جريمة شنيعة في حلب ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/aleppo2016-12-13_22-45-54.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

بعد تدعيم البعد القومي بالبعد الديني وتحميته بالبعد المذهبي ، بات من المؤكد ان طموح الملالي تجاوز طموح كسرى ، واصبحت الدولة المزودة بثقل سياسي في طهران وثقل مذهبي ديني في قم غير قانعة بدولة المناذرة ، فقد تجاوز طموحها الى ضم دولة الغساسنة، بذلك تكون فارس قد كسرت شوكة العرب واخزتهم في كيانيهما القديمين "قبل الاسلام" ، ليس ذلك فحسب فهي على وشك الاستحواذ النهائي على لبنان كبديل تاريخي عن البيزنطيين ، كما توجهت نحو اليمن لإحياء عرقها الساساني ! هكذا تكون ايران قد عوضت جميع الامم التي هيمنت على الرقعة العربية ما قبل الاسلام ، فقد استرجعت سطوتها على العراق وحلت في سوريا محل الروم وفي لبنان محل البيزنطيين وفي اليمن محل عرقها الساساني .





وكتكملة لمشروع استرجاع المجد الفارسي وتوسعته ، اقدمت ايران على تنفيذ ثاني التحاماتها المباشرة مع الامة العربية حين اجتاحت حلب تحت غطاء الطيران الروسي ، ورغم انها قامت بالعديد من العمليات الدامية الاخرى الا ان مجزرة حلب تعتبر بمثابة الالتحام الثاني من حيث الحجم بعد التحامها مع الامة على الجبهة العراقية اين اندحرت طوال حرب الخليج الاولى و فشلت على مدى السنوات الثماني في التمدد داخل العراق باستعمال المراقد ككاسحات والمذهب كجرافة لتثبيت العنصر واعادة مجد الامبراطورية الفارسية انطلاقا من بوابة بلاد الرافدين التي جعل منها سعد ابن ابي وقاص منطلقا له نحو المدائن .. نحو الايوان .

فشل الجيش الفارسي في اجتياح العراق رغم حملاته التي سيرها تباعا وقوامها مئات الآلاف ، لكن ايران نجحت في اعادة استحضار التاريخ الفارسي الحافل بالمناورات والدهاء ، حين نشطت الانقلاب من الداخل العراقي وحركت دهاقنتها في تناغم وتقاطع وتلاقح مع القوى العالمية التي باشرت هجومها برا وبحرا وجوا ، لم تكن خطة ايران "اليوم"التي اعتمدت على المذهب لظرب وحدة عراق "اليوم" الا عملية استنساخ حرفية لخطة ايران الامس التي اعتمدت على الدهاقنة لظرب وحدة عراق "الامس" ، تلك حكاية قديمة جديدة ، وهي ايضا سلوكات ضاربة في عمق العقل الفارسي ، وحين نستذكر ما فعله رستم قبل مئات السنين سنقف على حقيقة المشهد اليوم : " شرَع رستم في إعداد خطَّة عسكرية لضرْب الوجود الإسلامي في العراق، تقوم على الاتصال بالدهاقين وأهل السواد، وتشجيعهم على التمرُّد والعِصيان، فاضطربتِ الأوضاع العامَّة في الحيرة، وغيرها من المناطق التي فتَحَها خالدٌ والمثنَّى؛ وذلك استجابةً لدعوة "رستم" من تاريخ الفتوحات الإسلامية - .

نجحت اذا ايران في اخضاع العراق وحولته من دولة رائدة الى خاصرة عميقة تخزن فيها ذخيرتها المذهبية وتشحذها للوثبة القادمة ، ثم هاهي تجْهز على حلب ضمن مفارقة عجيبة قد يفشل ارباب التحليل في تفكيكها ، كيف لا وهي التي سيطرت على العراق تحت غطاء الطيران الامريكي و استقدمت بعض وكلائها على متن مصفحات المارينز ، ثم هاهي اليوم تجتاح حلب تحت غطاء الطيران الروسي ! تسلمت بالأمس مفاتيح العراق من واشنطن واليوم تتسلم مفاتيح سوريا من موسكو !! تفعل ذلك بينما حوزتها الكبرى تصرخ بالليل والنهار تذكر الامة الاسلامية ان جيوش الولي الفقيه ستسحق الشيطان الأكبر وتدك معاقل الالحاد . سيزيد الوضع تعقيدا ويصعب حل المعادلة حين تعاودنا صورة بعض الشباب الايراني وهم يرقصون على نغمة الـــ"هابان" في العاصمة طهران ليلة سقوط بغداد ، كان ذلك بالتزامن مع امريكيين يرقصون في شوارع واشنطن ابتهاجا بسقوط العاصمة الابية ، حين سقطت بغداد رقص الحلفاء في بلدانهم ، اما حين سقطت حلب وغمرت شوارعها الدماء اختار الحليف الروسي الرقص مع حليفه الايراني ، رقص الجنود فوفوتشكا ومخييف ودمتري وماسكيف جنبا الى جنب مع ارشک و اپرويز واتابک و اورنگ ، رقصوا ليس بعيدا عن جماجم سمية وليلى وباسم وأحمد .

