هل سينصت شورى النهضة لصوت النخبة؟

حياة بن يادم
بعد أن أفصحت الصناديق عن إرادة الشعب التونسي في اختيار ساكن قرطاج و نواب قصر باردو. تتجه الأنظار نحو تشكيل الحكومة القادمة.
بعد أن أفصحت الصناديق عن إرادة الشعب التونسي في اختيار ساكن قرطاج و نواب قصر باردو. تتجه الأنظار نحو تشكيل الحكومة القادمة.
ليعلن حزب حركة النهضة على لسان رئيس مجلس شورتها عبد الكريم الهاروني قائلا "إن النهضة اليوم مستعدة للحكم باعتبارها الحزب الفائز في الإنتخابات التشريعية، فهي ستترأس الحكومة القادمة وستشكل تركيبتها بالشراكة مع أحزاب ومنظمات انطلقت في مشاورات أولوية معها".
لكن اسم رئيس الحكومة المرتقب لم يتم الحسم فيه، ليقع إرجائه، ربما لمزيد المشاورات مع شركاء الحكم، ففي جراب النهضة نجد كل أصناف الطيور من الوديعة الى الجارحة.
حسب قرائتي للمشهد، خيار الغنوشي لترأس الحكومة هو الأبعد داخل النهضة و خيار الهاروني هو الأقرب، في الأخير رئيس الشورى سيتقدم على رئيس الحركة. في حين لن تجازف النهضة بالعذاري هو رجل المراحل الهادئة و ليس رجل حكومة تجاذبات و مهام صعبة.
لكن بعد المشاورات الأخيرة و الشروط التعجيزية لكل من حزبي التيار و حركة الشعب، يجعل من مجلس شورى حركة النهضة في اجتماعها القادم ربما تفوض الصلاحيات لرئيس الحركة لاختيار شخصية من خارجها لترؤس الحكومة.
نجد اسم يتردد بقوة و هو عبد اللطيف المكي، الذي صدحت باسمه صفحات التواصل الاجتماعي معبرين جلّهم عن اختيارهم له ليكون الرجل التنفيذي لقصر القصبة.
ليدون الأستاذ عادل بن عبد الله قائلا "الدكتور عبد اللطيف المكي: وجه نضالي لم يرتبط بالدفاع عن منهج التوافق البائس، نظافة يد وسمعة طيبة خلال توليه منصب وزير الصحة، متحدث جيد يحمل خطابا ثوريا في سقفه الأعلى وإصلاحيا في سقفه الأدنى، مقبولية كبيرة داخل حركة النهضة وخارجها".
.
لنجد رأيا آخر للدكتور محمد ضيف لله بخصوص رئيس الحكومة القادم و هذا جزءا من تدوينته، قائلا "قد لا يكون صوتي او رأيي ذا قيمة.. و لكن أقولها متأخرا خير من لا أقولها أبدا حتى و إن لم يستشرني أحد.. يجب أن يكون رئيس الحكومة القادم ذا خلفية و تكوين اقتصادي.. من أهمهم الوزير السابق إلياس الفخفاخ، و مما يميزه أن له تجربة سياسية من موقع معارض للمنظومة القديمة"
أما رغبتي كمواطنة تونسية، فأرجو أن تكون شخصية رئيس الحكومة قادرة على إدارة فريق ناجع، و أن يكون عنوان برنامجه الضرب على أيادي الفاسدين أينما كانوا بلا هوادة. لأن الأمر جلل.. قضية وجود.. إمّا الفساد و إمّا وجود الوطن.
تغلب على رغبتي انتمائي للأنوثة الغائبة عن عالم احتكره الذكور، و الحاضرة لتزيين القوائم و لتجسيد شعار "وراء كل رجل عظيم إمرأة". لأتساءل متى سيعكس هذا الشعار ليصبح "وراء كل امرأة عظيمة رجل"؟. عفوا سيدي الرجل إن تطاولت، فسأغيره الى شعار "لن تكون المرأة عظيمة إن لم تكن مسنودة برجل أعظم".
لكن أعلم جيدا أن هذا حلم صعب المنال و تحقيقه مرتبط بإرادة المرأة في العمل على اثبات جدارتها ودون التعويل على قوانين زائفة.
ليبقى عبد اللطيف المكي و إلياس الفخفاخ أسماء جدية للترشح لرئاسة الحكومة، اقتراحات صادرة عن نخبة الوطن.
فهل سينصت شورى النهضة لصوت النخبة؟
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 192246