فيلم "ريح السد" للنوري بوزيد يعود للقاعات في نسخة مرممة بعد أربعين سنة من عرضه الأول

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6901dfa14bc1d4.68338853_kgneojqmplhfi.jpg width=100 align=left border=0>


عرض خاص للنسخة المرممة من فيلم "ريح السد" للنوري بوزيد بعد أربعين سنة من عرضه الأول

احتضنت قاعة الطاهر شريعة بالعاصمة يوم الثلاثاء العرض الخاص بالصحفيين للفيلم المرمم "ريح السد" للمخرج النوري بوزيد، وهو عمل يعود إلى قاعات السينما التونسية بعد حوالي أربعين سنة على عرضه الأول سنة 1986.


وسينطلق عرض هذه النسخة المرممة في القاعات يوم 12 نوفمبر المقبل، وقد تم ترميم الفيلم بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وبمجهودات من Cinemathèque de Bologne بالتعاون مع Cinematek de Bruxelles وCinétéléfilms، كما تم عرضه لأول مرة في مهرجان السينما المستعادة ببولونيا بإيطاليا خلال شهر جوان الماضي.




الفيلم الذي فاز بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية سنة 1986 وشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي في السنة نفسها، ينبش في التابوهات الاجتماعية ويغوص في المسكوت عنه من خلال تناول مسألة الاعتداء الجنسي على الأطفال (الذكور تحديدًا) وتداعياتها النفسية والاجتماعية، إلى جانب العنف الأسري وتشغيل القُصّر.

ينطلق الفيلم من حدث اجتماعي احتفالي هو زفاف بطل الفيلم "الهاشمي"، ليكشف من خلاله مأساة طفولته وصراعه الداخلي بعد أن تعرّض رفقة صديقه "فريفطة" لاعتداءات جنسية متكررة في ورشة النجارة، فضلًا عن تعرضهما للتحرش من قبل النساء أيضًا.

يعتمد العمل على تقاطع الماضي والحاضر من خلال ذاكرة البطل، الذي تثير تحضيرات زواجه تساؤلات حول هشاشة رجولته، إذ لم يعرف من الحميمية إلا ما تعرض له من اعتداءات. وفي المقابل، عاش صديقه "فريفطة" الوصم الاجتماعي بعد أن علم الجميع بما جرى له، في حين ظلّ ما حدث للهاشمي طيّ الكتمان.

الفيلم رحلة قاسية في مواضيع ما زالت تُطرح باحتشام داخل المجتمع التونسي، من بينها البناء الاجتماعي للرجولة وتأثير أحداث الطفولة في تشكيل الشخصية، إذ يفضّل كثيرون الكتمان خوفًا من الرفض والعنف الاجتماعي.

اشتغل النوري بوزيد على ثنائية المباشرتية والترميز، فجسّد العنف الرمزي بالمفهوم البورديوي من خلال السلطة الأبوية والعنف الأسري، كما قدّم "فريفطة" الموصوم بانعدام الرجولة كرمز حقيقي للقوة والوفاء.

تناول الفيلم أيضًا آثار ما بعد الصدمة النفسية من خلال نوبات الخوف والبكاء وعدم الاستقرار التي تلاحق البطل، كما اختُرقت عبره الفضاءات المذكرة كالورش والدكاكين لإظهار أنها ليست آمنة للأطفال، محولًا الذاكرة الفردية إلى ذاكرة جماعية لكل من مرّوا بتجارب مماثلة.

استخدم المخرج المشاهد القريبة جدًا لإبراز القلق النفسي على الوجوه، والمشاهد الواسعة لإسقاط الأزمة الفردية على المجتمع، كما عبّر بالاهتزازات البصرية عن الاضطراب النفسي والاجتماعي.

فكك بوزيد في "ريح السد" مفاهيم الذكورة والرجولة وثنائيات القوة واللين والطيبة والشر والهشاشة والقسوة، ووجّه رسائل قوية حول أهمية الدعم النفسي للضحايا وتأثير الوصم الاجتماعي الذي يدفع بعضهم إلى العزلة أو الانتقام.

كما أبرز الفيلم أيضًا وطأة الضغوط الاجتماعية، مثل الزواج بدافع إرضاء العائلة، وما يمكن أن تخلّفه من تعاسة داخلية حين تُفرض على الفرد كواجب اجتماعي أكثر من كونها اختيارًا شخصيًا.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317500


babnet
*.*.*
All Radio in One