ثلاثة أيادي نقبلهم..

حياة بن يادم
في ظل الرطوبة الانتخابية الخانقة التى نعيش على وقعها في تونس، بمناسبة الانتخابات الرئاسية و التشريعة لخريف 2019، التي جعلتني لا أتنفس سوى مقالات إلا في هذا الشأن.
و بتصفحي لموقع مجموعة قدماء المدرسة الابتدائية بالمقرن- زغوان و التي تعلمت فك الحروف فيها، أنتبه و أن ويوم 5 اكتوبر من كل سنة هو اليوم العالمي للمعلم.
شعرت بالخجل بعدم توجيه تحية لهذا الصرح العالي، و الذي لولاهم لما كان قلمي رصاصا و لينا كلما اقتضى الأمر في مواكبة الشأن العام التونسي.
أبحر في هذه الصفحة، لتعترضني كلمات من ذهب، خطها تلاميذ قدماء هذه المدرسة في حق المعلم، منها رسالة من فيروز تقول "اخي المعلم اختي المعلمة ورثة الانبياء العظام كل عام و انتم بخير"، و أخرى من غزالة "سلاما على معلمينا الذين علمونا استقامة الحرف و اعتدال السطر سلاما على الذين ابكونا لنضحك و عاقبونا لنستقيم".
لتهيج هذه المناسبة الشعور بالحنين لعادل مدونا " كنت انبش في ذاكرة الماضي البعيد ..استجدي لحظات سنين غابرة بين اروقة المدرسة باحثا عن شيء جميل بين كل الصور العابرة .استوقفتني لحظات حنين مشحونة بمفرداتها الساكنة في عمق الطفولة ..لانحني حبا وحنين امام روعة الاحساس الجميل الذي رافقني في سنوات الدراسة .اتصفح كل الوجوه المرسومة بلهفة وشوقا للعودة لزمن بعيد..رأيت فيها شريط ذكرى يحمل احلام طفولة ..ارتسام بسمة بريئة ..حادثت كل وجه في الصورة ..لامست كل وجه مستوقفا لحظاتي للتذكر ..مراوحة رائعة بين الماضي الجميل والحاضر المؤلم ...1978".
أما أنا سيدي المعلم سيدتي المعلمة مازلت تلميذتكم رغم كهولتي، و أعتبر كل أيام السنة هي 5 أكتوبر، و قلمي يقف عاجزا على تطويع الثمانية و عشرون حرفا لأوفيكم التبجيلا، و لا أملك سوى أن أقول "ثلاثة أيادي نقبلهم ..أيادي أمهاتنا ..و أيادي أبائنا .. و أيادي معلمينا الذين علمونا أن الحرف .. يتنفس...".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 190678