على وقع المذابح التي يرتكبها الدب الروسي والثعبان الفارسي في حلب ، اختار قطيع الذل وقوافل العبودية في تونس ممارسة ابشع انواع الفرح واكثره وقاحة ومجلبة للعار، يبتهجون بوقوع ماجدات حلب بين فكي ديمتري الذي وضع لتوه برميل الفوتكا في احشائه ، و ارشک الذي تمتع بسلمى الحلبية ذات 15 ربيعا بينما ذراعها مقطوعة واجهزتها الصغيرة تنزف بغزارة ، هذه الاوبئة المتونسة ، هؤلاء " بردگان و خدمتکاران فرانسه" ، ابتلانا بهم الله نتيجة تقصيرنا في تثبيت عرى الثورة ومن ثم كنسهم ، هذه الآفات ما زالت تتفنن في التخلص من جينات الآدمية وهي ماضية الى حد التخلص من الجينات الحيوانية ، وعندما يتخلص هؤلاء الاوباش من شبهة الدواب بعدما تخلصوا من شبهة البشرية ، حينها ستبقى لحومهم المحشوة بالحقد الكارهة للحياة التواقة للدم ، ستبقى اواني خصبة لجينات الشيطان الرجيم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 135401

Aziz75  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 16:06           
من المتسبب في هذه الجريمة بل قل الجرائم،العرب اولا ،يوم اندلعت الثورة في ايران،الغرب شجع صدام حسين للقضاء على الثورة الاسلامية و دفع بقية العرب فاتورة شراء الاسلام.المصائب و الخسائر و الهزائم سببها من؟ العرب. هذا الرهط من البشر كالحشرات السامة ،او الغير النافعة.اين المليرات من جميع الثروات من الخليج الا المحيط:في البنوك العربية .في شراء الفنادق و الفيلات الضخمة في كل انحاء المعمورة. ايران رغم الحيصار من طرف الاعداء و من يدعون اشقاء سخرت طاقاتها
للخروج من عزلتها و خوض حرب على كل الاصعدة، بناء الجامعات و المخابر العلمية، يوم احتفالها بدخول عالم الذرة،تحتفل تونس بصناعة الجعة ذو خمسة ليترات.ايران تدخل مغامرة غزو القضاء و العرب يضربون بعضهم البعض بالمليارات حتى لا تنجح اي ثورة في اي بلد.لم اسمع في حياتي ولو يوم واحد رجل دين او داعية او رجل سياسة له من سعة القلب وبعد النظر و الحنكة و الدهاء لجمع الفرقاء ،سنة و شيعة لجمع الشمل تحت راية واحدة. كل الهزائم سببها العرب.لذا لا تلوموا الغير بل
تلوموا انفسكم المريضة.الداء تعرفونه و الدواء موجود

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 12:08           
@Raouf Omrani
لقد تجاوزت كل الحدود. انشاء الله يحشرك ربّي مع صاحبك بشار.

Raouf Omrani  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 10:45           
بعد تحرير حلب الشهباء من رجس الارهاب التكفيري....يوم تبيض وجوه وتسود وجوهمرتزقة الدم امثال فيصل القاسم و عملاء المخابرات الغربية و الخوانجية المساطيك عاملين مناحة و تعالت اصواتهم عويلا و نواحا غايضتهم حال سكان حلب و يكذبو و يفشلمو و مهبطين صور قال شنوة النظام السوري يرتكب المجازر و ينتهك اعراض الاطفال والنساء والدليل مهبطين صور من من فيتنام ...ابكوا ابكوا لن ينفعكم البكاء مهما فعلتم ايتها الغربان الناعقه....لم يحركو ساكنا و لم يكن يعنيهم ما
قامت به العصابات الارهابية الماجورة في حق الشعب السوري فهم يعشقون الدم وهدم البيوت واغتصاب الشرف يعشقون هلاك الحرث والنسل كعشقهم للبطون والفروج.. اعلامكم اعلام العهر و تلفيق الاباطيل و الاكاذيب لن تنالوا شعرة من عزيمة الابطال البواسل و من تضحيتهم هم ماضون فى تحرير كامل سوريا من دنسكم سيسحق ابناوكم و يمزقون شر ممزق عن قريب ان شاء الله ما اشبه استغاثكم بنباح الكلاب مع احترامنا للكلب و وفاءه...!!!

