<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65f947e57e42a7.56633584_loqfihejgmnpk.jpg width=100 align=left border=0>
![](/cache/cacheimages/9cccde8d980ef0ad7071aabcd9d0355c_w775.jpg)
كريم السليتي (*)
رحم الله وزيرنا الأول الأسبق السيد محمد مزالي وغفر له، هذا الرجل المصلح والمبادر والمخلص للبلاد وللعباد قَلَّ نظيره في تاريخ السياسة في بلادنا، لذلك لا يُذكر ولا يحتفى به، بل وقد تم تشويه سمعته كثيرا عند العامة واتهامه بتهم بائسة للنيل منه كمصلح تونسي معاصر لم يستجب للاجندة الاستعمارية وقاومها بقرارات جريئة لم يسبقه إليها أحد.
رحم الله وزيرنا الأول الأسبق السيد محمد مزالي وغفر له، هذا الرجل المصلح والمبادر والمخلص للبلاد وللعباد قَلَّ نظيره في تاريخ السياسة في بلادنا، لذلك لا يُذكر ولا يحتفى به، بل وقد تم تشويه سمعته كثيرا عند العامة واتهامه بتهم بائسة للنيل منه كمصلح تونسي معاصر لم يستجب للاجندة الاستعمارية وقاومها بقرارات جريئة لم يسبقه إليها أحد.
للتاريخ فقد كانت البلاد إلى حدود 1981 في رمضان المقاهي والمطاعم لا تغلق وكذلك الحانات ومراكز بيع الخمور وكان وقت العمل عاديا، حتى أن أذان المغرب كان يُرفع و الصائمون مازالوا في أعمالهم، حتى أتى المرحوم محمد مزالي فأمر بمنشور 1981 الشهير بإغلاق المقاهي و المطاعم في نهار رمضان و منع بيع الخمور نهائيا طيلة شهر رمضان وأقر العمل بحصة واحدة في شهر رمضان فخفف على الصائمين وأمر بمعاقبة كل من يتحدى مشاعر الصائمين ويُجاهر بالافطار علنًا.
ومن انجازاته غير المسبوقة أنه قام بتعريب بعض المواد الدراسية في المرحلة الابتدائية والثانوية، مما رفَّع من التحصيل العلمي والمعرفي للتلاميذ فتحسنت نسب النجاح بشكل لافت. كما بادر بإجراء اصلاحات في المناهج التعليمية واعطائها بعدًا تربويا وأخلاقيًا ودينيًا بهدف انشاء جيل تونسيٍ متصالح مع هويته، واثقًا من نفسه، راسخا في جذوره العربية الاسلامية، وهو ما أثار أعداء الهوية ضده من الذين يدورون في فلك فرنسا .
للرجل مناقب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها كلها من اهمها حبه للغة العربية وكفاحه من أجلها رغم ما أصابه بسببها، واعتزازه بالحضارة الاسلامية وشرف الانتماء إليها وافتخاره بها وتكريسها في واقع التونسيين.
تلك الفترة كان يجب تحليلها والتركيز عليها والبناء عليها. كان الرجل مفكرا ومثقفا وواثقا من هويته ولم يقبل ان يبقى الشعب التونسي تابعًا يتلقى الاوامر من باريس. كان رجلا وطنيا شجاعا مقداما رغم غطرسة المستعمر الذي لم يمضِ على خروجه العسكري التام عقدين من الزمن.
كان الرئيس بورقيبة يحبه ويثق فيه ويقبل منه النقد احيانا لكن ذلك لم يرق لبعض المتكالبين على الحكم.
حيكت له مؤامرة قذرة وشوهوا سمعته وكان وقتها الرئيس بورقيبة قد كبر ولم يعد يسيطر على الحكم بشكل تام.
اليوم من الواجب احياء ذكرى الرجل وجعله مثالا يحتذى في الصدق والشجاعة رغم أنه دفع الثمن باهظًا من عمره وسمعته.
رحم الله الرجل بما قدم لتونس وشعبها.
كريم السليتي
كاتب وباحث في الإصلاح الاداري
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 284213