سليانة: متساكنو عدد من أحياء مدينة الروحية يشكون من غياب الماء الصالح للشراب والظروف البيئية الصعبة ويطالبون بحلحلة الإشكال العقاري

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/64aa8c1deb5169.72395303_fgjnqpehokmli.jpg width=100 align=left border=0>


(وات - أميمة العرفاوي) - توفير الماء، لأغلب المتساكنين، ما زال هدفا يتسحق بذل الكثير من الجهود ليتحقق ولو جزء صغير منه، ففي معتمدية الروحية، إحدى معتمديات جنوب ولاية سليانة، ترى يوميا واقعا يؤكد ذلك، ومتساكنو حي "الضيعة 7" و"الضيعة 4"، مثال حي عن حجم المعاناة التى تستوجبها عملية جلب الماء من البئر العميقة "السنطاج" بمنطقة الحميمة.

يجر أحد متساكني حي "الضيعة 7" عربة رصفت فوقها أوعية وقوارير بلاستيكية، متجها نحو البئر ليملأها بالماء ويعود أدراجه، صورة، يشترك فيها أغلب متساكني أحياء "الضيعة 4 و "الضيعة 7" الواقعة بمدينة الروحية على مدى الفصول الأربعة من أجل التزود بالماء الصالح للشرب بطرق اقل ما يمكن ان يقال عنها انها "بدائية".





فور وصولك الى هذه الأحياء، التي تضم أكثر من 150 ساكنا، ينتابك الشك بخصوص طبيعة المنطقة، بنية تحتية شبه منعدمة تشكو من التهيئة والصيانة، لاتكاد ترى قطرات ماء في اي مكان، فصهاريج الماء الموجودة متآكلة يغطيها الصدأ، ظروف عيش صعبة في منطقة باتت في وضع الجمود طيلة سنوات، رغم المكاتيب التي وصلت للمسؤولين وعلق عليها المتساكنون أمالهم لتغيير واقعهم، باعتبار أن الحي شيد على أراض دولية.

مشهد، تعجز الكلمات عن وصفه والصورة عن وصفه وتبيلغ حجم معاناة عدد هام من المتساكنين، الذين هرعوا فور سماعهم بمن يرغب في إجراء تحقيق صحفي لنقل مشاغلهم، على أمل أن تتغير الامور ويتحسن وضع عيشهم، وبمرارة وحرقة وصف أحد متساكني "حي الضيعة 4" محرز الفرشيشي، في تصريح لصحفية وكالة تونس افريقيا للانباء الوضع ب"الكارثي" من عديد النواحي لعل اوكدها التزود بالماء الصالح للشرب، الذي يقع جلبه من منطقة الحميمة التي تبعد كيلومترات، وربط الفرشيشي الاشكال بالطبيعة العقارية للارض، لذلك ناشد السلط الجهوية والمركزية بالتدخل لتسوية الوضعية، كما تحدث عن الوضع البيئي وما ال اليه في ظل غياب قنوات الصرف الصحي، وما يسببه ذلك من انبعاث للروائح الكريهة، وما يمكن أن ينجر عنه من تعكر صحة المتساكنين.


واكد محمد الناصر اليحياوي (أحد متساكني الحي) بدوره تازم الظروف المعيشية والصحية بالحي ليقول ان افتقار الحي، الواقع وسط المدينة، لأبسط المرافق الأساسية، بات يؤرق المتساكنين خاصة مع انتشار واسع للبعوض، واضاف انهم يشعرون " وكأن صحتهم لا تعني شيئا"، فرغم ما يتخذونه من احتياطات بصفة فردية للوقاية من مخلفات انتشار الحشرات وخاصة الناموس، الا انه يتسلل الى بيوتهم ويهدد صحتهم وخاصة صحة اطفالهم، مضيفا القول ان "الروائح الكريهة" لا تفارقهم صيفا وشتاء، بسبب تراكد المياه الملوثة في غياب الصرف الصحي.

مشاكل، يكرر ذكرها كافة المتساكنين بالحيين فمريم الدلالي مثلا تشكو بدورها من العطش ومشقة جلب الماء، فتقول "كاننا نعيش في عصور خلت" واضافت "اتمنى لو تتوفر كميات الماء الكافية للغسيل والطبخ والتنظيف والاستحمام"، امنية بسيطة، تبرز كمية معاناة الاهالي، وقال من جهته شرع الله قطايفي، "نحن لم نطالب الدولة بتوفير مواطن شغل أو بمساعدات اجتماعية بل طالبنا بالماء الصالح للشرب" لافتا إلى أن أطفاله يعانون من أمراض الكلى بسبب التزود بصهاريج لا تستجيب لأبسط الظروف الصحية أو الوقائية، وأضاف القول بأنهم "يستحمون من مياه الأمطار ويشعرون بالخجل لغياب الماء وتعذر قضاء حوائجهم".

من جانبه، قال النائب عن الدائرة الانتخابية الروحية-مكثر-كسرى محمد الهادي العلاني أن معتمدية الروحية تحتل أعلى مؤشر فقر بالجهة وتفتقر لعدة مرافق أساسية، وطالب السلط المركزية بضرورة التدخل وحلحلة الإشكال العقاري وتمكين المواطنين من أبسط متطلبات الحياة اليومية

واكد عدد من ممثلي السلط المحلية في تصريحات متطابقة لصحفية "وات" أن الحي شيد على أراض على ملك الدولة وهو مايفسر صعوبة و استحالة التدخل لافتين إلى أنه وبتسوية الوضعية العقارية من قبل السلط المركزية يمكن للمصالح المعنية والهياكل العمومية أن تتدخل إن توفرت الاعتمادات اللازمة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 269533


babnet