Tunis2001 العرس المتوسطي ينطلق في تونس اليوم
3500 رياضي يمثلون 22 لعبة ومفاجآت في حفل الافتتاح
اكملت تونس استعداداتها لاحتضان الدورة الرابعة عشرة لالعاب البحر الابيض المتوسط التي تنطلق اليوم وتستمر حتى يوم السبت 15 سبتمبر (ايلول) تحت شعار «في تونس فرحة المتوسط».
وقد وجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عددا من الدعوات الى رؤوساء دول متوسطية عربية واجنبية لحضور حفل الافتتاح الذي يشرف عليه شخصيا والذي سيحتضنه ملعب «رادس» الذي يتوسط القرية المتوسطية التي انشئت خصيصا للالعاب وبلغت تكلفتها الاجمالية اكثر من 200 مليون دولار.
وقد ارتفعت في شوارع العاصمة التونسية اعلام الالعاب المتوسطية وكذلك اعلام الدول المشاركة في هذه الدورة التي بلغت رقما قياسيا حيث ستشارك 23 دولة محاذية كلها للبحر الابيض المتوسط باستثناء بلدين من خارج المتوسط وهما الاردن واندورا.
ويشارك في هذه الدورة التي تعد الاولى في الالفية الجديدة 3500 رياضي في منافسات تشمل 23 رياضة جماعية وفردية على غرار كرة القدم والسلة واليد والطائرة، بالاضافة الى السباحة والعدو وغيرهما وكذلك الرياضات والمسابقات الخاصة بالمعوقين.
وقد اعلنت اللجنة التونسية المنظمة للالعاب ان حفل الافتتاح سيكون مبهرا ومفاجئا، نظرا لما يمتاز به من ابداعات غنائية وفنية معاصرة واخرى لها علاقة بالتراث التونسي الاصيل.
وفي اطار حث الرياضيين التونسيين المشاركين في كافة الالعاب التي يبلغ عددها 23 رياضة فقد اعلنت جهات رسمية تونسية ان كل لاعب تونسي يحرز ميدالية ذهبية في الالعاب سوف يحصل على مكافأة مالية ضخمة تصل قيمتها الى حوالي 100 ألف دينار اي حوالي 70 الف دولار.
الالعاب المتوسطية 2001 تجند لها حوالي سبعة آلاف متطوع لتقديم الخدمات والارشادات الى كافة المشاركين وبشكل خاص في القرية الاولمبية وملعب 7 نوفمبر الذي يتوسط القرية ويحتضن جل التظاهرات الرياضية وسيكون بمثابة المحور المركزي للالعاب، بداية بحفل الافتتاح وحتى حفل الاختتام والذي تبلغ طاقة استيعابه 60 ألف مقعد منها 200 مقعد للمعوقين وهو مغطى تماما على مستوى المدارج ويضم مقصورة رئاسية (50 مقعدا) ومنصة رسمية (200 مقعد) ومنصة للصحافة (300 مقعد)، بالاضافة الى العديد من الخدمات الاخرى.
وقد انشئت القرية المتوسطية على مساحة 17 هكتارا وهي تضم ملاعب لكافة الالعاب الرياضية بالاضافة الى الف شقة لاقامة الرياضيين ومراكز طبية.
فعلى امتداد نصف قرن طافت هذه الألعاب معظم الدول المتوسطة، وحطت الرحال ست مرات في البلدان العربية، في الإسكندرية وبيروت وتونس والجزائر والدار البيضاء واللاذقية، قبل أن تعود مرة ثانية للعاصمة التونسية.
وإذا كانت حصيلة الدول العربية في هذه الدورة لا تتجاوز نسبة خمس الميداليات الموزعة خلال الدورات السابقة، حيث بلغت 984 ميدالية من أصل 5310، فإن الأثر العربي واضح في هذه التظاهرة، التي ظهرت إلى الوجود بمبادرة من المصري طاهر باشا الرئيس الأسبق للجنة الأولمبية المصرية، تلقاها ورعاها مواطنه نور الدمرداش، قبل أن يتولى رئاسة لجنتها الدولية لعدة أعوام اللبناني جورج غابرييل، الذي خلفه الفرنسي كلود كولار.
ويشار الى أن الدولة التونسية التي تراهن على شبابها، بذلت جهودا كبيرة لتوفير أقصى ظروف النجاح لهذه الدورة. فقد رصدت حوالي 200 مليون دينار تونسي لبناء منشآت رياضية وترميم أو توسيع منشآت قائمة، وأحدثت «القرية المتوسطية» في رادس بضواحي العاصمة وأطلقت عليها اسم «سابع نوفمبر»، تاريخ تولي زين العابدين بن علي مقاليد السلطة في بلاده. وتعتبر «القرية المتوسطية» القلب النابض لهذه الدورة، حيث ينتظر أن تأوي أكثر من ستة آلاف شخص بين رياضيين ومرافقين. وتتركز معظم المباريات بين تونس عاصمة البلاد، وبين رادس عاصمة هذه الدورة. فيما تجري مباريات كرة السلة في نابل، ومنافسات الغولف في الحمامات، وتجري تصفيات كرة القدم موزعة على ثلاث مجموعات بين مدن سوسة وبنزرت وصفاقس وتونس.
