أفلام مهرجان تيميمون للفيلم القصير: تقاطع الذاكرة والمقاومة والهوية في 47 فيلما قصيرا

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/691c418dc2a434.95080013_geflqpknhjmoi.jpg width=100 align=left border=0>


سجلت الدورة الأولى من مهرجان تيميمون الدولي للفيلم القصير بالجزائر (13 - 18 نوفمبر 2025) عرض 47 فيلما قصيرا ضمن ثلاث مسابقات رئيسية منها فيلمان تونسيان هما "عالحافة" وهو روائي لسحر العشي و"فزاعات المنطقة الحمراء" لجلال فايزي.
وقد توزعت المشاركات بين 19 فيلما روائيا قصيرا و13 فيلما وثائقيا و15 فيلما جزائريا، إلى جانب أقسام موازية مثل "طاقة بيضاء" وأفلام ضيف الشرف السنغال.
ورغم تنوع الخلفيات الجغرافية والفنية للمخرجين القادمين من 31 دولة، فإن الأفلام تلاقت عند ثيمات إنسانية كبرى، راسمة خارطة موضوعية مشتركة تضيء راهن القارة الإفريقية ومخيلاتها البصرية. وجاء فيلم الافتتاح "Boomerang Atomic" (ارتداد ذري) ليعيد فتح جرح التجارب النووية الفرنسية في صحراء رقان سنة 1960، كاشفا صمت الذاكرة الجماعية ومعاناة السكان المنسيين تحت “رماد التاريخ” . وفي المقابل، اختتم المهرجان بفيلم "Patience, Sabali" (صبر) وهو عمل يعالج ذاكرة الهجرة غير النظامية عبر قصة مودو، إذ يستحضر البطل حبه القديم وطفولته فيما يصبح الرحيل رمزا للأمل ومرآة للماضي.

وهذان الفيلمان، رغم اختلاف نوعهما (وثائقي ودرامي موسيقي)، يكشفان تقاطعا كبيرا بينهما في معالجة الذاكرة كقوة سردية مركزية وهي ذاكرة الاستعمار وذاكرة الحب وذاكرة الهجرة وذاكرة الإنسان أمام قسوة الجغرافيا.



أما غالبية الأفلام المشاركة، خصوصا القادمة من السنغال ضيف الشرف، فقد لامست موضوع الهوية الفردية والجماعية واستكشفت جذور الثقافة الإفريقية من خلال قصص حول العائلة والشباب والبحث عن الذات. وانخرطت كذلك الأفلام الجزائرية المختارة في مساءلة العلاقة بين الإنسان ومحيطه وبين الذاكرة والواقع الاجتماعي.
وركزت أغلب أعمال المسابقة الوثائقية على استكشاف القضايا الاجتماعية والثقافية، فكانت أهم المواضيع المطروحة هي التفاوت الاجتماعي وقضايا المرأة والفضاءات المهمشة والتحولات الحضرية ومصائر الفئات الضعيفة والهشة.
واستلهمت بعض الأفلام، وخاصة تلك التي صورت في الجزائر، الصحراء باعتبارها فضاء سرديا ونفسيا له رمزيته. وقد بدت الصحراء عنصرا محوريا في بناء الصورة والهوية البصرية للأفلام المعروضة.
وكشفت أفلام الدورة الأولى لمهرجان تيميمون الدولي للفيلم القصير أن الأعمال المشاركة، رغم تنوعها، قد تقاطعت حول أربعة محاور كبرى هي الذاكرة والهوية والعدالة الاجتماعية والإنسان في مواجهة المكان. وقد بدت هذه الخطوط الجامعة انعكاسا لواقع سينمائي إفريقي يبحث عن صوته وعن سرديات بديلة تكتب التاريخ من زاوية المهمّشين والمنسيين بالاعتماد على لغة بصرية معاصرة تعيد رسم حدود الفن والواقع في آن واحد.
لمح 



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318684


babnet
*.*.*