النائب عبد الستار الزارعي: ما يحدث اليوم امتحان مصيري لتونس… ونحن مع الشعب وضد الفساد مهما كان الثمن
في مداخلة في جلسة عامة اليوم للحوار مع الحكومة حول "الأوضاع بجهة قابس" عبّر النائب عبد الستار الزارعي عن مخاوفه العميقة إزاء تفاقم الأزمة البيئية والاجتماعية في ولاية قابس، معتبرًا أن ما يحدث في الجهة ليس مجرد وضع بيئي معزول، بل هو مؤشر خطير على فساد مُتجذّر وتهديد مباشر للسلم الاجتماعي في كامل البلاد.
“الشعب صابر من أجل تونس… وليس لأن الأمور بخير”
“الشعب صابر من أجل تونس… وليس لأن الأمور بخير”
استهل النائب كلمته بالدعاء والاستنجاد بالله لتثبيت الحق، مؤكدًا أن صبر الشعب التونسي ليس ضعفًا بل إيمانًا منه بقدسية الوطن وضرورة إنقاذه مهما كان الثمن. وقال:
“الشعب التونسي صابر، وهذا الصبر ليس من فراغ… هو صبر من أجل تونس ومن أجل مستقبل أبنائه.”
تحميل صريح للمسؤولية واتهام بغياب الإرادة السياسية
وجّه النائب انتقادات مباشرة للحكومة، مشددًا على أن الفساد المستشري وسوء الإدارة هما السبب الرئيسي للوضعية الكارثية في قابس، وأضاف:“الحكومة لا يمكنها اليوم تغطية عين الشمس بغربال… الفساد والهموم كثرت، والشعب على حافة الانفجار.”
دعوة لحماية السلم الاجتماعي والتحذير من المؤامرات
لم يخفِ النائب مخاوفه مما وصفه بـ"مخططات خارجية تستهدف الدولة"، مؤكداً أن الحفاظ على الاستقرار واجب وطني مشترك، داعيًا إلى قطع الطريق أمام من وصفهم بـ"الخونة والعملاء".وقال:
“هناك مؤامرة على تونس… لكن بفضل وعي الشعب وبفضل تمسكنا بالدولة الوطنية لن تسقط تونس بإذن الله.”
قابس رمز لمعاناة كل الجهات التونسية
أكد النائب أن الأزمة في قابس هي “جرس إنذار” لبقية ولايات الجمهورية، محذرًا من أن التلوث والنفايات والاختناق البيئي طالت كل المدن، من الشواطئ إلى الأودية والطرقات، قائلاً:“تونس اليوم ليست مخنوقة بالغازات فقط… بل مخنوقة بالنفايات والفساد وقلة الحوكمة.”
و شدد النائب الزارعي على ضرورة اتخاذ قرارات جذرية وشجاعة، قائلاً:
“نحن مع الدولة الوطنية… لكننا سنظل دائمًا إلى جانب الشعب. والرسالة واضحة: إمّا إصلاح حقيقي أو مواجهة غضب الشعب الذي لن يسكت بعد اليوم.”
دعوة صريحة إلى إصلاح عميق يبدأ من أساس الدولة
وفي مقطع حادّ ومباشر، قال النائب:“أنا نقول واقترح على رئيس الجمهورية أنه اليوم وقت اللي يغير الوزير لا يجب أن يغير وزير فقط، يجب أن يغير ابتداء من الشاوش… المرة اللي فاتت قلت له ‘اقلع وأبعد الجحيم كل من تسوّل له نفسه خيانة تونس’. البعض اتهمني بأني باش ندخل الحبس… ندخل الحبس ما يسالش، لكن من أجل تونس مستعدين نستشهدوا.”
وأضاف أن هذا الموقف ليس تصعيدًا شخصيًا بل “رسالة واضحة” لنظام 25 جويلية، مفادها أن الإصلاح الحقيقي يتطلب إرادة سياسية صلبة وقطعًا مع كل أشكال الفساد والمحسوبية.
وشدد الزارعي على ضرورة منع الانزلاق نحو الفوضى، محذرًا في الوقت نفسه من استغلال بعض الأطراف للأزمة لتحقيق غايات سياسية أو خارجية، مؤكدًا:
“هناك مؤامرة على تونس… لكننا لن نسمح بإسقاط الدولة. نحن مع الشعب، ومع الدولة ما دامت وطنية، وسنظل دائمًا إلى جانب الحق.”
وختم النائب كلمته بالتأكيد على أن أزمة قابس هي امتحان حقيقي للحكومة وللنظام السياسي بأكمله، داعيًا إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان:
“هذا امتحان لنا ولكم… وإنقاذ تونس يتطلب قرارات شجاعة لا وعودًا فارغة.”
27°
18°
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 316972