حافظ ينقلب على السبسي ويمسح الفشل في الشاهد ويلقي باوساخه السياسية في سلة النهضة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/hafedetchaheddd.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

بعد التدوينة الغريبة العجيبة لحافظ هذا اليوم ، والتي صار فيها معارضا شرسا على يسار الجبهة للحكومة، وعنترا حقيقيا لم يشهد له التاريخ مثيلا في الراديكالية، وقال في حكومة الشاهد ما لم يقله مالك في الخمرة، الاستناج الاول الحقيقة هو انقلابه على السبسي باعتباره عراب اتفاق قرطاج الذي جاء بالشاهد.





الصفعة كانت خماسية الحقيقة، انطلاقا من قرطاج التي كان ساكنها السبسي، الرئيس المؤسس للنداء، الداعي لمؤسسة اتفاق قرطاج اللادستوي، الذي أسقط الصيد بطريقة مهينة، وجاء بالشاهد الذي كان جواد الرئيس في بقية الرحلة، فاتضح انه مجرد هيكل منفوخ بلا مضمون، ولم تنفع معه كل عمليات الترميم، وكل عمليات الميتولوجيا والاسطرة واخرها قبل سنة باعلان حرب على الفساد، اتضح انها وهمية لا وجود فعلي لها، ولا اثار على وجودها لا رمزيا ولا ماديا، ومنتظر أن يقلب حافظ الطاولة على الجميع وأوّلهم السبسي، فقد أصبح رأسه مطلوبا والنداء خسر تقريبا كل البيض الذي وضعه في سلة الشاهد، بعد الهزيمة المدوية الاولى في جزئية ألمانيا والبلديات الأخيرة.

الصفعة الأخرى فكانت مباشرة نحو النهضة، الحليف في الحكم الذي أكدت انتخابات المانيا وفوز العياري، انفراط عقد التوافق المتهالك اصلا بينه وبين النداء، واليوم يبدو أن الأمر صار أكثر رسوخا، والرسالة المدونة في صفحة نجل السبسي كانت رأسا موجهة للحليف السابق، وان كانت البصمة للمكلف بالشؤون السياسية بسيس، الذي باخراج هذه التدوينة الصاعقة ضمن شبكة الامان بعدما كان رأسه مطلوبا بقوة، وجّه ضربة مسمومة للغريم النهضوي، مركزا على اعتبارات السيادة والاستقلال الوطني، بعد اثارة مسألة "الاستقرار" و"ما يطالب به الشركاء الدوليين"، بالرد ان مطلب الاستقرار لا يكون والبلاد تغرق، ومطلب التعاون الدولي لا يكون على حساب استقلال قرارها.

ويأتي ذلك على خلفية لقاء الشاهد بسفراء الدول الكبرى قبل اسبوع، الذين طلبوا اللقاء وعبروا عن مساندته، الى حد خروج سفير فرنسا معقبا على اللقاء معلنا الدعم والاشادة بالحكومة، الذي استهجنه الطبوبي بقوة وادانه باقصى عبارات الادانة معتبرا اياه "وصمة عار جديدة لتونس"، وفي هذا تكون الصفعة ثلاثية للشاهد، اولا باعتباره ابن النداء الذي تنصل منه ورمى عليه بالمسؤولية، وثانيا بضرب التدخل الدولي المسند لساكن القصبة عرض الحائط، وثالثا بالقاء الفشل عليه لوحده معددا معالمه، ويأتي ذلك بعد تصريحات اعلى مستوى في النداء بان هزيمة البلديات كانت نتيجة النتائج السلبية للحكومة، والضربة كانت حادة خاصة انها تضع الشاهد قبالة الحائط، لدفعه لاستقالة مشينة درءا لـ"اقالة" مهينة محتملة، او استمرار في وضع الاذلال والخنوع في صورة عدم سحب الثقة.

