فيلم "هجرة" للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين : طرح سينمائي لصورة المرأة وصراع الأجيال
بعد تتويجها بالتانيت البرونزي سنة 2019 في الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية، عن فيلمها الروائي الطويل الأول "سيدة البحر"، تعود المخرجة السعودية شهد أمين إلى تونس لتقدم لجمهور الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية، ضمن المسابقة الرسمية، فيلمها الجديد "الهجرة"
الذي تم عرضه يومي الثلاثاء والأربعاء في تونس العاصمة بحضور عدد من أبطال العمل.
"هجرة" هو الفيلم الروائي الطويل الثاني في رصيد المخرجة، وهو من بطولة خيرية نظمي ونواف الظفيري ولمار فادن.
الذي تم عرضه يومي الثلاثاء والأربعاء في تونس العاصمة بحضور عدد من أبطال العمل.
"هجرة" هو الفيلم الروائي الطويل الثاني في رصيد المخرجة، وهو من بطولة خيرية نظمي ونواف الظفيري ولمار فادن.
هذا العمل الذي اختارته هيئة الأفلام السعودية لتمثيل المملكة العربية السعودية رسميا في سباق جوائز الأوسكار الـ98 عن فئة أفضل فيلم دولي، يطرح مجموعة من القضايا المتعلقة بالمرأة ودورها في المجتمع والعائلة تحديدا، ودفاعها عن حريتها، كما يتناول مسألة صراع الأجيال ويسلط، في الأثناء، الضوء على قصص المهاجرين الذين استقروا في المملكة العربية السعودية بعد أدائهم لفريضة الحج.
ينطلق الفيلم الذي يستغرق 114 دقيقة، من مدينة الطائف، حيث تخرج الجدة "سيتي" وحفيدتيها في رحلة جماعية للبقاع المقدسة قصد حج بيت الله، ولكن في الأثناء ومع الوصول إلى مكة تختفي الحفيدة "سارة" ذات الـ18 سنة، وتبدأ معاناة الجدة والحفيدة الثانية "جنى" ذات الاثنتي عشرة سنة، رحلة البحث عنها رفقة سائق الشاحنة "أحمد"، الذي كان يبيع للحجيج المياه العادية على أنها ماء زمزم.
وبين الدراما التي لا تخلو من الكوميديا أحيانا، تتعقد العلاقات بين الطرفين في البداية حيث تقوم على الانتهازية والمصلحة قبل أن تتحول لاحقا إلى علاقة صداقة وصلت إلى حد توفير الجدة أموال الديون (الكفالة) التي يتوجب على السائق دفعها حتى لا يقع طرده من المملكة باعتباره مخالفا للقانون، بعد أن تركهما في البداية وسط الطريق، يواجهان مصيرا مجهولا، إثر حصوله على أجرة السياقة.
وفي عملية البحث عن الحفيدة الهاربة من العائلة والباحثة عن حريتها، تنتقل المخرجة بالمشاهدين من مكة إلى الصحراء الشاسعة وجبال "تبوك"، لتقدم من خلال هذا العمل لا فقط قصة تشبث المرأة بأحلامها، وتوقها نحو الانعتاق من سلطة الأب والجدة والعائلة عموما، بل كذلك صورة المرأة المؤتمنة على العائلة، المتشبثة بجذوها والمثقلة بماضيها (من خلال حكايات الجدة للحفيدة واستحضارها لرحلاتها مع والدها في طفولتها نحو مكة وما كانت تتعلمه منه في علاقة بفهم حركات النجوم ودلالاتها...). وتروي شهد أمين من خلال الصورة السينمائية كذلك جغرافية المكان والزمان لتقدم عبر هذا العمل الذي صور في ثماني مدن سعودية، عديد القضايا التي كان يعيشها المجتمع السعودي بدءا من المهاجرين الذين لا يمتلكون وثائق هوية، مرورا بصراع الأجيال بين جيل متمسك بالماضي وجيل جديد يرنو إلى الحرية ويرفض القيود التي تضعها العائلة والمجتمع.
فيلم "الهجرة" تم عرضه في عدة مهرجانات وتوج بجائزة "نتباك" لأفضل فيلم آسيوي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2025 وحاز جائزة اليُسر في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025 كما توج بجائزة أفضل فيلم سعودي ضمن جوائز فيلم العلا في المهرجان نفسه.





Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 320450