الأستاذ محمد بن عباس: الجامعة التونسية باتت اليوم مؤهلة لتكون شريكا متكافئا في مشاريع البحث والتكوين مع نظيراتها الفرنسية والدولية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68fa64f8533d97.19872429_hglmpfnkojqei.jpg width=100 align=left border=0>


قال الأستاذ في جامعة تونس محمد بن عباس إن الإطار القانوني للتعاون الجامعي في مجال الآثار بين تونس وفرنسا يعود إلى سلسلة من الاتفاقيات موقعة منذ سبعينات القرن الماضي، من أبرزها اتفاقيات 1972 و1977 وكذلك 2003 التي أرست أسس التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، غير أن التحوّل الفعلي - حسب تعبيره - لم يحصل إلا بعد سنة 2017، حيث بدأت الجامعات التونسية تنخرط بفاعلية في مشاريع مشتركة للبحث والتكوين الأثري.
جاء ذلك خلال مداخلة بعنوان "التعاون الجامعي بين تونس وفرنسا في المجال الأثري" ألقاها ضمن فعاليات الملتقى الدولي حول "التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار: توجهات جديدة ونتائج مستحدثة" الذي ينتظم على مدى يومي 23 و24 أكتوبر 2025، حيث عرض واقع مشاركة الجامعة التونسية في مشاريع التعاون في مجال الآثار وأهم التحولات التي شهدها هذا المجال خلال العقود الأخيرة.
وبيّن أن السنوات الأخيرة شهدت إطلاق برامج ماجستير ودكتوراه مشتركة بين جامعات تونسية مثل صفاقس ومنوبة وسوسة ومؤسسات فرنسية منها جامعة إيكس-مرسيليا وباريس 1 والمدرسة العليا للدراسات في العلوم الاجتماعية بباريس، إلى جانب مشاريع بحث ميداني وتدريب ميداني في مواقع أثرية مثل طينة وسبيطلة بتمويل من برامج أوروبية. كما أشار إلى أن الجانب الفرنسي يساهم في تمويل البحوث وتوفير منح التبادل الأكاديمي والمرافقة العلمية للباحثين التونسيين ما أتاح فرصا لتكوين جيل جديد من المتخصصين في علم الآثار وصون التراث.

وتحدث بن عباس في مداخلته عن دور الجامعة التونسية ومساهمتها في مشاريع التعاون مع الجانب الفرنسي، مشيرا إلى أن "المؤسسات الجامعية التونسية كانت إلى وقت قريب مغيّبة عن أغلب المشاريع الأثرية المشتركة التي اقتصرت على المعهد الوطني للتراث والمؤسسات الفرنسية".



وأوضح أن الجامعة التونسية تضم اليوم ما يقارب 315 ألف طالب موزعين على 13 جامعة و218 مؤسسة تعليم عال من بينها 15 مؤسسة تدرّس اختصاصات مرتبطة بالآثار والتراث وتقدّم نحو 35 برنامجا أكاديميا في مستويات الإجازة والماجستير والدكتوراه. كما تضم عشرات الباحثين المتخصصين في الآثار ضمن مختبرات بحث جامعية تغطي مختلف مناطق البلاد.
وفي ختام مداخلته، دعا إلى وضع استراتيجية وطنية للبحث في مجال الآثار تحدد أولويات تونس العلمية والتراثية حتى تكون مشاريع التعاون الدولية منسجمة مع هذه الرؤية الوطنية، مشددا على أن الجامعة التونسية باتت اليوم مؤهلة لتكون شريكا متكافئا في مشاريع البحث والتكوين مع نظيراتها الفرنسية والدولية.
وعبّر عدد من المتدخلين عن عدم رضاهم عما اعتبروه "الصورة السلبية التي قدمتها بعض التقارير حول ضعف مشاركة الجامعة في مشاريع البحث في مجالي الآثار والتراث"، مؤكدين أن الجامعة التونسية كانت ولا تزال طرفا فاعلا من خلال مشاركة أساتذتها وطلبة الماجستير والدكتوراه في العديد من البعثات والمشاريع العلمية.
واعتبر متدخلون آخرون أن المشكل "لا يكمن في المعهد الوطني للتراث الذي ظل منفتحا على التعاون وإنما في غياب تنسيق فعّال داخل الجامعة التونسية وفي ضعف الجوانب التنظيمية ومحدودية الموارد البشرية التي تحول دون حضور أكاديمي أوسع في المشاريع المشتركة".
كما دعا المشاركون إلى تجاوز ما اعتبروه "التصورات القديمة التي كانت تضع الجامعة والمعهد في موقع تنافس أو خلاف"، مؤكدين أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدا من التكامل والتنسيق بين المؤسستين من أجل دعم البحث العلمي وتكوين الكفاءات في مجالات الآثار والتراث الثقافي.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن تجارب التعاون السابقة مع الشركاء الفرنسيين ساهمت في تكوين عدد كبير من الباحثين التونسيين الذين يشغلون اليوم مواقع أكاديمية مرموقة، وهو ما يستوجب البناء عليه وتعزيزه بمشاريع جديدة تخدم التراث الوطني وتدعم مكانة الجامعة التونسية في البحث العلمي الدولي.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317185


babnet
*.*.*
All Radio in One