والصفعة الموجهة للشاهد الحقيقة كانت في وجهها الثاني صفعة (رابعة) للخارج، الذي حاول التدخل لفائدته واسناده، فتم سحب البساط من تحته من حزامه المتمثل في حزبه، والرسالة واضحة فهي لا تحمل بطولة بقدر ما تحمل انقاذا للوجود، فاليوم الشبكة الزابونية للنداء تعطلت بل شلت مع رئيس الحكومة الحالي، الذي استنفذ كل مخزونه الذي ظهر مفلسا، ولم يسمح لشبكة حافظ بتوزيع المغانم، لضمان استمرار الولاء والخدمة، وماذا سيعني الخارج اليوم بقواه ومساعداته والنداء ينهار، وحافظ وبسيس وبقية الشلة اصبحت في فوهة البركان.

لكن لا تخلو الرسالة من صفعة خامسة للمعارضة، حيث "قوّش" حافظ (بقلم بسيس) على الجميع، وصار اليوم في مغالطة قد تنطوي على الكثيرين، مدافعا على "الزوالي" مستدرا عطف الشعب الذي اراد الظهور بمظهر المدافع عنه، وهو بذلك يريد ان يتقاطع او ينطلق من نفس نقطة ارتكاز مع اتحاد الشغل، الذي من ناحية يطالب برأس الشاهد، ولم يعد يتحمل انهيار المقدرة الشرائية الى حدود قاسية، مرددا كل عناوين ورقة الاتحاد الطويلة، في خصوص "انهيار المؤشرات الاقتصادية" و"انهيار الدينار" و"أزمة المالية العمومة" و"القوائم السوداء" وغيرها.

واعلان انتهاء الفسحة للشاهاد كان مدويا الحقيقة، بعبارات شبه حربية كلها اهانات وخذلان، والاخراج كان عبر الدخول تحت جبة الاتحاد، بتبني نقده الجذري للقصبة ومطالبه، ولئن دخل في مرحلة اولى بطريقة مواربة للاطاحة بالشاهد، بتصريحات الناطق الرسمي للحزب من قبيل ان حزبه لا يمانع في تغيير الشاهد ان كان هناك اجماع في الصدد، فهذه المرة كان الخطاب صريحا مباشرا حادا، موجها بشكل صريح للشاهد ولكل من عسى ان يسنده بطريقة غير مباشرة اي السبسي، ومن يسنده بشكل مباشر اي القوى الدولية وايضا النهضة التي تحداها علنا، ووضعها في نفس الخندق مع مرزوق ومشروعه وجلاد وكتلته الوطنية المساندين للشاهد، وفي ذلك ارباكا كبيرا للحليف السابق الذي لا يكفي انه تخلص من ارتباطه به بل وضع عليه كل المسؤولية السياسية.

وفي المحصلة ما خطّه ابن السبسي اليوم، هو تعويم للفشل العميق لهذا الحزب وللحكومة، والتنصل من كل مسؤولية، وهروب للامام وتخلي عن الرعاية الابوية للسبسي، اضافة لعدم اعتبار التدخل الدولي الاعتباطي، ومسح كل المسؤولية في الشاهد ورمى بمهملاته في سلة النهضة المفتوحة باتمرار، وفاجأ بذلك بقوة أحزاب المعارضة، التي لم تركز سابقا بما يكفي على النقد الذي خرج اليوم للعلن، وكان يستدعي في ابعاده المباشرة استعجال انتخابات تشريعية سابقة لاوانها، وماذا يعني ان يصبح الحزب الحاكم أكبر مجرّح في الحكومة التي يرأسها، والاعلان بكلمات مديره التنفيذي الانهيار السحيق في البلاد اقتصاديا وماليا واجتماعيا..!!

