لمن تكتب يا هذا !؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/livre7-culture.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

تماما كأنواع تغذية البطون التي فرطت في ما ينفع و اتجهت في (لاوعي جمعي) إلى المستحضرات السريعة برغم تمام المعرفة بضرريها الآجل و العاجل ، تماما مثل هذا كان إقبال التونسي على المعرفة و القراءة ، فاكثر التونسيين لم يعودوا ( قرّاء) بقدر ما اصبحوا متصفحين عابرين للعناوين و ما طفح من أخبار - البيز - و الخوارق و الفضايح و ما خالف المعهود ...





التونسي و ربما العربي بصفة عامة أصبح لا يعنيه ان يقرا مقالا دسما يهمه ، ينفعه و يرتقي بذائقته و عقله ، لم يعد له من ( وسع البال ) و لا بالغ الإهتمام بأن يجهد نفسه في فهم و مناقشة مقال يحمل موضوعا إجتماعيا او سياسيا او إقتصاديا ،،، هو إلى المواضيع السخيفة و المقالات ( المذرّحة ) أقرب ...

هذا طبعا ينعكس سلبا على مجموع الأقلام المحسوبة على التيار التنويري و التي تتجشم الصعاب و تعاند المشاكل و تسرق من اوقاتها ما يسمح بصياغة مقال يستثير الوعي و يشحذ الإدراك و يرتقي بالفكر ، مقال يلامس الحياة العامة ليسلط الضوء على ما يخفى و يؤطر ما يصلح و ينير ما يجهله الكثير ،،، هذه الأقلام التي تصطدم بقلة المتابعين و قلة الإهتمام تظلّ تكابد لزمن لكن ينتهي بها الأمر غالبا إلى خلاصة أنّ الكتابة الواعية اصبحت فعلا عبثيا في مجتمع غيّب الإعلام المفسد كثيرا من مداركه و اضاعت مطبّات الحياة كثيرا من مجسّات الحسّ الراقي لديه .


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 196486

Mnasser57  (Austria)  |Mardi 21 Janvier 2020 à 07:25           
اصبت الوتر الحساس
فعلا لم يعد هناك من يقرا التحاليل والتعاليق او يتعمق في فهمها ويستنير ويميز بين الغث والسمين بل يمر كما دكرتم على العناوين

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 20 Janvier 2020 à 18:20           
قيمة شخص واهمية كاتب لا تقاس بعدد اتباعه او قرائه خاصة في السياسة ولكن يظهر ذلك في مستوى قرائه وثباته على مبادئه ورجاحة عقله وصواب تحليله
ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل فلا تيأس ولا تتخلى عن قرائك


Ra7ala  (Saudi Arabia)  |Lundi 20 Janvier 2020 à 13:09           
الجملة الأخيرة من المقال لخصت الحال، لكن دوام الحال من المحال مهما طال الزمان فلا بد من التغيير وهذه من السنن الإلاهية إذ أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


babnet
*.*.*
All Radio in One