افتتاح ندوة دولية حول التعاون التونسي الفرنسي في مجال الآثار

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68fa2bf51ed567.77457143_jfoeqlhipkgnm.jpg width=100 align=left border=0>


افتتحت اليوم الخميس بمنطقة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة، ندوة دولية بعنوان "التعاون التونسي - الفرنسي في مجال الآثار: توجهات جديدة ونتائج حديثة"، وستتواصل فعالياتها إلى غاية يوم السبت 25 أكتوبر 2025 بمشاركة ممثلي المؤسسات الوطنية الفاعلة في مجال التراث والمؤسسات الفرنسية الشريكة وعدد من الخبراء من البلدين.

وافتتح هذه التظاهرة التي تنتظم بالشراكة بين المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الفرنسي بتونس، ممثلون عن هذه المؤسسات الوطنية بالإضافة إلى سفيرة فرنسا بتونس آن جيجين.

وفي كلمة افتتاحية أشار مدير المعهد الوطني للتراث طارق البكوش إلى أن الملتقى هو فرصة لتقييم ما أُنجز خلال مشاريع التعاون المشترك التونسي الفرنسي في مجال الآثار وللنظر في الآفاق جديدة لهذا التعاون مع السعي إلى الاستفادة من الأدوات الرقمية والمقاربات متعددة الاختصاصات ومن انفتاح البحث الأثري على الجمهور العريض.




كما عاد في كلمته على تاريخ التعاون المشترك بين البلدين في هذا المجال والذي يمتد لأكثر من سبعين سنة، منذ تاريخ أولى البعثات المشتركة بعيد الاستقلال وصولًا إلى البرامج الحديثة، ومن أهم المُنجزات في هذا السياق، الحفريات التي تمت في دُ ة والتي مكنت من الكشف عن ملامح العمران والحياة اليومية في مدينة رومانية إفريقية، وحيدرة، التي كانت تحمل اسم أميدرة، والتي تتواصل الأبحاث فيها حول الحصن البيزنطي والعمران القديم، كما أشار إلى آخر مشروع بحثي مشترك في مجال الآثار وهو قرطاج التي كشفت الحفريات فيها عن ملامح جديدة لفهم الجوانب المتعلقة بالحضارات البونية والرومانية والمسيحية.
وفي كلمة افتتاحية قدمت سفيرة فرنسا بتونس آن جيجين، مستجدات التعاون التونسي الفرنسي في مجال الآثار وتحديدا انطلاق مشروع تعاون جديد بالشراكة مع المعهد الوطني للتراث وبتمويل من صندوق فريق فرنسا بتونس، يهدف إلى حفظ وتثمين التراث، وتكوين الكفاءات التونسية الناشطة في المجال، ومن بين مكوناته، بعث ماجستير في علم الآثار والتراث.  
 كما ثمنت بالمناسبة، التعاون التونسي الفرنسي في مجال التراث خاصة العمل الميداني المشترك وتبادل الخبرات والتكوين، والذي يتجسد في مشاريع عديدة من بينها الأبحاث المشتركة المُنجزة في الموقع البوني، تحت إشراف كل من الباحث التونسي عماد بن جربانية والباحثة الفرنسية إيميلي بورتا، والتي تم خلالها القيام بدراسة دقيقة للجرار الموجودة في الموقع، مما ساهم في دعم الأبحاث العلمية حول هذه القطع.
كما تطرقت السفيرة إلى زيارتها إلى موقع طينة من ولاية صفاقس، أين دشنت مشروع "هيا بينا طينة" الذي يجمع ثلاثة محاور أساسية في مجال التراث وهي التكوين والبحث والتثمين، وقد مكّن هذا المشروع من توفير ما تزيد قيمته عن 500 ألف دينار تونسي، من المعدات الضرورية لأعمال الحفريات الأثرية في طينة، وقد استُعمل جزء منها من قبل باحثي المعهد الوطني للتراث، والباحثين الفرنسيين من جامعة "Aix-Marseille".
أما ممثل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، داودا صو، فقد اعتبر هذه الندوة فرصة لتسليط الضوء على صفحات جديدة من تاريخ تونس، ومراجعة الزوايا التي لم يتم البحث فيها بعد بالشكل الكافي، على حد تعبيره، وذلك في إطار رؤية علمية منفتحة ومتكاملة، كما ثمن ما أُنجز من مشاريع في مجال التعاون التونسي الفرنسي من بحث في التاريخ والعمران، والحفريات وتثمين للمعالم، مذكرا بإصدارين علميين هامين تم إنتاجهما في هذا السياق وهما، "أوذنة: إعادة اكتشاف مدينة قديمة بتونس"، و"أوذنة: مستعمرة لقدامى المحاربين من الفيلق الثالث عشر - التاريخ، العمران، الحفريات وتثمين المعالم"، وهما عملان أشرف عليهما الراحلان الحبيب بن حسن ولويس موران ضمن سلسلة "مذكّرات أوسونيوس" التابعة للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
وفي تصريح لوات، أشار سمير عون الله مدير البحوث الأثرية والتاريخية بالمعهد الوطني للتراث إلى أن مشاريع التعاون المشترك عادة ما تهتم أساسا بالحفريات في المواقع الأثرية على غرار التي تم ذكرها في الكلمات الافتتاحية، مشيرا إلى أن هذه الندوة هي فرصة للوقوف على ما أُنجز والنظر في المشاريع القادمة، مشيرا إلى أن الباحثين التونسيين يتطلعون لمزيد العمل على تثمين المواقع التي تمت فيها المشاريع البحثية على غرار "البازينة بدقة" التي انتهت فيها الدراسات والحفريات ولكنها تحتاج إلى مزيد التثمين، مبينا أهمية زيادة الدعم المالي في هذا المجال حتى يتمكن الباحثون من إتمام أعمالهم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317159


babnet
*.*.*
All Radio in One