد عدد اقصى يوميا للزائرين في حدود 65 الف زائر يوميا .



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316418


babnet
*.*.*
All Radio in One