مركز أتلانتيك كونسيل : كواليس الحرب بين الإمارات وقطر في تونس وتأثيرها على المسار الديمقراطي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/tunisia2020guests.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - طارق عمراني - نشر مركز أتلانتيك كونسيل للبحوث مقالا حول تأثير الأزمة الخليجة علی التجربة الديمقراطية التونسية حمل عنوانThe Gulf Crisis Threatens Tunisia’s Stability

حيث إعتبر المقال أن قطر تعتبر من أهم شركاء تونس و الداعمين لها بأكثر من 1.5 مليار دولار منذ 2011 في شكل مساعدات وإستثمارات وقد وجهت وسائل إعلامها ومراكز بحوثها وشبكة علاقاتها للترويج والإشادة بالإنتقال الديمقراطي التونسي كما تشغل الدوحة الألاف من العمال التونسيين ومع الأزمة الخليجية الأخيرة فتحت قطر أسواقها للمنتوجات التونسية بل وشجعت علی بعث معامل تونسية علی اراضيها كشكل من أشكال فك الحصار الغذائي المضروب عليها ،في حين إتخذت كل من السعودية و الإمارات مواقف معادية لتونس منذ سقوط الدكتاتور بن علي الذي أعطته الرياض اللجوء السياسي كما ضغطت أبوظبي علی تونس لحماية رموز النظام السابق وإضعاف شوكة الإسلاميين وهو ما تجلی في سعي الإمارات إلی إخلاء سبيل وزير داخلية بن علي أو تشويه ثورة تونس الشعبية إعلاميا خوفا من تصديرها إليهم ،ومنذ جوان 2017 تاريخ إندلاع الأزمة الخليجية نأت تونس بنفسها بعيدا عن الإصطفاف وراء محور دون آخر لكنها إتخذت بعض الإجراءات يراها المراقبون مضادة لقطر،فهل هي بداية لإنضمام تونس إلی المحور السعو_إماراتي أم هي تعديل لكفة السياسة الخارجية التونسية؟





تقلص الدور القطري
من النافل القول أن النفوذ القطري الإقليمي قد تراجع منذ 2013 وتعزز إنحساره مع الحصار الرباعي (السعودية،الإمارات،البحرين،مصر)وهو مادفع الكثير من التونسيين إلی التشكيك في تواصل صلابة علاقة بلادهم بقطر وفي المقابل تشترط كل من السعودية الإمارات علی تونس فك الإرتباط مع قطر كمقابل سياسي للإستثمار فيها خاصة بعد دعم ترامب للرياض ومن ورائها أبوظبي كما تمكنتا الأخيرتان من ربط علاقات جيدة مع فرنسا والسيطرة علی جزء هام من الأراضي الليبية ، فلتونس علاقات تاريخية بالولايات المتحدة وفرنسا وكل من يحكم ليبيا وبالتالي فمواقف أمريكا وفرنسا والتطورات الميدانية في ليبيا ستدفع صانعي القرار التونسي إلی إعادة حساباتهم السياسية والخارجية .

واعتبر المقال أن الدعم القطري محصور في الرأي العام التونسي في القاعدة الجماهيرية النهضوية وبعض الأحزاب الثورية ،أما أنصار نظام بن علي فيناصبون العداء للدوحة بسبب دعمها للثورة وهؤلاء تمكنوا من العودة إلی المشهد السياسي التونسي بقوة منذ 2013 أما الأحزاب اليسارية والقومية فتعادي قطر بسبب دعم الأخيرة للإسلام السياسي.

السعودية مستعدة والإمارات ليست سعيدة
من المعروف أن العلاقات الدولية ليست دائمة فمن المعروف علی المحور السعودي القطري عداؤه للإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين ،غير أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي كثير المحاولة في فتح قنوات الحوار مع الرياض وذلك من خلال زيارة المملكة ظاهريا للحج والعمرة وباطنيا لترميم العلاقات مع حكام آل سعود خاصة بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم سنة 2015، حيث زار وزير الخارجية السعودي تونس في سبتمبر 2015 في زيارة هي الأولی منذ 2011 كما تعهدت المملكة بضخ مليارات الدولارات للإستثمار في تونس ،ومن جهة اخری فإن بعض القيادات النهضوية تحافظ علی ادنی مستوی علاقات مع الإماراتيين تحفظها المنصات المالية الليبرالية .
كما وصف المقال حزب نداء تونس المتحالف مع النهضة منذ 2015 بالحليف المفضّل للإمارات حيث قام وزير الخارجية الاماراتي بزيارة لتونس سنة 2015 وهي الاولی منذ الثورة وتسعی حركة النداء إلی كسب ود الجانب القطري من خلال توافقها في الحكم مع حركة النهضة الأمر الذي لم يرق لحكام الإمارات خاصة مع إنهيار حركة نداء تونس داخليا وتماسك حركة النهضة تنظيميا وهو مايعني لأبوظبي تواصلا للنفوذ القطري داخل تونس تماما مثل ماكان عليه الأمر قبل 2014،وفي السعودية تتسارع الأحداث بصعود أسهم محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية والمتماهي تمام التماهي مع الموقف الإماراتي.


