كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f1c593c05ea27.32377564_nqjegiokpfhml.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: محمد كمال السخيري*

ككل سنة تحدث بتونس محاولات غش عديدة في امتحان البكالوريا بصفة خاصة سواء بالطرق التقليدية أو إلكترونيا ورغم عدبد المحاولات لصدها واستنباط بعض الطرق لمقاومتها إلا أن وزارة التربية وبالتنسيق مع أطراف أخرى لم تقدر على القضاء عليها نهائيا ومثلها أيضا هناك العديد من دول العالم التي عانت كثيرا من هذه الظاهر الغريبة المستحدثة وحتى من أزمة تسريب الأسئلة قبل بداية الامتحانات أصلا ولكنها اتخذت إجراءات حازمة جنبتها وبقدر كبير جدا من تكرار ذلك وحققت نجاحا باهرا في ذلك ومن الدول التي نجحت مخططاتها في مقاومة الغش وحسب ما نشرته بعض التقارير الدولية نجد:

...

الصين وطائرات بدون طيار:
تعرضت الصين لحالات تسريب الامتحانات على نطاق واسع عبر الإنترنت خلال العامين 2014 و2015، وهو ما ترتب عليه إلغاء الامتحانات.لكن مدينة صينية تمكنت من التوصل إلى حل لتلك المشكلة، حيث قامت بمراقبة الامتحانات بطائرات صغيرة دون طيار ونجحت الخطة وأوقفت الغش الجماعي.

اليابان وجهاز مراقبة الموجات:
أنشأت اليابان هيئة مستقلة لوضع الامتحانات باسم "الوكالة الإدارية المستقلة"؛ وذلك للقضاء على الغش في الامتحانات خاصة بعد أن ابتكر الطلبة طرقاً جديدة تمكنهم من الحصول على الإجابات وهذا ما نجحت فيه بالفعل، كما اختصرت فترة الامتحانات في المرحلة الثانوية ليومين فقط من التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً.إلا أن واقعة غش طالبة بالمرحلة الإعدادية عبر البريد الإلكتروني من هاتفها دفع فريقاً من الباحثين لاختراع جهاز لتحديد أماكن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحانات.

الهند.. امتحانات بالملابس الداخلية:
اتخذت الحكومة الهندية إجراءات غريبة لمنع تسرب الامتحانات والغش، كان من أبرزها قطع خدمات الهواتف والإنترنات خلال وقت الامتحانات، وكان الإجراء الأغرب يتمثل في قيام الجيش الهندي بإجبار مؤدّي امتحانات القبول على خلع ملابسهم والبقاء في اللجان بالملابس الداخلية لتفادي الغش.وجاءت تلك الإجراءات بعد أن تم إلغاء عدد من الامتحانات بسبب تسربها على مواقع الإنترنات على نطاق واسع عدة مرات.

الإمارات.. والاختبارات الإلكترونية:
شهدت الإمارات التي تحتل المركز الأول عربياً والـ45 عالمياً في قائمة جودة النظام التعليمي، بعض وقائع تسريب الامتحانات، إلا أن نظام SIS "إدارة معلومات الطلبة" استطاع أن يحدّ من تلك الوقائع، حيث تنقل عبره الامتحانات من الوزارة إلى المدارس وسط نظام أمني مُحكم.كما تخطط الإمارات لإجراء الاختبارات المدرسية إلكترونياً بشكل تدريجي بحيث يشمل التحديث الجديد رفع سرعة الإنترنات، وزيادة سعة خوادم التخزين ومعالجات البيانات، فضلاً عن تعزيز أنظمة الحماية الرقمية وذلك وفقاً لموقع "الاقتصادي" الإماراتي.

كوريا الجنوبية.. دورات تدريبية للمعلمين:
يعتقد الكثيرون أن فساد النظام التعليمي واعتماده على الحفظ دون الفهم "الحشو" السبب الرئيسي وراء الغش وتسريب الامتحانات، ورغم أن ذلك صحيح نسبياً إلا أن ما حدث في كوريا الجنوبية، صاحبة أفضل نظام تعليمي في العالم، أمر مثير للجدل، حيث تم تسريب امتحان التأهيل للجامعة قبل أسبوع من موعده على مدار عامين متتاليين (2013، 2014)، وتم إلغاء الامتحانات نتيجة لذلك.واتخذت الجهات المسؤولة العديد من الإجراءات، أبرزها تشديد الرقابة الأمنية قبل وخلال أداء الامتحانات، بجانب منح المراقبين على الامتحانات دورات تدريبية لتمكنهم من رصد أي محاولة للغش.

العراق.. قطع الإنترنات عن البلد بأكمله:
اتخذت الحكومة العراقية إجراءات لوضع حد لمشكلة تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت بقطع الإنترنات عن الدولة بأكملها بالتزامن مع مواعيد امتحانات طلاب الصف السادس الابتدائي، وبدأت الحكومة في تنفيذ ذلك القرار منذ 2015، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام غربية.والسبب وراء ذلك الإجراء الحاسم مع طلاب الصف السادس الابتدائي، يرجع إلى أن تلك المرحلة التعليمية هي الأهم في العراق، فالقانون العراقي ينص على أن التعليم إلزامي على جميع الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي، ومن لا يتمكن من النجاح في تلك المرحلة يتم إخراجه من المدرسة؛ لذا فهي مرحلة مصيرية.

إسرائيل.. والـ45 دقيقة الإلزامية:
شهدت إسرائيل عام 2016 أربع حالات تسريب للامتحانات ونشرها على الإنترنات، ولمنع تكرار ذلك الأمر تم اتخاذ العديد من التدابير الأمنية، كان أبرزها ضرورة دخول الطلاب إلى قاعات الامتحان قبل بدء الامتحان بـ45 دقيقة، وإرسال نموذج الامتحان عبر الإنترنات إلى المدارس قبل 45 دقيقة من موعد بدء الامتحان، على أن يقوم مسؤولو المدارس بطباعتها وتسليمها للطلبة.

فأين تونس من كل ذلك وكيف استعدت وزارة التربية هذه السنة لمقاومة الغش في امتحان البكالوريا خاصة علما وأن هذه الجريمة تقلل من أحقية وقيمة النجاح وتقصم أواصل ومفاصل الاستحقاق وتساوي الحظوظ وتكافؤ الفرص بين الممتحنين وتشكك حتى في مصداقية هذا الامتحان الوطني الهام جدا والبوابة الوحيدة لدخول الجامعات التونسية والأجنبية أصلا ...!!.

الإمضاء:*محمد كمال السخيري (كاتب تونسي حر متحرر).
ملاحظة:جميع حقوق التأليف محفوظة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 287385


babnet
All Radio in One    
*.*.*