هم لا يرغبون في إسقاط النّهضة من الحكم!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/60393fa6c80aa8.82304875_hqmjflkpoinge.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

حلّ النّهضة.. سجن النّهضة.. محاسبة النّهضة.. منع النّهضة.. إسقاط النّهضة.. نقوم ما نلقاش النّهضة.. سيخرج عاريا للنّهضة.. ستتعرّى يوم مسيرة النّهضة...... وأقوال أخرى غصّت بها الخمس الأواخر من شهر 27 فيفري! شُهر شَهر فيفري.





كثيرون هم الذين خُدعوا في التوصيف، حتى بعض أنصار النّهضة يعتقدون أنّ هدف خصوم الحركة هو إسقاطها من السلطة! بينما هي أسقطت نفسها وحيّدت نفسها وأبعدت نفسها، أسقطت نفسها حين قبلت بالخروج من الحكم سنة 2013/2014 حتى تحمي التجربة، وحيّدت نفسها حين قبلت بمشاركة رمزيّة مع منظومة 2014 وتنازلت عن السلطة لضمان استمرار التجربة، وأبعدت نفسها بعد انتخابات 2019 حين قبلت بحكومة تكنوقراط وتخلّت عن حقّها ولم تدخل في سجال دستوري مع الرئيس بعد مسرحيّة قرطاج بين الفخفاخ والطبوبي وسعيّد.

إذا مشكلتهم ليس إبعاد النّهضة عن السلطة فقد أبعدوها أو ابتعدت لثلاث مرّات في ظرف 10 سنوات، بمعدل مرّة ونصف في الدورة الواحدة! وهم يدركون أنّ النّهضة داعمة للسلطة وليست سلطة، يدركون أيضا أنّها تقود التجربة ولا تقود الدولة، وأنّها ليست أحشاء وأعضاء وأمعاء.. بل هي الهيكل الواقي، السور الذي يتحمّل القصف بدل التجربة وأصالة عن الثورة.

إذا هم لا يبحثون عن إسقاط النّهضة من السلطة، ببساطة لأنّها ليست في السلطة، وإنّما يعملون على إسقاط النّهضة من مرتبة الحزب الأوّل في البلاد، يريدون منعها من الفوز وإزاحتها من المقدّمة.. وكلّ فصيل يمنّي نفسه بالتسيّد! بالريادة، والريادة تعني السلطة مباشرة وبلا تفكير، فكلّ الأحزاب ليست النّهضة، والذي يفوز سيحكم وبقوّة وبلا تردّد وإن راجعه أحدهم سيتّهمه بالجنون! كيف تُراجع حزبا فاز في الانتخابات؟ هل فاز ليلعب؟ وتلك هي الحقيقة التي انتهجها النداء حين فاز بأقل من نصاب النّهضة سنة 2011، واعتلى منصّات الدولة برّا وبحرا وجوّا، باردو/ قرطاج/ القصبة، ولا أحد جادله في ذلك أو أنكر عليه أو اتهمه بالتغوّل! انتصر، يحكم، تلك من بديهيّات الديمقراطيّة، لكنّها ستصبح الاستثناء فقط إذا تعلّق الأمر بنهضة تونس أو بمرسي مصر، هناك تنتصر تعني تتنحّى! تعني تفوز لكي لا تحكم، تعني تتصدّر وتترك مكانك لـ الثالث أو الرابع أو الخامس.. أو السّابع أو الثامن أوالثكنــــــــــــة!


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 221365

Potentialside  (Tunisia)  |Samedi 27 Février 2021 à 09:04           

Mnasser57  (Austria)  |Samedi 27 Février 2021 à 05:16           
قول الحق يزعج البعض مع الاسف الشديد

RESA67  (France)  |Samedi 27 Février 2021 à 00:38           
Article stupide vantant Ennahdha comme d’habitude et une fois qu’on l’a lu on se dit qu’on a perdu 2 minutes de sa vie sur un article de Babnet


babnet
*.*.*
All Radio in One