---

---

وسيم قليل الكلام، خجول مبتسم يداوم النظر الى الافق الرحب، يتحدث ويلمس وجهه ويبتسم عندما يتحدث عن هوياته " انا اعشق الدراجة والمدرسة لم تكن تستهويني وشاءت الصدفة ان التقى خلال جولة على دراجتي القديمة بجبل الحمامات بعناصر فريق جمعية الحمامات للدراجات الهوائية خلال حصة تدريبية بمنتزه الفوارة، حاولت ان اجاريهم واقتربت منهم وطلبت ان استعير احدى دراجاتهم "الفخمة" لابين قدراتي.

يقطع القابسي الحديث ويتابع "لقد كان اللقاء صدفة" لاحظنا ان هذا الفتى الصغير وكان عمره 14 سنة في تلك الفترة يسابقنا ويبذل جهدا ليفوز علينا وكاد يفعل وهو على دراجته القديمة. اعرناه دراجة احد ابناء الجمعية وطلبنا منه ان يرينا مهاراته. وكانت دهشتنا كبيرة لما لهذا الفتى الصغير من قدرات.

اقترحنا عليه الالتحاق بالجمعية وكانت الانطلاقة. وهو اليوم مجاز في جمعية الحمامات للدراجات وبالجامعة التونسية للدراجات وارتقى هذه السنة الى صنف الاواسط واصبح من العناصر البارزة التي نعول عليها لتصبح من بين ابطال تونس وافريقيا ولما لا العالم.

اكد وسيم مهاراته وقدراته عندما فاز بالمرتبة الاولى في دورة الوطن القبلي لسباق الدرجات الذي انتظم على اربع مراحل اي نحو 230 كلم وحصّل اعلى النقاط في مجموع الجولات وعزز الثقة في موهبته عندما فاز السنة الفارطة بالمرتبة الاولى في سباق دراجات الطريق بالمنستير بمشاركة عناصر المنتخب الوطني صنف الاواسط وابرز قدرات عالية في اختصاص دراجة الطريق التي تنضاف لمهراته في اختصاص الدراجة الجبلية.

وعزز رصيده من التتويجات بحصوله على بطولة تونس في سباق دراجات الطريق لسنة 2022 صنف الاصاغر بالاضافة الى حصوله على المرتبة الثانية في البطولة العربية للدراجات الجبلية بالشارقة التي انتظمت في شهر ديسمبر الفارط بعد بطل افريقيا من الجزائر وتحصل فيها ماهر الحابورية على لقب بطل العرب في صنف الاكابر ومحمد علي بنثابت على المرتبة الثالثة في صنف الامال و ألما عبروق على المرتبة الثانية في صنفي الاواسط والاكابر.

ساهمت التتويجات المتتالية لوسيم مطير في سباقات الدراجات بعد التحاقه بجمعية الحمامات للدراجات الهوائية في احداث نقلة نوعية في حياته وطموحاته فبعد ان غادر مقاعد الدراسة ها هو يعود اليها لينطلق قريبا في مسار تعليمي لتعلم اللغة الانقليزية وهو يستعد للالتحاق باحد مراكز التكوين المهني بولاية نابل، مسار جديد يقول عنه وسيم " لقد اقتنعت اليوم بان النجاح في رياضة سباق الدراجات وطنيا ودوليا يتطلب اتقان التخاطب باللعة الانقليزية وان يكون لي مسارا مهنيا بالتوزاي مع ممارسة الرياضة".

يتحدث وسيم عن احلامه فيقول ضاحكا " انا اليوم انام في العاشرة ليلا واتدرب يوميا بمعدل ثلاث ساعات او اكثر، اريد ان اصبح بطلا اولمبيا وارفع الراية الوطنية عاليا وان اشرف عائلتي التي اقتنعت بعد تتويجاتي وملاحظتها لتغير سلوكي اليومي بولعي بهذه الرياضة وساعدتني رغم قلة الامكانيات على اقتناء دراجتي الجبلية نصف المحترفة الاولى التي اطلقت عليها اسم "الناقة" لقدرتها على التحمل والتي اعلقها بغرفتي رفقة دراجة ثانية اختصاص الطريق عساهما يطريان بي الى عالم ارحب عالم المحترفين".

تسأل وسيم عن حلمه القريب فيقول " احلم بان اقتني دراجة محترفة مثل التي يمتطيها بطل العالم ولكن للاسف سعرها باهض جدا ويتجاوز 25 الف دينار".

يقول الناخب الوطني للدراجات الجبلية ذاكر القابسي " وسيم مطير موهبة خام نواصل الاحاطة بها وصقلها خاصة وان له من الامكانيات التي تخول له اعتلاء اعلى المراتب في سباقات الدراجات وعلى ان يصبح بطلا عالميا شريطة مواصلة العمل والانضباط".

ويضيف " قصة وسيم هي من اطرف القصص ونعول عليها في الجامعة التونسية للدراجات لنبين اهمية هذه الرياضة في صقل المواهب وفي اعطاء فرصة جديدة للاطفال والشباب للسير في مسار التالق ولبلوغ العالمية".

تعد جمعية الحمامات للدراجات الهوائية التي تستعد للمشاركة يوم 20 مارس في الاحتفال بعيد الاستقلال في اطار مهرجان البرتقالة الذهبية ببني خلاد ولاحتضان البطولة العربية للدراجات الجبلية في شهر اكتوبر 116 مجازا من بينهم 6 عناصر ينتمون للمنتخب الوطني بالاضافة الى عدد من المنخرطين من مختلف الاعمار.

تواصل الجمعية الاحاطة بالعناصر الواعدة وهي في المراحل الاخيرة لاطلاق مركز للنهوض برياضة الدراجات ولمزيد نشر هذه الرياضة الاولمبية التي مافتئت تعرف تزايد عدد المنخرطين والممارسين من مختلف الاعمار وهي مجال واعد للنهوض بالسياحة البيئية والرياضية ولخلق جيل جديد من الابطال التونسيين ومن بينهم وسيم المطير الذي جعل من بلوغ الالعاب الاولمبية 2028 احد ابرز اهدافه المستقبلية.