إلى السيدة نجلاء.. رئيسة الحكومة ، تكلمي حتى نعرف من أنتِ

توفيق زعفوري
من حق التونسيين أن يحفروا عميقا في قاع الواب حتى يعرفوا من يكون رئيس الحكومة و من يكون في هذه الوزارة و في تلك، و إن كان فعلا هو الرجل أو المرأة المناسبة في المكان المناسب و إن كانت فعلا مؤهلاته( ها) العلمية و السياسية في حجم المهام المنوط بعهدته( ها) في الوزارة التقنية أو الوزارة السيادية..
من حق التونسيين أن يحفروا عميقا في قاع الواب حتى يعرفوا من يكون رئيس الحكومة و من يكون في هذه الوزارة و في تلك، و إن كان فعلا هو الرجل أو المرأة المناسبة في المكان المناسب و إن كانت فعلا مؤهلاته( ها) العلمية و السياسية في حجم المهام المنوط بعهدته( ها) في الوزارة التقنية أو الوزارة السيادية..
و بعيدا عن منطق المحاصصة الذي كان سائدا في العشرية السابقة و عن منطق التعيين أو الاختيار، فإن خيارات الأمس القريب لم تكن موفقة فكان أن دفعت تونس و التونسيين ثمن تلك الخيارات الخاطئة و ما أكثرها..
" سيدتي تكلمي حتى نعرف من أنتِ"!!..
من الواضح أن رئيسة الحكومة الحالية تشبه في مَأتاها رئيس الحكومة السالف، كلاهما يأتيان من عمق الإدارة، لا مواقف سابقة لهم تذكر و لا تاريخ سياسي و لا نضالي و لا شيء يذكر و لا شيء يُحسب لهم عدى سيرة وظيفية جيدة و كأن عزاؤنا في تجربتهم علّهم يفلحون و هذا دفعت ثمنه تونس، منذ يوسف الشاهد مرورا بالحبيب الصيد و الحبيب الجملي و الياس الفخفاخ و هشام المشيشي...
لا نكاد نعثر على أثر لرئيسة الحكومة لا في زيارات ميدانية و لا في وزارات و لا في مؤسسات و لا في المشاهد الخارجية، حتى أننا ندرك أن أمر الظهور من عدمه مدروس و هو خيار و سياسة و منهاج...و الواقع أن سفير فرنسا السابق poivre darvor كان يأتي البلاد طولا و عرضا أكثر من وزرائنا الميامين الموقرين !!!..
أن تضل رئيسة الحكومة داخل أسوار القصبة فهذا خيارها و أن تعمل في صمت، فهذا أيضا خيارها و لكن تواصلها و إتصالها بالتونسيين لازم و ضروري خاصة في هاته المرحلة بالذات، خاصة مع تنامي السخط الشعبي في كل مناحي الحياة و لن أذكر أي قطاع و أي حالة فأنا أعني الكل و لا أستثني شيئا، و عزلتها لا تزيدها إلا سلبية و غربة عن الواقع فنحن لا نعرف كيف تتعاطى مع الأحزاب و المنظمات الوطنية و لا الشخصيات و الوفود الأجنبية و ماهو توجهها و سياستها، و لا نريدها أن تكون كسلفها و لكن نريد أن نسمع منها لا عنها و إن كان بمقدورها أن تكون فاعلة في ما يجري، نريد رئيس حكومة قوي حتى يأخذ بتونس بعيدا عن الأزمات و يرتقي بها إلى حالات النمو و الاستقرار و الإزدهار، لا يمكن أن نعرف رئيسة الحكومة إلاّ من خلال حوار مطوّل معها و هذا يبدو أنه من أحلام اليقضة إذ لا نعرف أيضا مدى كفاءة الوزراء المختارين، دون التشكيك في كفاءتهم أو المزايدة عليهم، و لكن نريد أن نرى وزراء و مسؤولين يتجولون بيننا و في الأحياء بمناسبة أو بصفة مفاجئة و أن نسمع منهم و نتحاور حتى نعرف إن كنا على الطريق السليم أم نحن فعلا تائهون يلزمنا سنوات ضوئية أو معجزة حتى نخرج من هذه الأزمات..
حوار وحيد، يتيم للرئيس إبان زيارته لباريس منذ شهور طويلة، و منذ تعيين رئيسة الحكومة لم نسمع منها و لم تتواصل مع أحد عدى اتحاد الشغل منذ أيام قليلة
نحن نحتاج سياسة تواصل واضحة و متينة، فلا يمكن أن يضل كل شيء في الغموض و المفاجأة و أن تتكلمي ليس معناه أن تخرجي من جلباب الرئيس، فقط تكلمي حتى نعرف إلى أين نحن سائرون...
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 236479