كاتب عام الرشيدية طاهر الحبيب لـ"وات" :  رغم شح الموارد وتأخر الحصول على منحة الدولة، نواصل  دورنا في الحفاظ على الموسيقى التونسية الأصيلة بفضل الغيورين على الرشيدية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65f85eeed259b6.01802935_foeghqjnklimp.jpg width=100 align=left border=0>


أكد كاتب عام جمعية المعهد الرشيدي طاهر الحبيب أن "الرشيدية" (المعهد الرشيدي للموسيقى) يمر بفترة صعبة جدا نتيجة غياب الدعم وتأخر صرف منحة الدولة لعام 2023. وعبر عن تقديره لمجهودات كل الأساتذة الذين يواصلون عملهم التأطيري والتكويني رغم شح الموارد، كما أعرب عن تقديره لكل الغيورين على مدرسة الرشيدية وعلى الفن التونسي الأصيل الذين لولا دعمهم ماكان لدورة هذا العام من مهرجان "ترنيمات"، التي تقام من 18 مارس إلى 7 أفريل 2024، أن تلتئم.

وفي حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، اعتبر طاهر الحبيب أن الرشيدية تمر بفترة صعبة جدا، قائلا "إننا في الشهر الثالث من سنة 2024 ونحن لم نتحصل على منحة سنة 2023" وأشار إلى تراجع قيمة المنحة التي كان المعهد الرشيدي يتحصل عليها إذ كانت 120 ألف دينار في ما مضى قبل أن تتقلص إلى 60 ألف دينار ثم تصبح 80 ألف دينار وهذا التراجع يصعب مهمة تسيير المعهد، مشيرا إلى تقديره الكبير لأساتذة المعهد الذين يواصلون عملهم في ظل غياب الموارد المالية، وذلك حبا في الرشيدية وغيرة على الموسيقى التونسية والفن الأصيل.





وبين أن الرشيدية تعيش حاليا مرحلة "إعادة التأسيس" للحفاظ على "الذوق العام" من تردي الكلمة في ظل ما يشهده المجتمع اليوم من تطور تكنولوجي رافقته موجة من سهولة تفشي الكلمات النابية وفق تعبيره.
وذكر بظروف تأسيس الرشيدية في ثلاثينيات القرن الماضي ودورها آنذاك في المحافظة على الذات التونسية والهوية والشخصية التونسية في بعدها العربي والإسلامي.
وفي هذا الإطار تعمل الرشيدية اليوم على تأسيس جمعية قارة تتكون من طلبة المعهد الرشيدي، بدعم ومجهود كبير من أمان الله الهرماسي الذي يقوم بمجهود كبير لتشبيب الرشيدية وترسيخ قيمها وتأصلها لدى الشباب التونسي وفق كاتب عام المعهد الرشيدي الذي بين أن تكوين هذه النواة يندرج ضمن المجهودات القائمة استعدادا للاحتفال بالذكرى 90 لتأسيس الرشيدية والتي ستكون فرصة لإحياء ذكرى الآباء المؤسسين وتكريمهم.

وكشف في هذا السياق عن اعتزام الهيئة المديرة تنظيم معرض قار بمقر الرشيدية للدكتور صالح المهدي (الذي حملت اسمه الدورة الفارطة من ترنيمات ) وسيتضمن المعرض وثائق وصور ذات قيمة تاريخية كبرى وفق طاهر الحبيب الذي حيى بالمناسبة عائلة الفنان القدير صالح المهدي على ثقتهم في الرشيدية ووضع تلك الوثائق الهامة على ذمة المعرض.
وبين أنه سيتم كل مرة تكريم شخصية من الشخصيات التي تركت بصمة كبيرة وأثرا خالدا في المدونة الموسيقية الثرية والقيمة للرشيدية.

