بلد الخيانات .. والمبادرات

بقلم : مالك الصيّاحي
بنَى التيّار موقفه الجبان والغادر ،عندما أخلّ بما اتفق عليه ضمن مبادرة جوهر بن مبارك و الحبيب بوعجيلة، على أن النهضة لا يمكن الثقة بها بالرغم من أن رئيس الحكومة المكلّف السّابق الحبيب الجملي أعطاهم ما يرغبون به من ضمانات.
بنَى التيّار موقفه الجبان والغادر ،عندما أخلّ بما اتفق عليه ضمن مبادرة جوهر بن مبارك و الحبيب بوعجيلة، على أن النهضة لا يمكن الثقة بها بالرغم من أن رئيس الحكومة المكلّف السّابق الحبيب الجملي أعطاهم ما يرغبون به من ضمانات.
لن أناقشهم في ثقتهم في النهضة من عدمها فهذا موقفهم ويخصّهم، ولكن كان من الأسلم لهم وللمسار أن لا يطلبوا ضمانات يعلمون مسبقا أنّها غير كافية .. وهو ما من شأنه إضاعة وقت إستغله قلب تونس و تحيا تونس وغيره ممّن لا يمتّون للثورة بصِلة.
اليوم .. يكتوي التيّار بنار تخبّطه، وفي الوقت الذي لم يشأ أن يُسنِد ظهره للنهضاوين، جاءته الطعنة من حركة الشعب حليفه الجديد الذي لم يسأل عن أصله وفصله عندما وضع يده في يده .. فوقتها كان آل عبّو لا يهمّهم إلا التنكيل بفرصة النهضة في تكوين حكومة.
حركة الشعب اليوم تعود إلى صفّها الحقيقي .. صفّ المتملّقين لل"نبلاء" و المنتظرين لبقايا مآدب الملوك والبَلْديّة والحكّام الفاسدين والعسكر.
ولم يُخطئ أحد أصدقائي في حقّهم عندما قال عنهم يوما بأن "قوميّي هذا العصر لا يُؤتمنون، فهُم لحظةً مع الثورة ولحظةً أخرى تجدهم يساندون حاكما دكتاتوريا.. كما أنهم طالما كانوا "ساق في الحكم وساق في المعارضة" "
لا أعرف تحديدا ما الّذي وجدوه في نبيل القروي ولم يجدوه في محمد عبّو .. و لكن الحضن الدافئ للأوّل و عدم قدرة الثاني على اغتنام الفرص كانا كفيلين ليس فقط بخيانة حركة الشعب لحركة التيّار، وانّما كان كفيلين زيادة لتصالح "التَحَايا " مع "بُونا الحنين" و دفعه للإعلان عن كتلة برلمانية جديدة من شتّى الأقطاب، و عزمه على الدفع بمبادرة "من أجل الوطن" .. ومن أجل سجلّه القضائي أيضا.
مبادرة ستكون على ما أظن طرح إسم الصافي سعيد (والذي أنقذ نبيل القروي من انشقاق صلب قلب تونس على يد حاتم المليكي) على رئيس الجمهورية من أجل تكليفه برئاسة الحكومة .
مبادرة جمعت بين الفاسدين والمافيا من جهة، وبين لاعقي البيادة و مساندي الديكتاتورية من جهة أخرى .. فبَارك الله في الحكومة .. و في الثورة المجيدة ..
أخيرا .. ستكون أكثر مبادرات نبيل القروية وطنيةً هي توجّهه لسجن المرناقية وايداعه لنفسه بنفسه بعيدا عن ما يقوم به في الكواليس من صفقات متعفّنة من أجل تبييض ملفّه القضائي.
ولا أظنّ أنّ رئيسًا اختاره شعبه سيوافق على مبادرة أشرف عليها منافسه الخاسر في الانتخابات والتي تقترح إسم منافسٍ آخر خاسر أيضا. فلو كان الشعب يرغب بهما لاختارهما من البداية..
ولكن أكثر النّاس لا يعقلون ..
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 196071