غابت المفاجأة و حضر بيان النهضة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d80eb2daa7879.24127950_ejhoifqpnkmgl.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن

الشعب يريد ويقرر في ثورة راقية قد تُكنّى بثورة الصندوق. الناخبون أيّ كان عددهم توجّهوا وقالوا كلمة الفصل عبر عملية انتخابية أجمع المراقبون عن نزاهتها وشفافيتها. صوت الشعب المنبثق عن نتائج الصندوق محترم لا تناله الألسن واللوبيات التي تشتغل في الظلمات. هكذا ظنّت هاته الأخيرة أن تغيّر إرادة يوم الاحد وتعبث بالترتيب فتقصى أي كان من قائمة المترشحين.





السبب قد يرقى الى جريمة انتخابية وهو الاستهلاك المفرط للمشهد الإعلامي والاستئثار بقناة خاصة وأموال طائلة لازالت الهيئة المستقلة للانتخابات تبحث في مصادرها ومصارفها. لكنّ هذا الأمر يعلمه القاصي والداني وتراقبه الهايكا منذ بداية الحملة فهل نبهت قبل يوم الانتخاب وذكّرت بالخرق ومآلاته؟

يبدو أنّ السيستام وهو المهزوم انتخابيا والمتفرّق الى أجزاء قد أعجزته الحيلة ليواري سوءته فعمد لمثل هذه الحيلة أن مارس آخر رمق من الهيمنة والتسلط. لقد أومأ للهيئة أن تقصي أحد أو بعض المترشحين بعد أن حسم أمر الترتيب ليتسنّى له اسعاف نفسه وترتيب حزم حقائبه. هناك فرضيتان قد ذكرهما الاعلام على مواقع التواصل، الأولى تقضي بإقصاء القروي لسبب ما ومن ثم اغراء مورو و وراؤه حزبه بالمرور الى الدور الثاني. لعله يكون رحيما بالسيستام وترك له المجال لاستدراك نفسه كما فعل ذلك ابان الثورة واعتصام الرحيل.

الفرضية الثانية وهي أوقح من الأولى وتتمثل في اقصاء كلاهما والمرور بمرشح السيستام الى الدور الثاني. لذلك تحدثوا عن المفاجأة ومن أجل ذلك تأجلت الجلسة عدة مرّات في اليوم قبل أن يسعفهم بيان النهضة البات في هذا الأشكال. فبعد عبارات التهنئة والامتنان بالفوز عبّر البيان أن لا اعتداء على أصوات الناخبين ولا تغيير في ترتيب المترشحين. هنالك تأكد للأغلبية أن الديمقراطية عروس الثورة وصداقها دستور الجمهورية الثانية لا يمكن أن تترك بمثل هذه السهولة.

صار اذن للديمقراطية درع يحميها ويصدّ وساوس السيستام في غرفه المغلقة فتركّزت في هذه الربوع وسمحت بسلاسة الانتقال وبحرية التعبير والتّنظم ولم يبق غير العمل والإنتاج للنهوض بالجمهورية الثانية. كذلك انطلقت الثورات وهزّتها زلازل الانقلابيين فتحصنت بشعبها ومجتمعها المدني وقياداتها وأحزابها القوية المنظمة فمرّت الى برّ الأمان.

الحمد لله أن تداركت الهيئة خطورة الأمر وعدلت عن مفاجأتها حين لاقت رفضا قاطعا من النهضة ومن غيرها فحافظت بذلك على استقلاليتها وسلّمت أمرها لوقائع الأمور فحظا سعيدا للمرشحيْن ودام عزّ الديمقراطية وحفظ الله دروعها.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 189308

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 18 Septembre 2019 à 13:58           
دام عزّ الديمقراطية وحفظ الله دروعها.
كلام عظيم وخلاصة تحليل صادق
لا فض فوك


babnet
*.*.*
All Radio in One