رقوج ... عجّة بالشامية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65f406677edcc2.20500746_olnpjqihmfkge.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني


مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لتصنيع التأييد ...موش كان في السياسة بل حتى في المجال "الثقافي"
...

لعبة نسبة المشاهدة وحساباتها قاعدة تتلعب في الفيسبوك وهذا معطى يعرفوه المنتجين والمخرجين
ينجم يكون عمل فني محترم ...يتكسّر في الفيسبوك

وينجم يكون عمل ضعيف ...ويتخدم عليه في المجموعات الفايسبوكية ...يولي عمل ناجح واللي سمّاك غناك
وهذا فيه خدمة على سيكولوجية المشاهد
لأن الإنسان انطباعي ويتأثر بالمجموعة ...ويتأثر بالآراء المسبقة والأحكام
مثلا ...انت كمواطن لما تمشي في الشارع وتلقى "حضبة" ...فضولك باش يقلك أدخل شوف الحضبة ...ممكن ياسر تلقاهم يشرو في بضاعة ماهيش من اهتماماتك ...لكن لما تلقى الناس الكل تشري وتتخاطف فيها ...تولي تشري حتى أنت
مثال آخر ....انت على طاولة الفطور ...وقالتلك أمك (أو زوجتك) أن الفطور ماجاش باهي ...
إنت وقتها سايي خذيت رأي مسبق وموش باش يعجبك الفطور حتى ولو كان هو فطور باهي
والعكس صحيح
يبدا فطور حاشى نعمة ربي وأمك تقلك عملت فطور قمقوم ...وقتها باش تركبّها لروحك أنه طبق لا قبله ولا بعده
وقس على ذلك في كل شي
هذا هو الإنسان يتأثر بالأحكام المسبقة وعنده قابلية للعدوى الفكرية وينساق وراء المجموعة بحثا عن الأمان النفسي
في رمضان كل عام تنشط مجموعات فيسبوكية تخدم لصالح مسلسلات
مثلا لاحظتها في كل رمضان ...ثما مجموعات وصفحات تخدم لصالح مسلسل عبد الحميد بوشناق ...تنجم تكون تخدم بعفوية من طرف معجبيه

ويبدو يروجو للمسلسل على أساس فلتة وأن المخرج عبقري وسابق عصره وأنه من عالم آخر وأكبر من تونس وعشقة وتنهيدة وبنّة وغيرها من المصطلحات العاطفية المشحونة
يحسسوك انك ماكش "عميق" وماتفهمش وبالتالي تضطر باش تتفرج وانت عندك قابلية مفرطة أن المسلسل باش يعجبك وتبدا تبرر في حاجات ماتعجبكش وتقول لعل هذاكا الفن وأنا مانفهمش ولازمني نواكب التطور ...ياخي باش نفهم خير من مئات الفيسبوكيين !

وبعدها تلقى روحك آليا من جماعة "عشقة وتنهيدة" وتحكي على المسلسل بكل جوارحك وتحكي عل العمق الدرامي اللي فيه وإبداع المخرج وأي شخص يقلك ماعجبنيش المسلسل تهاجمو وتقلو انت ماتفهمش والمسلسل أكبر من مخك التافه ...وهو في حقيقة الامر إنت اللي انسقت وراء الموجة وتحب تلعب فيها إنك تفهم في الفن والمسرح والعمق الفني والمباشراتية والتلميح والتورية وهاك الفازات وانت في الحقيقة مركّبها لروحك لأنك تأثرت بالمجموعة أو ما يعرف بضغط النظائر

توة ثما مسلسل اسمه قربوج والا رقوج

تفرجت فيه حلقتين ...تحسه عجة بالشامية ...تحس روحك تحلم في حلمة بعد العصر
لهجة الشمال الغربي مكسرة على ناس أشبه ما يكون بالغجر وموسيقى متاع فلامنغو والا متاع الهونولولو وواحد لسانه مقصوص وواحد ضارب في مخو ووحدة معقدة ...الحاصل توليفة غريبة لا فيها لا راس لا ساس

الله غالب مانيش عميق وما يعجبنيش ها التخليط هذا
وراهو النوع متاع المسلسلات هذا ماهوش إبداع من المخرج ...

هذا نمط انتشر في الثمانينيات في الغرب في إطار فلسفة "ما بعد الحداثة" ...وتعرف بيه مخرج صربي اسمه إمير كوستوريستا ...اللي يمزج بين العبثية والكوميديا والموسيقى الغريبة في مشهد واحد ...لكن هذاكا يخاطب في جمهور معين وعنده نظرة فلسفية ومتأثر بهيغل وعنده رؤية متكاملة وعمل ثورة في الإخراج ...لكن في تونس ماهوش جوّنا ...

وبربي الجماعة اللي يضربو على مسلسل قربوج والا درا شنوة ...وها المجموعات... اللي يهبط منشور يتفضل يفسرلنا الإبداع وين وينورنا لعل يقنعونا ويرفعو علينا الجهل الثقافي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 283979


babnet
All Radio in One    
*.*.*