والدورات المتوسطية هي التجمع الاقليمي الوحيد الذي يضم دولا من ثلاث قارات معا هي تونس وليبيا والمغرب ومصر والجزائر من افريقيا، سوريا ولبنان من اسيا، وايطاليا وفرنسا واسبانيا وتركيا يوغوسلافيا وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة واليونان وقبرص والبانيا وموناكو ومالطا من اوروبا. اما الاردن واندورا فانهما دعيا الى المشاركة على الرغم من عدم وجودهما على حوض المتوسط. وتعتبر هذه الدورات مناسبة جيدة لكثير من الرياضيين لاختبار مدى استعداداهم لتحقيق انجازات على الصعيدين الاولمبي والعالمي لاحقا كما كان الحال مع الكثير في الدورات السابقة.
وتكتسب الدورة اهمية خاصة لانها تتزامن مع الاحتفالات بمرور 50 عاما على انطلاق هذه الالعاب، وقد مكنت تونس من تطوير البنى التحتية الرياضية حيث تم بناء الملعب الاولمبي «7 نوفمبر» في رادس ويتسع لـ65 الف متفرج، وملعب لالعاب القوى يتسع لـ5 الاف متفرج بالاضافة الى مسبح اولمبي وتجديد مجموعة من المراكز الرياضية.
ويؤكد رئيس اللجنة المنظمة العليا للالعاب الحبيب عمار «نريد ان ننظم العاب الامتياز، وما اقوله ليس شعارات في الهواء وانما سعي وتصميم كبيران من جميع الجهات المختصة لاخراج هذه التظاهرة الرياضية بابهى حللها».
واضاف «تولي تونس اهتماما كبيرا بهذه الالعاب وقد خصصت ميزانية كبيرة لبناء ملعب «7 نوفمبر» في رادس الذي يضم ملعبا لكرة القدم ومضمارا لالعاب القوى بالاضافة الى مسبح اولمبي».
وبحسب المدير العام للالعاب يونس الشتالي فان نجاح تنظيم هذه الدورة بامكانه دفع تونس الى التفكير في تقديم ترشيحها لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام .2010 وانفقت تونس نحو 260 مليون دولار لبناء الملاعب وترميم المنشآت الرياضية فقط.
وسيساهم حوالي 7 آلاف متطوع معظمهم من الطلبة في تنظيم هذه الالعاب، وسيقوم المتطوعون بدور هام وستكون التجربة اثراء لهم بحيث تسمح لهم بخوض تجربة فريدة في العلاقة بينهم وبين الرياضيين والرسميين.
وسيعمل هؤلاء في مجالات عدة منها الاستقبال والمتابعة الطبية ومرافقة مختلف الوفود والتوجيه في مكاتب ومراكز الاعلام.
وقد شارك المتطوعون في برامج تكوينية ادارها اختصاصيون في هذا المجال من تونس والخارج.
وسيكون الملعب الاولمبي «7 نوفمبر» في رادس (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة) مسرحا للجزء الاكبر من فعاليات دورة المتوسط في حين تجسد القرية المتوسطية التي تبعد امتارا قليلة عن الملعب، حرص اللجنة المنظمة على توثيق عرى الصداقة بين شباب البحر الابيض المتوسط، وتصميمها على توفير كافة انواع الراحة للمشاركين.
ويشكل الملعب الاولمبي وهو من تصميم المهندسين المحلي رياض البحري والهولندي روب شورمان (مصمم ملعب ارينا الخاص بنادي اياكس امستردام) النواة الاساسية للالعاب لانه سيحتضن حفلي الافتتاح والختام ونهائي مسابقة كرة القدم.
ويقع الملعب وسط اطار طبيعي خلاب لانه قريب من غابة رادس المكتظة بالاشجار مما يعطيه بعدا جماليا رائعا.
ويتسع الملعب الذي دشن بمباراة نهائي الكأس المحلية الشهر الماضي لـ60 الف متفرج سيتابعون المنافسات في ظروف ممتازة من حيث الرؤية من جميع الزوايا علما بأن مدرجاته مغطاة بالكامل.
وستركز في ارجاء الملعب 100 كاميرا منها 40 متحركة لمتابعة ادق التفاصيل في الملعب وفي المدرجات في حال حدوث اي اعمال مخلة بالنظام.
ويضم الملعب 24 شباكا لبيع البطاقات و40 مدخلا لتسهيل عملية دخول الجماهير، وقد خصص 200 كرسي متحرك للمعاقين ليأخذوا نصيبهم مثل بقية المتفرجين من الاستمتاع بالمنافسات.
