"مسرحية إقامة شهيرة" أو كيف يلتحق "كاره النساء" بحاشية "العشاق".

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/693ffe8c691899.07152043_fojqhipenlmgk.jpg width=100 align=left border=0>


منية كواش



المسرح الكلاسيكي: المؤسس الأول



كما كل شيء في الحياة يعيش المسرح وينمو بتنوّعه. موجة المسرح الجديد التي نشأت مناضلة في السبعينات في تونس وتطوّرت وأعطت مسرحيات طريفة وجميلة، انتشرت إلى درجة اختفاء شبه كلّي للمسرح التقليدي الذي مرّ بأزمة مع تراجع فرقة مدينة تونس المجيدة منذ التسعينات من القرن الماضي.لكن يشهد المسرح التونسي منذ سنوات توجّها أكثر اعتدال تتواجد فيه وتتكامل مختلف المدارس والتجارب المسرحية.

وضمن هذا التعافي لصنف من المسرح عرف عالميا بتسميته الفرنسية الفودفيل ( Vaudeville) يجمع بين الهزل والمغامرات العاطفية المتقاطعة والمفاجأة بأسلوب خفيف مرح، تأتي مسرحية "إقامة شهيرة" التي اقتبسها وأخرجها عبد العزيز المحرزي وأنتجتها شركة "مسرح مسارح" بتعاون مع مؤسسة التلفزة الوطنية، وتمّ عرضها لأوّل مرّة، يوم الجمعة 28 نوفمبر، أمام جمهور غفير في المسرح البلدي ضمن برنامج الدورة 26 لأيام قرطاج المسرحية وخارج المسابقة الرسمية،(22 الى 29 نوفمبر 2025).

مسرحية" شهيرة " وعودة المحرزي للعمل المسرحي

اقتبس المحرزي بتصرّف وحرص على تكييف الشخصيات والأحداث حسب البيئة التونسية، مسرحية "إقامة شهيرة"، عن نصّ الكاتب الإيطالي Carlo Goldoni كارلو جولدوني La Locandiera، وهي من أشهر أعمال هذا الكاتب المسرحي الذي عاش في القرن الثامن عشر في فينيسيا-ايطاليا وألّف حوالي 200 مسرحية.

"شهيرة ": المرأة الواثقة من دورها في الحياة وعلى المسرح

"شهيرة" هي الشخصية الرئيسية تجسّمها بكثير من الأريحية والرشاقة والنضج الممثلة الشابة إباء الحملي، وهي صاحبة إقامة، تجمع بين الحس التجاري ورهافة الأنوثة المثقفة والناضجة، وتتعامل بمزيج من الحيلة والإغراء مع مجموعة من الرجال الحرفاء و"العشاق" المقيمين، وكل واحد منهم يحمل رصيدا من المال (شخصية الباغوطي يمثّلها ببراعة أستاذ المسرح الشاب شكيب الغانمي)، أو من الجاه الأسري (شخصية بن كوزيدة يمثّلها بمهارة جلال الدين السعدي)، يوظّفه بكثير من الغرور الذكوري وانعدام الذّوق، والجهل بقواعد التعامل مع المرأة، ليجلب رضاء صاحبة الإقامة "شهيرة".


لما يظهر الرجل قوته ليخفي هشاشته

ويحلّ بالإقامة رجل يعلن من البداية كرهه للنساء (شخصية سينوجي يمثّلها بنجاح الممثّل فرحات الجديدي)، ويتهمهن بكل الذنوب والأخطاء، ويدخل في سجالات مع "حاشية العاشقين"، لكن "شهيرة" ستقترب منه بهدف وحيد وهو تلقينه درسا وإقناعه أن المرأة ليست كما يتصوّرها بأحكامه المسبقة، وفعلا تنجح تدريجيا، في تحويله إلى معجب يهيم بحبّها ويجري وراء نيل رضاها كمن وظّف المال والجاه دون نتيجة تذكر لتحقيق نفس الهدف قبله.

المرأة "مستقبل الرجل"

هل فعلا يقدر الرجل على إلغاء المرأة من حياته ؟ أجابت عن هذا السؤال المطروح في مسرحية "شهيرة لعبد العزيز المحرزي دراسة برازيلية مختصة في شؤون المرأة بعد أن أتصلت بعشر آلاف رجل من جنسيات مختلفة فإتضح من خلال إستطلاع الرأي أن 92 بالمائة أجابوا بالنفي وعبروا عن عدم قدرتهم على الإستغناء عن المرأة في حياتهم

بطاقة فنّية:

التمثيل: إباء الحملي، فرحات جديدي، جلال الدين السعدي، شكيب الغانمي، لطفي الناجح، أميمة المحرزي، يسرى طرابلسي، وصبري البوهالي. بمشاركة عازف الكمان راضي الشوالي.

إسناد فني وتقني: تصميم اللوحات والمعلقة لمراد الحرباوي، والموسيقى لراضي الشوالي، والسينوغرافيا والإضاءة لصبري عتروس، والركح لهيكل سعايدي، والملابس لإيناس بوزيان، والمابينغ ليوسف بوعجاجة، والكوريغرافيا لقيس بولعراس، والاتصال لصبري بوهالي، والتنسيق العام لأميمة المحرزي، والإنتاج ليسرى القصباوي.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 320284


babnet