استقالة نور الدين الطبوبي: قراءة في الدلالات والمسارات الممكنة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/694adebd5522d1.17783841_hqmoigjnpkfle.jpg width=100 align=left border=0>


أكد الأمين العام المساعد والناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، اليوم، إيداع الأمين العام نور الدين الطبوبي استقالته بمكتب الضبط، في خطوة أعادت إلى الواجهة أزمة داخلية تتفاعل منذ أسابيع داخل المنظمة الشغيلة. ووفق الطاهري، فإن الاستقالة لا تُفعَّل آليًا، إذ يفرض النظام الداخلي دعوة المعني بالأمر خلال 15 يومًا للاستفسار عن الأسباب ومحاولة ثنيه عنها، قبل أن تصبح نافذة في حال التمسك بها.

في هذا السياق، قدّم الصحفي والمحلل السياسي مراد علالة، في مداخلة على إذاعة الديوان، قراءة معمّقة في خلفيات الخطوة وانعكاساتها، معتبرًا أن الاستقالة لم تكن مفاجئة بقدر ما كانت متوقعة في ظل تراكم الخلافات داخل المكتب التنفيذي، ولا سيما حول موعد المؤتمر المقبل وطريقة إدارته.





أزمة أعمق من استقالة

يرى علالة أن الأزمة الراهنة هيكلية وديمقراطية داخل المنظمة، وتتجاوز شخص الأمين العام، مشيرًا إلى تداخل الأدوار بين النقابي والسياسي خلال السنوات الأخيرة، وما ترتّب عنه من ارتباك في موقع الاتحاد ووظيفته الأساسية. ولفت إلى أن الخلافات الداخلية وتباين الحسابات بين الهياكل والقطاعات عمّقا منسوب التوتر وأضعفا الانسجام داخل “العائلة النقابية”.

الاستقالة كورقة ضغط

وصف علالة الاستقالة بأنها آخر أوراق الضغط المتاحة للأمين العام في محاولة لفرض مسار محدد، خصوصًا في ما يتصل بعقد مؤتمر استثنائي مطلع 2026 بدل انتظار الآجال العادية. غير أنه حذّر من تأبيد الأزمة عبر التمسك بالمواقع أو الذهاب إلى مواجهات داخلية أو مع السلطة، معتبرًا ذلك خيارًا مكلفًا للمنظمة والبلاد.

المؤتمر… بوابة الخروج

شدّد المتدخل على أن الحل يمرّ عبر مؤتمر وطني يُجدد الشرعيات ويعيد ترتيب البيت الداخلي، داعيًا إلى نقد ذاتي مسؤول وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الفردية. واعتبر أن الاتحاد، بما يملكه من رصيد بشري ونقابي، قادر على إنتاج قيادة جديدة تُواكب المرحلة وتستعيد الدور الاجتماعي والوطني للمنظمة.

الرهان الوطني

ختم علالة بالتأكيد على أن الاتحاد مكسب وطني لا يخص النقابيين وحدهم، وأن الحفاظ على قوته وتماسكه يخدم السلم الاجتماعي والاستقرار العام. كما دعا إلى تعامل مسؤول من جميع الأطراف مع الأزمة، بما يضمن عودة الاتحاد إلى دوره الطبيعي كقوة اجتماعية مستقلة، فاعلة، ومُوحِّدة.

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 320734

babnet