إدانة أوروبية شديدة: تصرفات إسرائيل في غزة تشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية

في تصريحات نادرة الوضوح والحِدة من داخل المفوضية الأوروبية، وصفت تيريزا ريبيرا، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، ما يتعرض له سكان قطاع غزة بأنه يشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية، في إدانة هي من الأشد التي تصدر عن مسؤول رفيع في بروكسل تجاه الحكومة الإسرائيلية.
"شعب محاصر يُترك ليموت جوعاً"
"شعب محاصر يُترك ليموت جوعاً"
وفي حوار مع صحيفة "بوليتيكو"، صرّحت ريبيرا:
"ما نشهده هو استهداف مباشر لسكان محددين، يُقتلون ويُتركون ليموتوا جوعاً. شعب بلا مأوى، بلا غذاء أو دواء، ويُقصف حتى أثناء محاولته الحصول على المساعدات الإنسانية... لا إنسانية حاضرة، ولا شهود عيان يُسمح لهم بالتوثيق".
وأضافت:
"إذا لم يكن هذا ما يُعرف بالإبادة الجماعية، فإنه يُشبه بشكل كبير تعريفها المعتمد".
مواقف متشددة تقابلها إجراءات باهتة
رغم هذه التصريحات القوية، لم تعتمد المفوضية الأوروبية رسميًا توصيف "الإبادة الجماعية" تجاه ما يجري في غزة، ما دفع بالكثير من المراقبين إلى انتقاد ضعف الإجراءات الأوروبية، لا سيما في ظل استمرار التصعيد العسكري، واستهداف نقاط توزيع الغذاء، وتفاقم المجاعة في القطاع.وفي هذا السياق، عبّرت ريبيرا عن إحباطها من غياب خطوات ملموسة داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن بعض الدول مثل ألمانيا وإيطاليا عارضت حتى المقترحات الرمزية كتعليق التعاون البحثي مع إسرائيل.
الدعوة لتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل
طالبت ريبيرا بإعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهي الوثيقة التي تُنظم العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، ودعت إلى تجاوز قاعدة الإجماع الكامل للسماح بتمرير قرارات بالأغلبية:"الإجماع لا يعني دائماً الحماس بالإجماع. يمكننا اتخاذ قرارات بنّاءة دون اعتراض من الدول التي لا ترغب في التصعيد".
وأضافت أن العقوبات بحاجة إلى إجماع تام، إلا أن استمرار إسرائيل في التوجه نحو السيطرة الكاملة على غزة – كما تشير تقارير – يفرض على المجتمع الدولي والدول الأعضاء "التحرك باستعمال كل الوسائل الممكنة لفرض العودة إلى القانون الدولي".
خطوة الاعتراف بفلسطين غير كافية
بصفتها إسبانية، ومن خلفية سياسية تنتمي إلى حكومة اعترفت رسميًا بدولة فلسطين العام الماضي، اعتبرت ريبيرا أن هذا الاعتراف:"خطوة مهمة، لكنها غير كافية لتحقيق السلام والاستقرار".
وشددت على أن استمرار الانسداد السياسي سيزيد من معاناة الفلسطينيين، ويهدد في الوقت ذاته الأسس الأخلاقية والسياسية للاتحاد الأوروبي:
"الشلل الحالي لا يُنتج سوى خيبة أمل شعبية، ويعزز الشعبوية. نحتاج إلى أن نُثبت أن أوروبا ليست فقط مؤسسات، بل مشروع سياسي وأخلاقي يمتلك الشجاعة للتصرف عندما تكون حياة البشر على المحك".
خلفية الزيارة والديناميكيات الأوروبية
تأتي تصريحات ريبيرا في ظل تصاعد الأصوات داخل أوروبا التي تطالب بمواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، خصوصًا بعد أن اتخذت دول مثل إسبانيا، أيرلندا، والنرويج خطوة الاعتراف بدولة فلسطين، وسط إصرار ألماني على إبقاء قنوات الحوار مع إسرائيل مفتوحة.وبينما تنفي إسرائيل جميع التهم المتعلقة بالإبادة الجماعية، وتؤكد أنها تخوض حربًا "دفاعية ضد حماس"، فإن الضغوط تتزايد على المفوضية الأوروبية لاتخاذ مواقف أكثر انسجامًا مع القيم التي تأسس عليها الاتحاد.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312968