الإنتخابات البلدية و إنهيار أحزاب ''البلاك ووتر'' الإماراتية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/isiele100518.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني

كما كان متوقعا كانت نتائج الانتخابات البلدية زلزالا سياسيا بما تحمله الكلمة من معاني الإرتدادات و الإهتزازات الإرتجاجية التي ضربت الساحة السياسية

وإنطلاقا من نتائج الأحد 6 ماي 2018 يمكن الخروج بمجموعة ملاحظات هامة أهمها




نتائج مريحة للإسلاميين
فبالرغم من تراجع نتائج حركة النهضة من نسبة 35% في تشريعيات 2011 و 31% في نظيرتها سنة 2014 الی 28% في بلديات 2018 فإن هذه النتائج كانت مطمئنة لقيادات مونبليزير بعد سنوات من الحكم الذي حشر الحركة الاسلامية في الزاوية ،كما أن النتائج لم تنزل عن العتبة التاريخية لحركة النهضة وهي ال25% وهي ربع الاصوات وهذا ما يؤكد تركيز النهضة لمداميكها في الساحة السياسية التونسية وتوجيه رسائل للداخل والخارج بإعتبارها حزبا مهيكلا قطع مع كلاسيكيات الادبيات الحزبية الاسلامية فأولی الرسائل كانت بترشيح تونسي يهودي الجنسية علی قائمة الحزب الاسلامي في دائرة المنستير ليتحول سيمون سلامة إلی حديث الصحافة العالمية لدسامة الخبر لتصل رسالة حركة النهضة المنفتحة إلی كل العالم أما أقوی الرسائل وذلك حسب المجلة الفرنسية "جون افريك" فكانت ترشيح النهضة لسعاد عبد الرحيم لتكون اول "شيخ مدينة" كما ان غنائم النهضة السياسية لم تقف عند بث الرسائل المطمئنة بل كانت ايضا غنائم سياسية ميدانية بمحافظة حزب مونبليزير علی اكتساحه في الجنوب الشرقي و محافظته علی ثقله في الجنوب الغربي وتعزيز تواجده في صفاقس و العاصمة و تطبيعه مع منطقة الساحل المحسوبة علی البورقيبية و ما لفوزه بدائرة المنستير مسقط رأس الزعيم الراحل من رمزية سياسية

السقوط المدوي لحزب البحيرة
رغم إجماع الملاحظين علی تراجع محتمل في نتائج حركة نداء تونس في الانتخابات البلدية فإن أحدا لم يتوقع سقوطه المدوي و تقهقهره من نسبة 37% في تشريعية 2014 إلی ال20% في بلديات 2018 وهي دلالة واضحة علی ان حزب رئيس الجمهورية قد فقد دوره الريادي خاصة بعد خسارته المذلة في منطقة الساحل وتراجع نتائجه في العاصمة و إندثاره في الجنوب

صعود نسبي للتيار الديمقراطي و الحزب الدستوري
من الواضح ان هناك بعض الاحزاب قد تمكنت من استغلال فرصة فشل النداء والنهضة في تسيير الدولة منذ 2014 ،حيث استطاع التيار اليمقراطي من إستمالة بعض القواعد الثورية الغاضبة من تحالف حركة النهضة مع النداء إضافة إلی رواج الخطاب الحماسي الشعبوي للقيادية في التيار الديمقراطي سامية عبو الذي يقابله في الطراف الآخر خطاب اقصائي تمكنت من خلاله عبير موسي من تنشيط الخلايا التجمعية وتجميعها حول الحزب الدستوري الذي بدأت أسهمه في الارتفاع بعد ان طرح مشروعه كبديل سياسي لحركة نداء تونس


القائمات المستقلة ...بداية حلم ولكن ...
علی الرغم من اجماع ابرز الملاحظين ان النقطة المضيئة الاكبر في هذا الاستحقاق الانتخابي هو ظهور المستقلين كقوة سياسية بديلة عن الاحزاب فإن اغلب المؤشرات تؤكد ان السواد الاعظم من القائمات المستقلة هو امتداد لبعض الاحزاب خاصة بعد تصريحات محسن حسن القيادي الندائي بأن لحزبه قرابة ال100 قائمة مستقلة وهو ما يتقاطع مع تصريحات بعض قيادات الإتحاد المدني بأن كل القائمات المستقلة التي تتضمن تسمياتها كلمة "أولا " تتبع الاحزاب المكونة لهذا الإئتلاف