(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 162270

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 10:29           
Mandhouj (France) |Mercredi 23 Mai 2018 à 21h 23m |
نداء تونس حزب فاشل بالأساس, في 2014 عرض برنامج إجتماعي و إقتصادي مع توظيف إعلامي قوي , كثير من الناس إنبهروا . . النداء من البدايۃ يعرف أن آليات و مناخات تنفيذ ما وعد به الناس غير موجودۃ . . فمن البدايۃ بداء يخدم في مصالح معينۃ , في إرباك العمل الحكومي , في تعطيل إستكمال المسار الدستوري و مسار العدالۃ الإنتقاليۃ , في إدارۃ جد سيءۃ للحوار الإجتماعي. هذا و غيره كثير , أرهق الشعب , بكل فيءاته ,
خاصۃ الشباب , المرأۃ العاملۃ في الفلاحۃ ۃ الحضاءر . هذا و غيره من خزعبلات النداء أهلك العمل الحكومي . . هيبۃ الدولۃ التي كانت كلمۃ في كل جملۃ من كلام قادۃ النداء , زادت هبوط للحضيض . أنظروا للعنف المستشري في ملاعب الكرۃ و خارجها . . الأمثلۃ كثيرۃ , و كلكم تعرفون هذا , و تشاهدون العنف في الطريق العام , في السرقۃ للمنازل , في الإعتداء علی الملك العام , ...
يلزم الشعب يوقف لبلاده . يلزم الأحزاب تفهم دورها في المجتمع .

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 10:28           
Mandhouj (France) |Mercredi 23 Mai 2018 à 20h 04m |
نحن اليوم أمام فشل الحزب الحاكم الذي له الرءاسات الثلاث في إدارۃ شأن الدولۃ ككل. اليوم إذا هناك فشل حكومي في الذهاب لإصلاحات عميقۃ تعطي القدرۃ للموءسسات الحكوميۃ و الدستوريۃ أن تكون أكثر فاعليۃ و إيجابيۃ , أن تكون الشركات العموميۃ أكثر مردوديۃ لصالح المواطن و الدولۃ , و تنتهي أن تكون داءما , لحد الآن , عبیء علی الدولۃ (جيب المواطن ) , هذا الفشل الحكومي هو
جزء من فشل الحزب الحاكم , نداء تونس . نداء تونس منذ 2014 , كل ثلاثۃ أربعۃ أشهر يطلع بطلعۃ , أما داخله كحرب الشقوق و الإنشقاقات المتعددۃ , أو بخرجات لا داعي لوصفها لرءيس الدولۃ , هذه الطلاعات تربك العمل الحكومي و يضيع كثير من الوقت في الحوار في النقاشات , . . . العمل الحكومي أن يكون الصيد يقوده أو الشاهد لا يتحمل هذا . . . هناك خيار واحد و سيناريو واحد يمكن أن يبعث بحكومۃ مستقرۃ أكثر , هو الذهاب للصندوق
في
أقرب وقت . كفانا خربقات و تضييع للوقت .

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 10:08           
على كل حال هذا الكلام ليس لحافظ .. وهو إعادة لكلام عديد المهتمين بالشأن التونسي .. لماذا لم تقبل به من قبل 6 أشهر على الأقل ؟

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 09:59           
شرعية النداء في الحكم انتهت ، هذا الجميع يعرفه . . لكن ليس هناك شجان للإقرار به . . يمكن أن نقول أن تدوينة حافظ هي إقرار صريح بذلك لكنه مغطى . . و تدوينته تدل على أنه صبياني لا يفقه في لا في السياسة و لا في قرأة الأحداث .. وليس له أي قدرة في الاستنتاج الموضوعي .

Potentialside  (Tunisia)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 03:14           
هل القادم له سحر من النداء لإنقاذ البلاد ؟لو كان فالح راهو من بارح ...تونس في خطر ...ما فعله بها النقابيون و السياسيون لم يفعله ابليس ...

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 00:41           
حزب النداء،الفائز في الانتخابات لم يحافظ عليه حافظ بعد الانتخابات،فانقسم وضعف،وهو المتسبب في عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد

Ammar  (Tunisia)  |Mercredi 23 Mai 2018 à 22:55           
نظام حكم لا رئاسي ولا برلماني وثائقي قرطاجني


babnet
*.*.*
All Radio in One