الدورة الأولى لمهرجان "أرض الفن" الدولي بسيدي بو سعيد : هضبة الأولياء الصالحين تتحول إلى مرسم مفتوح للفنانين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/628781e3779f25.03641684_gmqohjpnkflei.jpg width=100 align=left border=0>


وات - ستكون قرية سيدي بوسعيد الساحرة بالضاحية الشمالية للعاصمة، قبلة لحوالي 70 فنانًا تونسيا وأجنبيا من حوالي 20 بلدا منها إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والجزائر والمغرب ولبنان وتايلاندا، سيشاركون في الدورة الأولى لمهرجان "أرض الفن" الدوليLand ART الذي ستقام فعالياته أيام 10 و11 و12 جوان القادم.

وتستهلّ التظاهرة مساء يوم 10 جوان من قصر بلدية سيدي بوسعيد ومن الحديقة المتوسطية المحاذية لقصر البلدية، حيث سيتم تكريم المشاركين، بمنحهم عدة جوائز منها "جائزة سيدي بوسعيد الكبرى للفنون" و"جائزة الفنان العالمي" و"جائزة المسيرة الفنية" و"جائزة النقاد الدولية بمدينة سيدي بوسعيد" كما سيتم إسناد "شهادة الصداقة والتعاون" وشهادة الشرف الدولية".





هذه التظاهرة أسستها الفنانة الشابة سناء بناني، بمساعدة الجمعية الدولية "فكر حر" (Esprit Libre) وبمساهمة بلدية سيدي بوسعيد، وهو تصور يقوم بالأساس على فسح المجال للفنانين للتعبير الحر بأساليب فنية متنوعة تتماشى مع خصوصية مدينة سيدي بوسعيد الثقافية والمعمارية، بهدف الخروج من الإطار الكلاسيكي للتظاهرات، إلى فضاء خارجي رحب مفتوح، حيث تنتفي الأسوار والحواجز. فالتصوّر العام للمهرجان يرتكز على المراوحة بين الفضاءات الداخلية والفضاءات الخارجية لتمكين المبدعين من التواصل مع عامة الناس أثناء إنجاز أعمالهم الفنية.

وهل يوجد مكان أجمل من سيدي بو سعيد؟ قرية شيدت على هضبة تطل على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وها أن هذا المهرجان يأتي ليزيدها سحرًا وبهاءً. فهذه القرية الخلابة بمناظرها الطبيعية الرائعة وهندستها المعمارية الفريدة لطالما جذبت إليها الفنانين والمبدعين ومثلت مصدر إلهام لهم، فكانت ولا تزال تستقطب الشعراء والرسامين والموسيقيين والكتّاب من جميع مناطق العالم، ومن بينهم الرسام الألماني "بول كلي" والروائي الفرنسي "غوستاف فلوبار" والشاعر الفرنسي "ألفونس دو لامارتين" وغيرهم.

ومن الفضاءات الداخلية التي ستشملها أنشطة المهرجان، فضاء بلدية سيدي بوسعيد الذي يعود إحداثه إلى سنة 1893، حيث سيتم عرض مجموعة من إبداعات الفنانين المشاركين.

تقول سناء بناني، في حديثها لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) : على مدى كامل فترة المهرجان سيتم تخصيص هضبة سيدي بوسعيد على امتداد شارع الطيب المهيري لفائدة الفنانين المشاركين، حيث سيتحول الفضاء إلى ورشات رسم في الهواء الطلق يوميا من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا. وبالتوازي مع الأنشطة التي ستقام في الفضاءات المفتوحة، تم إعداد برنامج فني يتضمن أنشطة متنوعة منها عروض للعزف على آلة الكمان وعروض كوريغرافية وحفلات موسيقية وعروض للعيساوية وخرجة سيدي بوسعيد الشهيرة التي تستقطب سنويا (منتصف شهر أوت من كل عام) أعدادا هائلة من المريدين والجمهور الذي يأتي من عديد المدن عند تنظيم "الزردة" أو "الخرجة" وما يرافقها من احتفالات وطقوس تقام تبرّكا بأولياء الله الصالحين، وتحديدا بسيدي بوسعيد الباجي الحارس الروحي لهذه المنطقة وأهاليها وفق الاعتقاد السائد.
ومن أهم مميزات هذه الدورة التأسيسية بحسب سناء بناني حضور أسماء فنية كبرى على غرار الفنان الإيطالي الشهير "جيرولاموبالميزي" الذي اختار أن يشارك بمنحوتة قيد الإنجاز تحمل عنوان "لا بيكولا سيسيليا"، وهي منحوتة أرادها الفنان تكريما منه ومن كافة سكان جزيرة صقلية الإيطالية لتونس تقديرا وعرفانا لما وفرته من أمن وترحاب للمهاجرين الذين قدموا إليها منذ فترة الحضارة القرطاجية وحاكمتها عليسة أول ملكة في البحر الأبيض المتوسط. وسيتم إعداد شريط فيديو للتعريف بهذا المشروع ليُعرض لأول مرة بمناسبة المهرجان.