إحتدام المعركة في تونس
وأشار المقال أنه وفي شهر جوان كشفت وثيقة نسبت إلی مركز بحوث اماراتي قريب من دوائر القرار إستراتيجية ابوظبي في تونس لم تنفها السلطات الإماراتية وتستهدف هذه الإستراتيجيا عبر مجموعة من السياسيين و الاعلاميين إلی ضرب المصالح القطرية في تونس وإستهداف حركة النهضة وهو ماتزامن مع زيارات وفود اماراتية رفيعة المستوی إلی تونس

هل إنتهی عهد الحياد التونسي؟
وإعتبر المقال الذي نشره مركز البحوث أن الحرب علی الفساد التي اعلنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في ماي 2017 إستهدفت مهربين يتعاملون مع الغرب الليبي الذي يسيطر عليه ميليشيات تابعة للمحور القطري التركي واهمهم شفيق الجراية الذي تشير بعض التسريبات ان اعتقاله كان علی خلفية تهريبه شحنة سلاح قطرية من تونس إلی الغرب الليبي وذلك بعد معلومة استخباراتية مصرية فرنسية تم اخطار السلطات التونسية بها ،كما اتهم احمد المسماري الناطق بإسم ميليشيات حفتر قطر في شهر جوان الماضي بتمويل ميليشيات غرب ليبيا عبر البنوك التونسية وهو ما أثار الرأي العام التونسي ودفع بالحكومة بالبحث في تمويلات بعض الجمعيات ،وبالرغم من ان النهضة التزمت الحياد أمام الازمة الخليجية فإن القيادي رفيق عبد السلام دافع عن الموقف القطري وانتقد نظيره السعودي ،وفي شهر اكتوبر وقع استدعاء صهر راشد الغنوشي للمثول امام القضاء كمتهم في قضية تعود إلی سنة 2013 وهو ما اعتبره المراقبون تصفية حساب سياسي بإيعاز خارجي ،كما شهد صيف 2013 جمودا في العلاقات بين راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة والباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية.

تهديد المسار الديمقراطي
وختم الموقع بالإشارة إلی أن إتفاق البريستول بين الغنوشي والسبسي في 2013 والذي عبّد الطريق لتقاسم السلطة في 2014 بين النهضة والنداء إستجابة لإكراهات داخلية وضغوطات خارجية بدأ يفقد بريقه وعلی السلطات التونسية أن تحذر من الإنحياز المطلق للمحور الإماراتي نظرا لإرتباطها الإقتصادي الوثيق بقطر التي تجد مساندة لدی شريحة شعبية كبيرة وبالتالي فالإصطفاف وراء الإمارات وحلفائها في هذا الظروف من شأنه المساومة بإستقرار تونس وإعادتها إلی ماكانت عليه سنة 2012 وعودة الإحتقان والإستقطاب الثنائي ،فمن المعروف عن الإمارات سخطها علی الديمقراطية وتحبيذها لجنرالات تحكم بالحديد والنار مثل السيسي وخليفة حفتر .


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 153640

MedTunisie  (Tunisia)  |Vendredi 5 Janvier 2018 à 14:08 | Par           
اخطر شييئ على تونس و ثورتها هو القدافي والحمد لله. بقي ابناءها كما قال بورقيبة فهناك بعض التونسيين الذين لهم ارتبطات و ولاءات بالخارج الصهيوني مثل الايمارات و اتباعها فلن يتركهم الشعب التونسي وهو بالمرصاد و الاموال تشري بعض الضمائر و لكن لن تشتري الاحرار

Mandhouj  (France)  |Vendredi 5 Janvier 2018 à 13:21           
من يهدد المسار الديمقراطي التونسي مآله الدمار .. المسار الديمقراطي التونسي محمي من طرف الشعب و كثير من القوى الحية في البلاد .. أما الاستثمارات الخالجية ، فمرحبا بمن لا يتدخل .. نحن لا نستحق للإمارات و لا للسعودية كما هي الآن .. مع محمد بن سلمان العالم العربي و الاسلامي يعيش خيانة الأمة كلها ، خاصة في مقدساتها .. على أنباء السعودية الأشراف أن يتخلصوا من هذا الخائن .. و الشعب السعودي قادر على ذلك .. أما أولاد زايد ، فهم منخرطون للعنق في المشروع
الصهيوني التوسعي .. في تونس كيف يمكن تحييد عملاء الامارات حتى لا يهلكوا العباد و البلاد ؟ الشعب التونسي و قواه الوطنية ستتكلف بذلك .. لذلك يجب تقليص دور الامارات في تونس .. و القرار العنصري الذي إتخذته الامارات تجاه المرأة التونسية ، كان فرصة .. و الوقت لم يفت حتى حتى نادب هذا الكيان المتنطع عن القانون الدولي .. يجب تدويل القضية ..

مع قليل من الوطنية للمستثمرين التوانسة يمكن أن نتخلى عن كثير من الاستثمارات الخليجية التي تجلب العمالة و الذل ... هذا تهدي مفروض على أبناء تونس أصحاب المال و الأفكار ...

تحيا تونس
تسقط الامارات و السعودية .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female