إتّحاد الشغل يقرّر إضرابا إحتجاجا على إضراب آخر !

طارق عمراني -
وتتواصل الكوميديا السوداء في تونس في فصل جديد ومشهد مستجد من مسرحية سيزيفية عدمية دخلت في تسلسلها قسم "الجحيم" وهي استعارة لإسم القسم الذي ميّز الكوميديا الإلهية لدانتي ،مسرحية فقدت رونقها واصبحت مملة تكرر نفسها بنفسها كل يوم مع تغير في الشخصيات والأحداث والاطر
وتتواصل الكوميديا السوداء في تونس في فصل جديد ومشهد مستجد من مسرحية سيزيفية عدمية دخلت في تسلسلها قسم "الجحيم" وهي استعارة لإسم القسم الذي ميّز الكوميديا الإلهية لدانتي ،مسرحية فقدت رونقها واصبحت مملة تكرر نفسها بنفسها كل يوم مع تغير في الشخصيات والأحداث والاطر
ماذا سيكون تعليقك عندما تستفيق صباحا علی خبر متواتر في كل المواقع الإعلامية و الالكترونية مفاده"تقرر اليوم الإثنين 5 فيفري 2018 تعليق العمل بالمقر الإجتماعي لشركة فسفاط قفصة بداية من يوم الخميس 8 فيفري إلی حين ايجاد حلول للإحتجاجات الأخيرة بمدن الحوض المنجمي والأزمة التي لحقت بالشركة حسب ما ورد بلائحة الإضراب"
وخلاصة الخبر بالمختصر المفيد "اتحاد الشغل يحتج علی الإحتجاج،اتحاد الشغل يتبنی اضرابا احتجاجا علی تعطل الإنتاج"
وبصياغة ادق "الإتحاد يهدد بتعطيل الإنتاج إحتجاجا علی تعطّل الإنتاج"
رد السيد الأمين العام للإتحاد التونسي الشغل نور الدين الطبوبي كان فوريا حيث اتصل في اطار حق الرد بإذاعة موزاييك اثناء عودته من قبلي بعد ان اشرف علی المؤتمر الجهوي لاتحاد المكان وذلك لتوضيح اللبس وتصحيح المغالطات حسب تعبيره التي تستهدف المنظمة الشغيلة ونضالاتها حيث صرّح الطبوبي" ان الوضع اصبح لا يطاق في تونس في ظل تعطل الإنتاج وخاصة الشريان الحيوي في الحوض المنجمي؛"وهذا خطاب مسؤول ويحسب للسيد الطبوبي ولكنه قد سقط في فخ المغالطة بتفسير الماء بعد الجهد بالماء كما قالت العرب قديما، حيث اكد السيد الامين العام للمنظمة الشغيلة واعاد التأكيد ثلاثا بأن الإتحاد التونسي للشغل لم يعلن اي اضراب في مناطق انتاج الفسفاط منذ الثورة ورغم ان كلام السيد الطبوبي ليس دقيقا ان لم يكن مجانبا للصواب فإننا يمكن ان نلتمس له العذر بعدم معرفته الجيدة بكواليس العمل النقابي في جهة قفصة حيث تبنت النقابات الأساسية عشرات الاضرابات في مناطق الانتاج وانخرطت القيادات النقابية في الجهة خلال فترة حكم الترويكا في حملات التحريض لشل حركة الانتاج نكاية في حكام تونس الجدد وفي اطار سياسة لي الذراع تمت تزكية الاعتصامات التي انتصبت فوق سكك الحديد لمنع نقل الفسفاط عبر القطارات وذلك بتواطؤ واضح من اتحاد الشغل الجهوي والإتحادات المحلية وبعض القيادات النقابية المتسيسة والمعروفة وثبت حضورهم ميدانيا في الاعتصامات وهو ما اثار الشكوك والشبهات حول تورط تلك القيادات بمافيات الشاحنات التي اغتنمت الفرصة لتعويض نقل الفسفاط عبر القطارات مما زاد من تكلفة الإنتاج
وعلاوة علی هذه المعطيات كان من الاجدی للسيد الطبوبي ان يلتزم الصمت عندما انقلب السحر علی السحرة خاصة ان ثقافة الاضرابات اصبحت روتينا وخبزا يوميا بفضل "نضالات" وتحركات الاتحاد التونسي للشغل الذي اكد أن التشغيل في تونس خاضع لثنائية "نلعب والا نحرّم" حيث اصبحت الإعتصامات اقصر طريق نحو التشغيل في بلد لم يعد للشهادة الجامعية مكان فيها امام دولة ضعيفة ترضخ لمنطق القوة ومستعدة لخلق الاف مواطن الشغل العقيمة في شركات الغراسات والبستنة وذلك شراء للسلم الاجتماعي وكسبا لودّ النقابات تحت شعار "البقاء للأقوی"
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 155611