ويعتبر جمال شوقي المهداوي، وهو فنان تشكيلي مساهم في هذا المشروع ، أن هذا الحدث ذا الطابع الدولي سيكون فرصة للجمع بين تشكيليين من مدارس فنية ومشارب مختلفة سيحتلون فنيا هضبة سيدي بوسعيد ويطلقون العنان لمخيلاتهم ولأفكارهم الحرة في الرسم والإبداع. ويقول في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء : أعتقد أن هذه التظاهرة هي فرصة هامة لإعادة الديناميكية للحركة الثقافية بعد سنتيْن متتاليتيْن من الركود بسبب وباء كورونا، لذلك من المهم توفير جميع الوسائل المادية واللوجستية اللازمة لإنجاح هذه النسخة الأولى من مهرجان "أرض الفن" الدولي الذي يعتبر في "مهمة إنقاذ" على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وفق قوله.

ويعتبر مهداوي أن هذه الأيام الثلاث ستكون فرصة لعودة الروح مجددا لهذه المنطقة التي عرفت ركودا في السنوات الأخيرة، بفضل الفنانين "المنقذين" الذين سيحلون بيننا ليتقاسموا تجاربهم مباشرة مع الجمهور الواسع.

وتحدث خليل الشريف رئيس بلدية سيدي بوسعيد، الشريك الأساسي في تنظيم هذا المهرجان، فأكد لـ"وات" أن بلدية المكان قد استعدت جيدا لهذه التظاهرة لضمان حسن سيرها ونجاحها ليصبح المهرجان موعدا سنويًا قارا وهاما، على شاكلة التظاهرات التي تنظمها بلدية باريس في حي "مونمارتر" بفرنسا. وأشار إلى أن بلدية سيدي بوسعيد لطالما عملت على دعم الأنشطة الثقافية والسياحية لا فقط من أجل تنشيط سيدي بوسعيد ثقافيا وسياحيا بل كذلك حرصا على تحريك الدورة الاقتصادية بها.

وأضاف أن البلدية ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بالتعاون السلط الأمنية من أجل تامين حسن سير المهرجان والسهر على راحة الزائرين في الشوارع والأزقة والممرات المخصصة للمترجلين، وفي الفضاءات المغلقة التي ستحتضن المعارض وهي فضاء "بلو بلو" (دار الدلاجي سابقا) و"رواق الهادي التركي" و"قصر البلدية" إلى جانب الفضاء المفتوح "حديقة البحر الأبيض المتوسط".

وفي انتظار انطلاق فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "أرض الفن" الدولي، بدأ الفنانون في التوافد على سيدي بوسعيد لاستكمال ملفات مشاركاتهم وهي فرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة للمدينة الهادئة المطلة على خليج تونس، ولا سيما حديقة البحر الأبيض المتوسط، والموقع البلدي السابق "حديقة عين طاسات" هذا المعلم المميز لسيدي بوسعيد والذي تم ترميمه كجزء من مشروع تعاون بين تونس وإمارة موناكو.

وفي أجواء تطغى عليها مشاعر الفرح الممزوج بالحماس والتطلع لتبادل التجارب والأفكار، يلتقي الفنانون التشكيليون، القادمون من عديد البلدان، بداية من يوم 10 جوان 2022 ليستفيدوا من زرقة سماء سيدي بوسعيد وصفائها ومناظرها الطبيعية الخلابة وليتركوا، كما ترك كبار الفنانين العالميين، بصماتهم من خلال أعمالهم الإبداعية المنجزة في شوارع سيدي بوسعيد بمناسبة هذا المهرجان، الذي يخرجهم من جدران المرسم المغلق.
ويقول الفنان جمال شوقي المهداوي إن شعور الفنان وسعادته وهو ينتج عمله الإبداعي في الشارع ومباشرة أمام أعين الجمهور، متعة لا تضاهى.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 246646


babnet
*.*.*
All Radio in One