وسيجد رجال الاعلام الذين سيتولون تغطية مختلف المنافسات كل التسهيلات المتوفرة في اكبر واشهر الملاعب العالمية من اجهزة اتصالات متطورة، كما ان التغطية السمعية والبصرية مضمونة ايضا بوجود كاميرات للتصوير التلفزي مركزة في اعلى نقاط الملعب بالاضافة الى ستوديوهات حديثة.
ولا يقل نصيب اللاعبين والحكام الرسميين عن البقية، من حيث اتساع غرف الملابس بالاضافة الى قاعة احماء ضخمة تضم الكثير من المعدات، ومركز للطب الرياضي.
ويشتمل الملعب ايضا على منصة رئيسية تتسع لـ50 مقعدا ومنصة رسمية تستوعب 200 مقعد ومنصة للصحافيين تضم 300 مقعد.
وبمحاذاة الملعب الاولمبي توجد ثلاثة ملاعب للتمارين احدهما ارضيته اصطناعية.
وهناك ايضا ملعب مخصص فقط لمنافسات العاب القوى خارج الملعب الاولمبي يتسع لـ5 آلاف متفرج بالاضافة الى مسبح اولمبي يتسع لـ3 الاف متفرج.
القرية المتوسطية اما القرية المتوسطية فهي الاولى من نوعها منذ انطلاق الالعاب عام 1951 في الاسكندرية، وهي نالت كل اشادة وتقدير من رئيس اللجنة الدولية لالعاب البحر الابيض المتوسط الفرنسي كلود كولار ومسؤولي الرياضة المتوسطية بعدما عاينوا ثمرة هذه الجهود من خلال زيارتهم للمنشآت الرياضية واطلاعهم على سير الاعمال.
وقال كولار: «القرية المتوسطية بادرة اولى تسجل بفخر لتونس ونموذج للروح الاولمبية».
وتعتبر القرية المتوسطية امتدادا للملعب الاولمبي لان المسافة بينهما لا تتخطى 400 متر وهي تضفي طابعا خاصا على المدينة الرياضية. وتضم القرية التي ستأوي نحو 4 آلاف رياضي ورياضية،1000 شقة تبلغ مساحة 30 في المائة منها 70 مترا في حين ان 70 في المائة تقدر لـ100 متر مربع. وستتحول هذه القرية الى مشروع ذي طابع اجتماعي حيث ان الشقق ستباع وتسلم الى مالكيها بعد نهاية الالعاب.
ولا شك ان التحضيرات لاحتضان هذه التظاهرة التي تضم رياضيين من ثلاث قارات هي في مستوى الطموحات التي وضعتها اللجنة المنظمة وتتمثل في كسب الرهان من خلال تنظيم افضل العاب على الاطلاق. وسيتم اعتماد مركز اعلامي رئيسي يتسع لاكثر من 100 موقع عمل وهو مجهز بافضل التقنيات الحديثة من خطوط هاتف وفاكس وانترنت وبنك للمعلومات اضافة الى مجموعة من الخدمات كالبريد والمصارف والطيران ...الخ.
ولن يكون المركز الرئيسي الوحيد في البطولة، بل تم حجز 3 فنادق مخصصة لاقامة رجال الاعلام بالاتفاق مع اللجنة الدولية لالعاب المتوسط، بالاضافة الى 20 مركزا اعلاميا ثانويا احدها في القرية المتوسطية.
والهدف من اعتماد مركز اعلامي في القرية المتوسطية هو تسهيل مهمة الصحافي للقيام باجراءات المقابلات والاحاديث مع الرياضيين المشاركين بحيث يتسنى له توجيه رسائله مباشرة من دون تأخير.
واختارت اللجنة المنظمة تعويذة الدورة، التي ستقام تحت شعار «في تونس، فرحة المتوسط».
والتعويذة التي انجزها الفنان شكري الشريف وهو ايضا صمم شعار الدورة، اختير لها اسم «شوشو» التي تعني محليا الانسان المرح الذي يجمع على حبه وتبجيله كل المحيطين به.
واعطى المصمم الفني لهذه التعويذة شكل طفل رياضي مرح يتقد حيوية ونشاطا ويطلق يديه مرحبا بالضيوف ببشاشة، مجسما قيم كرم الضيافة وحسن القبول التي تعرف بها تونس متوسطيا ودوليا.
وتنسجم ملامح الطفل البشوش مع قسمات وجهه في تعبير ايحائي يؤكد ان تونس الخضراء ستكون بمثابة الفضاء الرحب والحضن الدافىء لرياضيي المتوسط بمناسبة الدورة الخمسينية.
وقد انتعل «شوشو» حذاء رياضيا لونه من زرقة البحر المتوسط ورسم على صدره كرة حمراء يغطيها علم البلاد.
وتوج المصمم رأس «شوشو» بقبعة تقليدية اصيلة تعرف في تونس باسم «الشاشية» تبرز عمق اصالة تونس.





Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 911