سقوط التيارات الشعبية و النخبوية و الشركات السياسية و احزاب البلاك ووتر المأجورة
بغض النظر عن نتائج الانتخابات البلدية فإن أهم مكسب سياسي هو تواصل المسار الديمقراطي رغم العقبات الكأداء التي تعترضه إضافة إلی انهيار التيارات الشعبوية و الأحزاب النخبوية و أحزاب البلاك ووتر المأجورة من الإمارات والتي اضاعت "المفتاح" في الامتار الأولی من السباق...


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 161677

Kamelwww  (France)  |Samedi 12 Mai 2018 à 16:01           

دخلت تونس وبصفة نهائية إلى النادي الديموقراطي المضيق. وهذه الإنتخابات أوضحت أن هذه البلاد ليست لقمة سائغة للبلطجية الإماراتية والسعودية، وأن تونس، عكس مصر، لا تحتاج لأموال بني جهلان كي تحقق التقدم المنشود. والتاريخ يلعب لصالح تونس، فقد ثبت رسميا أن الديموقراطية هي الحجر الأول لبناء الرقي والتقدم الإقتصادي... والآن أظن أن القطار إنطلق بسرعة البرق، ولا يمكن لا للبطجية في الخليج ولا لشركات بلاك ووتر أن توقفه... وكل هذا بفضل الوعي التونسي الذي مكن
الثورة من الإستمرار... وتداول السلطة بسلاسة وسلمية... وطبعا أنا شخصيا أتمنى أن تحل الديموقراطية في كل الدول العربية، بدون إستثناء... وهذا قادم بحول الله.


Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Samedi 12 Mai 2018 à 13:36           
لا خوف على تونس من أعلام الأغبياء المرتزقة والخونة الممولين من أعداء ثورات الشعـــــــــــوب الغلبانة.....

🇹🇳🌿🇹🇳🌍🇹🇳⚖🇹🇳🌿🇹🇳🌍🇹🇳⚖🇹🇳

Mandhouj  (France)  |Samedi 12 Mai 2018 à 13:30           
إنهيار الكذبة الاعلامية لدى الشعب بأن احزاب بلاك ووتر لها شعبية .. لكن تلك الأحزاب ستبقى تنغص على الشعب ديمقرطياته ، فأموال الإمارات لها قنوات خفية محمية دوليا .. لذلك قضية الحرب على تبييض الأموال ، تبقى كذبة .

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Samedi 12 Mai 2018 à 10:47           
يحلم شعب الإمارات أن تكون له إنتخابات!!!

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 12 Mai 2018 à 10:08           
الإنتخابات البلدية و إنهيار أحزاب ''البلاك ووتر'' الإماراتية -هذا العنوان يوحي بأن هذه الأحزاب كانت في القمة ثم هوت لكن الواقع أن الانتخابات مسحت عنها قناع العملقة الاعلامية ومنحتها حجمها الحقيقي وهذا انطلاقا من غزوة ألمانيا التي أبرزت فشل الامارات وفشل شركتها التي تحلم بأن تحول تونس لسقطرى في شمال افريقيا .وبالمختصر تبدو الانتخابات جملة من الرسائل للامارات بأن تونس عصية ولن تتحول لسقطرى وللأحزاب بأن تتجاوز صراعاتها الثأرية حالا قبل فوات
الأوان وللمقيم العام على حتمية الغاء عهد الحماية الذي تجاوزه الزمن وأخيرا للشباب وأنه قادر على منع تونس من الاختطاف أو تحويلها لغنيمة أو بقرة حلوب لبقايا التجمع والمسؤول الكبير وأن المستقبل سيكون بهم أكثر جمالا .


babnet
*.*.*
All Radio in One