قفصة: إستمرار توقّف معمل المظيلة 1 لإنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع منذ شهرين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/mdhilax2.jpg width=100 align=left border=0>


وات - يستمرّ بولاية قفصة، منذ أواسط شهر ديسمبر 2020، توّقف إنتاج الاسمدة الكيميائية بمعمل المظيلة 1، التابع للمجمع الكيميائي التونسي، بسبب نفاذ مخزونه من الفسفاط وقطع إمدادات المياه الصناعية عنه، حسب ما أكّده لـ(وات)، مدير هذا المعمل، جنيدي نصيب.

وقال هذا المسؤول، اليوم الثلاثاء، أن معمل المظيلة 1 المختصّ في إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع، متوقّف تماما عن الإنتاج منذ أواسط شهر ديسمبر المنقضي بعد نفاذ مخزونه من مادّة الفسفاط التي يتزوّد بها عادة من وحدات شركة فسفاط قفصة بالمظيلة والمتلوي، وأيضا من مادّة الكبريت التي تعطّل جلبها من ميناء الشحن بصفاقس بسبب إنقطاع حركة النقل الحديدي.

...

وتتسبّب اعتصامات تنفّذها مجموعات من طالبي الشغل منذ شهر ديسمبر الماضي بأغلب منشآت شركة فسفاط قفصة وخاصة بالمظيلة، في قطع تزويد معامل المجمع الكيميائي التونسي بالمظيلة وأيضا بقابس بمادّة الفسفاط، وهي المادّة الأساسية التي تعتمدها معامل المجمع الكيميائي التونسي لصنع الأسمدة الكيميائية.

ويعتصم الشاب "هشام" ذي 32 عاما منذ ديسمبر الماضي بالمغسلة عدد 2 بمدينة المظيلة، وهي المغسلة التي يتزوّد منها معمل المظيلة 2 بأكثر حاجياته من الفسفاط، للمطالبة بالإسراع في فتح مناظرات إنتداب سبق أن أعلنت عنها حكومات سابقة بكل من شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي .

ويعتبر هذا الشاب، الذي يُعدّ من بين العشرات من طالبي الشغل الذين يعتصمون ضمن مجموعات متفرقّة بمنشآت شركة فسفاط قفصة وبمسالك نقل الفسفاط وأيضا بمحطة النقل الحديدي بالمظيلة، أنّ خيار الإعتصام بمنشآت شركة فسفاط قفصة وما ينجرّ عن ذلك من وقف لأنشطة قطاعي الفسفاط والاسمدة، هو "وسيلة الضغط الوحيدة" التي يملكها هو وبقيّة المعتصمين من أجل الضغط على الحكومة وعلى المسؤولين، قائلا "المسؤولون لا يسمعون لنا دون ضغط منّا".

وحمّل ذات المتحدث، مسؤولية تدهور وضعية شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي للمسؤولين وحدهم، "الذين يتنصّلون من وعودهم ويتهرّبون من إلتزاماتهم تجاه طالبي الشغل في ولاية قفصة عموما وفي المظيلة على وجه الخصوص"، حسب قوله.

ولفت مدير معمل المظيلة 1، جنيدي نصيب، كذلك إلى أنّ قطع إمدادات المياه الصناعية التي يتزوّد بها هذا المعمل من آبار المياه بمنطقتي العقيلة وسيدي أحمد زرّوق بمعتمدية قفصة الجنوبية، حيث تعتصم مجموعات أخرى من طالبي الشغل، هو أيضا من العوائق التي تحول دون أن يستأنف هذا المعمل نشاطه في تحويل الفسفاط إلى سماد كيميائي.

من ناحية أخرى، ولئن أمكن أمس الإثنين، جلب 220 طنّا من الفسفاط من المتلوي بواسطة الشاحنات إلى معمل المظيلة 1، فقد أوضح جنيدي نصيب، أن هذه الكمّية قليلة جدّا ولا تسمح بإعادة تشغيل المعمل الذي يحتاج يوميا إلى ما لا يقلّ عن 2000 طنّ، متوقّعا وصول كمّيات من الفسفاط الجزائري إلى المظيلة في الاسبوع القادم عبر ميناء قابس، حيث يُنتظر وصول سفينة شحن مُحمّلة بنحو 20 ألف طنّ من الفسفاط الجزائري لفائدة معامل المجمع الكيميائي التونسي بكل من قابس والمظيلة.

وحسب مصادر من شركة فسفاط قفصة، فإنّ مخزونا من الفسفاط التجاري لا يقلّ عن مليونين و500 ألف طنّ من الفسفاط التجاري، هو متوفّر حاليا بمعتمديتي الرديف وأمّ العرائس وجاهز للوسق نحو معامل المجمع الكيميائي، لولا الحركات الإحتجاجية والإعتصامات التي تحول دون ذلك.
وسبق لمسؤولين في شركة فسفاط قفصة أن نبّهوا أكثر من مرّة وخاصة خلال سنتي 2019 و 2020 ، إلى أنّ الحلّ العاجل لإنقاذ مؤسسات قطاعي الفسفاط والاسمدة هو وسق مخزون الفسفاط التجاري المتوفّر حاليا بمعتمديتي أم العرائس والرديف نحو حرفاء شركة فسفاط قفصة، وإلى أن تسويق هذا المخزون يكتسي أهمّية بالغة من حيث حلّ الاشكاليات المالية الكبيرة التي تواجهها منذ فترة مؤسسات القطاع وهي شركة فسفاط قفصة، والمجمع الكيميائي التونسي، والشركة التونسية الهندية للاسمدة.
ومعمل المظيلة 1 هو المعمل الوحيد في تونس المختصّ في إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع الموجّه بنسبة 90 بالمائة نحو الأسواق العالمية، وهو يعاني كغيره من منشآت قطاعي الفسفاط والاسمدة، من تراجع حادّ في مؤشراته وخاصة الإنتاج، من ذلك أن هذا المعمل لم يُنتج طيلة سنة 2020 سوى 112 ألف طنّ من ثلاثي الفسفاط الرّفيع، مقابل معدّل إنتاج سنوي يعادل 460 ألف طنّ، أي أن طاقة إنتاج هذا المعمل لم تتجاوز في سنة 2020 نسبة 25 بالمائة، حسب مديره جنيدي نصيب.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 220230


babnet
All Radio in One    
*.*.*