المرأة التونسية تبلغ مصاف أفضل المساهمات عالميا في المجال العلمي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68ee29f70fb418.79338854_klhjpqomifgne.jpg width=100 align=left border=0>


حققت الطبيبة التونسية حبيبة الزاهي بن رمضان، بتصنيفها مؤخرا من قبل جامعة ستانفورد الأمريكية ضمن أفضل 2 بالمائة من علماء العالم لعام 2025، إنجازا عالميا جديدا يعزز رصيد تونس من التميز العلمي ويجسّد تفوّق المرأة التونسية.
هذا التصنيف الدولي المرموق، الذي يعد من أبرز المؤشرات موثوقية بامتياز في الوسط الأكاديمي عالميا، يأتي تتويجا لمسيرة علمية حافلة للطبيبة التونسية التي جمعت باقتدار ومهارة بين البحث الأكاديمي والمسؤولية الوزارية والعمل الدولي.


امرأة تونسية تتصدر المشهد العلمي العالمي



والدكتورة حبيبة الزاهي بن رمضان ليست مجرد اسم في قائمة أكاديمية عابرة، بل هي نموذج مشرِّف للمرأة التونسية التي اقتحمت مجالات العلم والصحة بجدارة واستحقاق، فهي طبيبة متخصصة وأستاذة في الطب الوقائي بكلية الطب بتونس، ومسؤولة عن مخبر الأبحاث حول الأوبئة وأمراض القلب، إلى جانب عملها كخبيرة لدى المنظمة العالمية للصحة.
وقد امتدت مسيرتها من تونس إلى كندا والولايات المتحدة، حيث أكملت تكوينها المتقدم في الصحة العمومية بجامعتي لافال وشيكاغو المرموقتين.

تعليم المرأة في تونس... سياسات وطنية رائدة تثمر إنجازات عالمية

ويعد إنجاز هذه الطبيبة التونسية شهادة على نجاح مشروع تونس التحديثي، ودليل على أن الاستثمار في تعليم المرأة هو استثمار في المستقبل، وضمانة لتقدم المجتمع بأسره فالمرأة التونسية تثبت أنها قادرة على المنافسة عالميا، ورافعة لراية تونس في المحافل الدولية.
وليست هذه المرة الأولى التي تصنف فيها تونس في مراتب متقدمة في مجال العلوم فوفقا لدراسة صادرة عن منظمة اليونسكو في عام 2020، احتلت تونس المرتبة الأولى في أفريقيا والعالم العربي من حيث نسبة الباحثين العلميين من النساء.
    ويمكن تصنيف هذه التتويجات العلمية العالمية لنساء تونسيات ضمن النتائج الحتمية لمسارات من التحدي والعمل الدؤوب للمرأة التونسية من أجل بلوغ التميز وتحقيق نجاحات في المسار التعليمي، حيث تمثل النساء التونسيات 57.4 بالمائة من خريجي التعليم العالي، وتبلغ نسبة التحاق الاناث بالتعليم العالي 46.7 بالمائة في الفئة العمرية 19-24 سنة، وفق بيانات إحصائية نشرها المعهد الوطني للإحصاء، ضمن نتائج تحليلية للتعداد العام للسكان والسكنى الذي تقوم به تونس مرة كل 10 سنوات.
وتعكس هذه الأرقام، ترسخ التحول العميق في بنية المجتمع التونسي ومراهنته على العلم والمعرفة، نتيجة سياسات الدولة منذ الاستقلال التي جعلت من التعليم حقا دستوريا مجانيا وإجباريا، وفتحت أبواب المعرفة على مصراعيها أمام الفتاة التونسية من مختلف الشرائح الاجتماعية.

التميز العلمي... ريادة نسائية تونسية تخطف الأضواء عالميا

وفي مجال العلوم تحديدا، تبرز المرأة التونسية بشكل لافت للأنظار، حيث صنفت تونس في المرتبة الثانية عالميا في مشاركة المرأة في المجال العلمي، متفوقة على دول رائدة مثل فرنسا وإيطاليا وذلك وفق دراسة عالمية حول "مشاركة الفتاة والمرأة في مجال العلوم".
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة تسجيل الفتيات في الجامعات بلغت 66 بالمائة في تونس خلال السنة الجامعية الأخيرة وقد كانت نسبتهن في المجال الطبي 70.4 بالمائة و56.3 بالمائة في مجال الهندسة، والمتحصلات على شهادة الدكتوراه 62 بالمائة.
ويعكس هذا التميز حرص النساء التونسيات على طلب العلم والتفوق فيه باعتباره وسيلة لإثبات الذات. كما تعبر عن رغبتهن في خوض المنافسة في مختلف ميادين البحث والمعرفة التي كانت في الماضي حكرا على الرجال ولم يوثق التاريخ سوى الإنجازات التاريخية للرجال في مجال العلوم مقابل تصنيف إنجازات النساء العلمية على الهامش.
وفي تونس ينظر الى تعزيز مكانة المرأة في المجال العلمي كجسر للارتقاء الاجتماعي وأداة للتنمية الشاملة ليس فقط على مستوى الدولة والحكومة، بل كذلك بالنسبة للعائلة التونسية التي تؤمن بأن النجاح في الدراسة يتيح الارتقاء في المصعد الاجتماعي، فاستثمرت في تدريس الفتاة في التعليم الابتدائي في مرحلة أولى ثم أصبح الوصول إلى مرحلة التعليم العالي بالنسبة للفتاة استثمارا عائليا، يعزز فرص الحصول على العمل والدخول إلى سوق الشغل.
غير أن هذا التميز العلمي لا يجد دائما ترجمته في الواقع المهني، إذ ما تزال نسبة تشغيل النساء، وخاصة الحاصلات على شهادات عليا، دون المأمول. وتُظهر المؤشرات ارتفاعا ملحوظا في نسب البطالة في صفوفهن، ما يعكس فجوة قائمة بين الكفاءة العلمية للمرأة وفرص اندماجها في سوق العمل.
ومع ذلك، يبقى حرص تونس على تعليم الفتيات وتمكينهن علميا رهانا استراتيجيا في الحاضر والمستقبل، فتعزيز مكانة المرأة في مجالات البحث والابتكار هو ضمانة لاستدامة التنمية وتكريس للعدالة المعرفية والاجتماعية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317241


babnet
*.*.*
All Radio in One