Mandhouj  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 09:52           
هذه محاولات لفهم حقيقة الأحداث التي يمر بهالعالم اليوم .. العالم لا يتأثر بما يحدث في الشرق الوسط فقط .. العالم مشرف على فترة تاريخية قد تبعث به لفترة فاشية من نوع آخر .. العدالة الاجتماعية التي ينعم بها شعوب ما كان يسمى أوروبا الغربية مهددة .. و هذا له دلالات كبيرة عن نوعية التوجه الذي يشرف عليه العالم اليوم .. العالم العربي إذا أراد أن يكون فاعل إيجابي من أجل الإنسانية يجب أن يراجع نوعية علاقته بالوقت و بدور الانسان العربي ، بدور الانسان الذي
يقطن دول الجنوب افريقيا، أمريكا اللطينية و الجنوبية ، ... على الكوكب ..

مواقع الشعوب تبنى بالدور الذي تكتسبه على الكوكب .

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 08:59           
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل

Hedibg  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 08:42 | Par           
اظن السيد الكاتب الذي بره في استحضار الماضي البعيد نسب او تناسى الماضي القريب إلى درجة ان اوهمنا ان القواعد الأمريكية التي تم منهاغزو العراق هي في طهران وقم . وما ذنب ايران وروسيا أمام انبطاح الأعراب. يا عمي فيييييييق قد نتفق و نختلف مع اي كان ولكن لا يمكن ان نلوم من يتقن الفهم والإدراك للواقع ويقدر مصالحه بحكمة واستشراف

Mandhouj  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 08:01           
الجريمة أكثر من شنيعة و المجرم ليس واحد فقط .. ثم غياب الرؤية الثورية المتكاملة لفصائل المقاومة لم يساعد ثورة الشباب الطامحة للحرية للعدالة الاجتماعية و للستقلال في إسترجاع الأرض من العدو الصهيوني .. في سوريا الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و التعايش المذهبي و العرقي مرتبط إرتباط وثيق بتحرير الأرض .. هذا لم يفهموه الثوار (الجيش السوري الحر و لا غيره من فصائل مقاتلة) .. إن هم فهموه ، لكنهم لم يحسبوا له حساب كافي .. عمق مصالح النظام الدولي هناك
عظيم جدا ..

كنت مرة و مرات تكلمت عن التفكير الإستراتيجي الذي تعتمده إيران وهو ما يفتقده العرب .. نحن نعيش هذه الحالة من الزمن .. عبر علاقة الخليجيين بالوقت و بالانسان و بالثروة و الجغرافيا ..

الكلام يطول

الشعوب تنتصر

Machmoumelfol  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 07:04 | Par           
بعد هذه الجريمة...يجب طرد سفير ايران الارهابية.. واعتبار كل من يسافر اليها ارهابيا يعاقب وفق قانون الارهاب.

Mourad Jemni  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 04:24           
مقال ماضوي بامتياز لم يستطع فهم قدرة الايراني على محاورة الروسي كماالامريكي بل لم يعترف الكاتب بعجز و عقم الفكر العربي على النهوض

Incuore  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 03:36 | Par           
Falfoul هناك اختلاف إلا على بهامتك و نفاقك و فقدانك للإنسانية و خيانتك للعرب و عمالتك للمجرمين و للغزاة

Falfoul  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 02:07           
نعم لا يختلف عاقلان حول وجود جريمة في سوريا عموما وليس في حلب فقط ولكن يختلف الناس حول هوية المجرم
هل هو بشار
أم هو الجيش السوري
أم هم ما يسمى بالثوار
أم الدواعش
أم هم الذين سلحو وحرضو الشعب السوري على مقاتلت بعضهم البعض
في كل الحالاث الثابت أن تسليح الثوارة السوريون وإقدامهم على قتال الجيش السوري كان خطوة غير محسوبة ونقطة فاصلة في كل الكارثة التي حلت بسورية كان بيد المعارضة السورية نزع الفتيل و انقذ الشعب من الدمار لو أوقف قتال الجيش بعد اندساس التكفيريين و المرتزقة في ثورة داخلية لا تهم غير الشعب السوري و لكنهم ضيعو هذه الفرصة و استعانو بالغرباء على قتال أبناء شعبهم ...


babnet