الساقطون إنتخابيا ،و الساخطون سياسيا!!!.

كتبه / توفيق الزعفوري..
المراهنون على عرش قرطاج، و المراهقون سياسيا ، شيئان، يربط بينهما التدافع و الإندفاع ، و القصف بمختلف أنواع المقذوفات ذات العيار الثقيل..
المراهنون على عرش قرطاج، و المراهقون سياسيا ، شيئان، يربط بينهما التدافع و الإندفاع ، و القصف بمختلف أنواع المقذوفات ذات العيار الثقيل..
من أصل 98 مترشحا ، تم قبول ملفات 26 ، في أولى عمليات الغربلة بعد إستيفاء الطعون لدى المحكمة الإدارية، و إرجاع البعض إلى حلبة السباق الرئاسي، و آخرهم أربعة هم البحري الجلاصي، و الصحبي براهم، و محمد الهادي بن حسين، و مروان بن عمر، و أربعتهم يعودون كغيرهم، بموفور السخرية و رصيد شعبي فارغ و آخر إنتخابي لا شيء فيه..
هؤلاء و غيرهم ممن بقوا، سيمرون بأولى الاختبارات في الثقافة العامة و التاريخ و العلاقات الدولية و القانون، كيف يتحركون ، و ماذا يقولون و متى، و كيف يصافحون وحتى كيف يأكلون.. و سيحصلون بعد ذلك على صفر فاصل واحد بروتوكول، و ينتهون كما إنتهى أبو زيد الهلالي في المخيال الشعبي، فأمرهم بيعة لأحد غيرهم، و بيع في آخر السباق لمن يشتري أضغاث أصوات ،الأمر لا يعدو ان يكون واجهة عرض بالنسبة لهم،. لا حظوظ و لا أمل سيتساقطون الواحد تلو الآخر، أو حتى جماعات، و تكون الفرجة أكثر إمتاعا و أكثر مؤانسة، من يبقى في السباق سيكون تحت رحمة جمهور الساخطين الغاضبين و هم الأغلبية..
لمن سيصوت الغاضبون..؟
بعيدا عن اليمين، قريبا من اليسار، تبدو هذه المقاربة، مجرد مراوحة هووية ، تستهوي البعض و تنفّر البعض الآخر ، الجماهير الملتزمة عقائديا، ستكون صدًّا منيعا ضد تسرب أي من العلمانيين و الحداثيبن حتى و إن لزم الأمر مقاطعة الإنتخابات، و البعض الآخر سيمتنع عن التصويت أو سيعطي صوته لمن هو أقرب إلى ملّتهم.. أما الجموع التي مالت يسارا، فانها ستقف برغماتيا مع مرشح يصمد حتى الجولة الأخيرة و سيكون "الفوت اوتيل" محددا رئيسيا في إختيار الرئيس القادم، أما في ما يخص التركيبة الحالية، فهي نسخة مشوهة لمسؤولين أكملوا أدوارهم على أسوأ ما يكون، فهم الفاشلون بامتياز ، و عليهم أن يرحلوا مع الإنتخابات القادمة..
القائد الأعلى للقوات المسلحة، و رئيس مجلس الأمن و القومي، و حامي الدستور و المؤتمن على أمن التونسيين و عزة الوطن، المسؤول الأول عن السياسة الخارجية و مصالح تونس، تُراه أحد هؤلاء المتسلقين ،المهرولين ، الفاسدين ، البلطجيين، المراهقين!!؟؟.
يعرف التونسيون جيدا حجم التحديات المرتبطة باختيار الرئيس و أهمية أصواتهم و أن مصيرهم و مصير بلدهم مرتبط بشخصية قوية و مسؤولة لا ارتباطات مشبوهة لها و لا بوصلة لها غير تونس.
التونسيون سيصوتون حتما و بكل كثافة إلى المرشح الأفضل و الأقدر على تغيير واقعهم المر إلى ما هو أفضل، الاقدر على تحقيق العدالة و ضمان الإستقرار و تدفق الإستثمار، و نسج علاقات خارجية في حجم الديمقراطية الجديدة، و إعلاء هيبة الدولة و إنفاذ القانون و ضمان كرامة التونسيين ، كل هذا و أكثر يتوفر في مرشح واحد، و حتما لا نريده أن يكون "العصفور النادر" فقد كانت مجرد منامة عتارس...
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 187812