سيدي الرئيس هل أتاكم خبر ''تونس'' منقذة شباب الوطن؟

حياة بن يادم
ما حصل يوم الأحد 1 ديسمبر 2019، بالشمال الغربي، حادث أليم أودى بعشرات من خيرة شباب الوطن. إنها فاجعة و مأساة بحجم وطن، قتلهم القدر، و قدر العيش في دولة نخرها الفساد و الإهمال.
ما حصل يوم الأحد 1 ديسمبر 2019، بالشمال الغربي، حادث أليم أودى بعشرات من خيرة شباب الوطن. إنها فاجعة و مأساة بحجم وطن، قتلهم القدر، و قدر العيش في دولة نخرها الفساد و الإهمال.
الشمال الغربي، المنسي منذ عقود حيث قسوة الطبيعة، لتزيد عليه قسوة الحكام المتعاقبين، حيث لا وجود لمستشفيات و لا لبنية تحتية و لا لمقومات العيش الكريم، و الحاضر في أذهان السّاسة في مواسم الانتخابات.
هذا الشمال الغربي، حباه الله بمناظر طبيعية خلابة. جعله شبابنا و بامكانياته المحدودة قبلتهم السياحية. لنفض غبار الاهمال و التهميش، التي عانته من طرف ما يعرف بالكذبة الكبرى "الدولة الوطنية".
تقع الحادثة الأليمة، و لم يجد الشباب المنكوب لنجدته "دولته الوطنية". ليجد سوى امراة ريفية كانت ترعى الأغنام، تجري بين المصابين، تزودهم بالماء، و تقوم بتغطيتهم و بمساعدتهم و تشجيعهم، وتبكي بحرقة قائلة "يا ليعتي ناي الذرّ كلها ماتت".
إنها امرأة بقيمة وطن، إنها امرأة استطاعت ان تنجز ما عجزت عليه نساء الصالونات الفاخرة و السياسيات المتشدقات بحقوق المرأة.
سيدي الرئيس،
إن هذه المرأة من بين آلاف النساء الريفيات، من وراء البلايك، الكادحات وراء لقمة العيش، و الممنوعين من دخول قصر قرطاج، إنها من ضحايا الجرائم الكبيرة، التي اقترفتها مدنية انتهازية في حق من يفترض انه جنس لطيف، لم يسعفها مؤتمرات و جمعيات حقوق الدفاع عن المرأة، التي انشغلت بالدفاع عن المرأة السلعة و عن حق السّحاق و نسيت حق المرأة البشر في الحياة.
سيدي الرئيس،
إن هذه المرأة المحرومة من حقها كبشر في الحياة، أعطت الحياة لأبنائنا المصابين لتكون أمّا بامتياز. و إني لا أعلم اسمها و لكنني سمّيتها "تونس".
سيدي الرئيس،
هل أتاكم خبر "تونس" منقذة شباب الوطن؟.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 193698