حكومة تصريف أفعال..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/607b1b028839f3.82010468_phjkmeifgolnq.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق زعفوري..

لم يكن التونسي على ثقة كبيرة أو صغيرة في مؤسسات بلده، باستثناء مؤسسة الجيش، الذي بقي على الحياد منذ تأسيسه، و حتى محاولات تسييسه و الزج به في معارك الهواة، لم تفلح، بقي منسوب الثقة فيه عاليا و سيضل طالما ضل على الحياد، فهو الحامي و الدرع و آخر القلاع..





باستثناء مؤسسة الجيش يبقى التونسي متربصا متوثبا قلقا حيال بقية المؤسسات و تأتي المؤسسات المالية في ذيل منسوب الثقة، بنوك، صناديق، شركات تأمين و غيرها، أما سياسيا فلا أحدا من الشخوص، ماديا كان أم معنويا قادر على تجميع جميع الاطياف أو أغلبها عليه و لا أحد يمكنه أن يكون المرجع و المرجعية حتى عندما نصل إلى حالة الإنسداد، تبقى الأزمة ترواح مكانها و لا حل في الأفق، صارت تونس تماما كلبنان تتجاذبها الاطياف و الأطراف من الداخل و من الخارج

ثقة التونسيين تزعزعت أكثر عندما وصلت أولى جرعات التلقيح و ما راج حولها من تجاذب ما دفع الرئاسة إلى الخروج و التوضيح، اما ما حصل يوم أمس فقد فاق خيال التونسي رغم محاولات المتحدث الإعلامي للقصبة التخفيف من وطأته و التقليل من تأثيره و كأن الأمر عادي و بسيط و لا يستحق الذكر أصلا، رغم تواتر الفضائح من نفس الصنف، في كل مرة..

منظومة الصحة و مؤسسات الدولة تقول أن المنظومة رقمية لا يتسرب إليها الخطأ إلا بفعل فاعل يتسرب من هو من إطارات الصحة سابقا و ذوي القربى من مضيفي الطيران و الأحباب، لهم أولوية على من تجاوزوا السبعين سنة، إنتهت أولى الفضايح و أولى السقطات الأخلاقية و قلنا يمكن أن يتسرب الخطأ على أن تراجعوا أنفسكم و منظومتكم و تعطوا لكل ذي حق حقه إحتراما للذات البشرية كونهم آباءنا و أمهاتنا و لكل دوره في الحياة...


اقرأ أيضا: الهاشمي الوزير يؤكد أن تلقيح أعضاء الحكومة ضد كوفيد يتم طبقا لأولويات الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ويفند الاتهامات بخرق مبدإ الأولوية


ما أقدم عليه رئيس حكومة تونس و بعض وزرائه، و مستشارين من قرصنة بعض التلاقيح و الإستئثار بها لأنفسهم بدعوى أنهم من مسؤولي الدولة و ممن يتنقلون بين الناس، أمر مضحك حقا و سقطة أخلاقية كبرى، لا ندري لماذا الآن فقط أدركوا أنه لابد لهم من الإنتشار بين الناس و مخالطتهم حتى، و الحال أنه يمكن إستغلال ما تيسر من لقاءات عن بعد، أساسا البرلمان يشتغل عن بعد، و حتى الإمضاء على الوثائق يتم عن بعد، إلا السيد رئيس الحكومة، و بعض من وزرائه و مستشارين، و من صحفيي الواجهة، يحق لهم التلقيح قبل غيرهم، بأي حق،!؟؟ الواقع لا حق لهم في أولوية وقحة بطعم الخيانة و القرصنة ..

في نظر التونسيين، الحكومة ساقطة بفعل ماضي و بمفعول لا رجعة فيه زادتها هذه السقطة الأخلاقية غوصا في الوحل، جاز لها فقط تصريف الأعمال حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا...

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 225009

babnet