وقبل تكريم الآباء المؤسسين حرصت الرشيدية على تكريم الشيوخ الذين مهدوا لهذا التأسيس ومن بينهم الشيخ أحمد الوافي الذي كان له فضل كبير على الطبوع التونسية، وقدم مجهودا كبيرا في هذا الاتجاه لكنه توفي سنة 1921 أي قبل أن ترى الرشيدية النور (1934) .
ورغم إهداء الدورة لأحد شيوخ المالوف التونسي إلا أن الدورة التاسعة لمهرجان "ترنيمات" في رمضان الحالي، تسجل انفتاحا على كل الطبوع حيث يتضمن البرنامج ثلاثة عروض من خارج تونس منها عرض الافتتاح "مشك" وهو نتيجة تجربة خاضها الفنان عبد الله كايماك (الذي يحل بتونس لأول مرة) أثمر مشروعا موسيقيا فيه مزيج بين الموسيقى الافريقية والتركية والعربية والتونسية وهو عرض متفرد فيه تفاعل، إذ لا يكون فيه الجمهور مجرد متفرج بل هو جزء من العرض.
إلى جانب عرضين آخرين أحدهما بعنوان "نسمات سورية" للفنان عبد الله مريش، الذي وصفه طاهر الحبيب بالفنان "المتميز إنسانيا وأخلاقيا ويحترم فنه كثيرا"، والثاني بعنوان "بين البحار" لإقبال الحمزاوي وهو يجمع بين الموسيقى اللاتينية والتونسية والإفريقية
.
وبخصوص العروض التي تحل ضيفة على الرشيدية من الجهات تحدث طاهر الحبيب عن وجود عرضين ضمن البرمجة أحدهما من المنستير بعنوان "كيوف رمضان" لحبيب مرزوق، والآخر من الكاف بعنوان "للا الكافية" الذي يتضمن أصوات غنائية نسائية متميزة تراوح بين الطبوع التونسية والتراث الغنائي الكافي.

ونوه كاتب عام الرشيدية بالإقبال الكبير على الاستماع إلى الموسيقى التونسية الأصيلة والتعطش إلى المالوف والطبوع التونسية، وهو ما يؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الفن، مستدلا على ذلك بنفاد تذاكر عرض المغنى "حياة الروح" لقدماء وأحباء مركز الموسيقى بتونس، وهو عرض يقام بمناسبة إحياء الذكرى 50 للفنان فريد الأطرش. ويتضمن هذا العرض باقة من الأغاني والموشحات والقصائد والأدوار الشرقية.

وستكون دورة العام الحالي فرصة لتقديم عديد النوادي لأعمالها الفنية من ذلك عرض "ديوان الطرب" لنادي الغناء العربي، وعرض "عشاق" لجمعية اللمة وجمعية الشجون الذي يجمع مدرسين وطلبة ومحبي الفن وعرض طلبة المعهد الرشيدي، إلى جانب عرض الاختتام الذي يحمل عنوان ليالي زمان لجمعية المعهد الرشيدي رفقة الفنان حمدي الشلغمي، وبقيادة المايسترو نبيل زميت. وبين أن هذا الحفل الختامي سيخصص لنوبة مالوف طبع الإصبعين وهو المقام الذي كثيرا ما لحن فيه الشيخ أحمد الوافي وكان يوليه أهمية كبرى.

وثمن كاتب عام جمعية المعهد الرشيدي طاهر الحبيب بالمجهودات الكبيرة التي ما انفكت تبذلها النوادي الموسيقية في مختلف الجهات، والقائمون عليها، واصفا إياهم بالناس "الذين يناضلون محبة في الفن الأصيل".

وختم كلامه بالتأكيد على أهمية أن يتكاتف الجميع لا فقط للمحافظة على الرشيدية كمكسب هام للبلاد بل كذلك للمحافظة على الكلمة الراقية، ومقاومة الابتذال، مشددا على خطورة الكلمة وتأثيرها، قائلا "إن فقدت المواد الغذائية ستتوفر عاجلا أم آجلا، لكن الثقافة والقيم إن فقدت ضاعت إلى الأبد وهذا الأخطر".


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 284180


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female